الجزائر قامرت بقضية مفتعلة فخسرت مكانتها في المنطقة وتخلى عنها داعموها…
عبدالقادر كتــرة
فَقَد النظام العسكري الجزائري البوْصلة من هول الصدمة التي تلقاها، ولم يكن ينتظرها، رغم أنه أَلِف تلقي اللكمات والصدمات والصفعات والانتكاسات، في السنوات الأخيرة، من طرف الدبلوماسية المغربية الذهبية، وخسر جميع ألاعيبه الدنيئة ومؤامراته الخسيسة، رغم تغيير لاعبيه العجزة والجهلة، لأنه وبكلّ بساطة قضيتهم مفتعلة وقضية المغرب عادلة.
“الصدمة كانت قوية” على قلوب جنرالات ثكنة بن عكنون وأزلامهم في قصر المرادية وأحديتهم ابن بطوش وعصابته، بعد اعتراف إسبانيا بالحقوق الشرعية للمغرب في سيادته على الصحراء المغربية، وهي إسبانيا الاستعمارية التي احتلت الأقاليم الجنوبية وتعرف جيدا أنها حكمتها بعد التقسيم الظالم الذي خضعت له الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة، بتواطؤ مع الاستعمار الفرنسي، وبمجرد ما نال المغرب استقلاله طالب بصحرائه، واضطرت إسبانيا الاستعمارية، بعد اللجوء إلى المحكمة الدولية وتنظيم المسير الخضراء، إعادة أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب إليه.
“الصدمة كانت قوية” على الجزائر التي قامرت بافتعال قضية الصحراء المغربية منذ أكثر من 50 سنة بتنسيق مع الإسبان آنذاك وبتمويل من المقبور معمر القذافي وبدعم من عدد من الدول الاشتراكية والشيوعية…، لا لشيء إلا لمحاولة إضعاف المغرب وتجزيئه وتهميشه عن محيطه ومعاداة نظامه بل خططوا حتى للانقلابات عسكرية في المغرب، باءت بالفشل الذريع وذلك بهدف ضرب استقرار المغرب وأمنه، لكن المغرب صمد لعدالة قضيته رغم استمرار جنرالات العسكر الجزائري في حبكِ المؤامرات ودعم وتمويل المناورات وشراء الذمم، حيث استمر الوضع لأكثر من 50 سنة، بددوا خلالها أزيد من 500 مليار دولار من القوت اليومي للشعب الجزائري الفقير الذي أصبح يقضي معظم أوقاته من ليله ونهاره في الطوابير اللا متناهية للحصول على نصف لتر حليب او كيلو سميد أو ميلو عدس او حمص أو لتر زيت أو قنينة ماء أو علبة دواء أو جرعة أكسيجين… .
قامر جنرالات ثكنة بن عكنون بالجزائر بقضية افتعلوها من أجل الظهور بالبلد “القوة العظمى” و”القوة الإقليمية”، فخسرت الجزائر مكانتها في المنطقة وضمن الدول العربية وفي أفريقيا وفي أوروبا ووسط القارات، وفقدت الثقة والمصداقية لدى دول العالم، بعد أن نزعت عنها الديبلوماسية المغربية لباس النفاق والكذب وأسقطت عنها قناع البهتان والافتراء والخداع، وبدت عارية مكشوفة لدى العالم ومنظماته ومؤسساته وجمعياته، قامرت بقضية خاسرة وغامرت بخزينة الشعب الجزائري وبمداخيل عائدات الثروة الوطنية الجزائرية، فانْفضَّ عنها مؤيدوها وداعموها وأتباعها…، وانضموا إلى المملكة المغربية الشريفة.
بعث رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز برسالة الى الملك محمّد السادس تضمّنت موقفا واضحا من الصحراء المغربية يتمثل في تكريس الاعتراف الدولي بمغربيّة الصحراء وسيادته.
وتعود أهمّية الموقف الاسباني إلى انّه صادر عن الدولة التي كانت في موقع المستعمر في الصحراء. إنّه بمثابة اعتراف من الدولة التي كانت تستعمر الصحراء المغربيّة بأنّ الأرض عادت الى أصحابها.
من هذا المنطلق، باتت إسبانيا “تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدّمت في العام 2007، بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.
ليس الموقف الاسباني سوى تتويج لرغبة في رفض استمرار التعامي عن وجود حقيقة اسمها مغربيّة الصحراء لا كثر. مرّة أخرى، اسبانيا تتصالح مع نفسها قبل ان تتصالح مع المغرب.
بعد إسبانيا جددت فرنسا، الاثنين 20 مارس 2022، دعمها لمخطط الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب باعتباره “أساسا للنقاش، جادا وذا مصداقية”، من أجل تسوية النزاع حول الصحراء المغربية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، إن موقف فرنسا من قضية الصحراء “ثابت لصالح حل سياسي عادل، دائم ومقبول لدى الأطراف، وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومن هذا المنظور، فإن مخطط الحكم الذاتي المغربي يشكل أساسا للنقاش جادا وذا مصداقية”.
وأيدت المفوضية الأوروبية موقف إسبانيا الجديد بخصوص مصير الصحراء المغربية كمنطقة تتمتع بحكم ذاتي تابعة للمغرب، لتدعم تغيرا مفاجئا في موقف حكومة رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث والذي لاقى معارضة كبيرة في الداخل.
وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، “يرحب الاتحاد الأوروبي بأي تطور إيجابي… في العلاقات الثنائية بين دوله الأعضاء والمغرب، والذي من شأنه أن يفيد في تطبيق الشراكة الأوروبية المغربية”.
وجددت سفيرة الولايات المتحدة لدى إسبانيا، جوليسا رينوسو، التأكيد على دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، واصفة إياها بـ”المعقولة والقابلة للتطبيق”.
وأكدت السيدة رينوسو، التي حلت ضيفة على برنامج تم بثه، أمس السبت، على أمواج الإذاعة الإسبانية “كادينا سير”، أن “الولايات المتحدة تعتبر المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء معقولا وقابلا للتطبيق”.
وقالت الدبلوماسية، المستشارة السابقة للرئيس الأمريكي جو بايدن، إن “الولايات المتحدة تدعو إلى هذا الحل خلال الاتصالات مع الأطراف المعنية”، وأضافت “نحن ندعم العملية التي تشرف عليها الأمم المتحدة من أجل تسوية هذا النزاع وندعم مبادرة المغرب”.
وتحدثت الدبلوماسية الأمريكية عبر أثير الإذاعة الإسبانية، عقب قرار مدريد الاعتراف بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد الجاد، الواقعي والقابل للتطبيق من أجل حل الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وكان متحدث باسم الخارجية الأمريكية، قد أوضح السبت 19 مارس 2022، في تصريح لوكالتي الأنباء الإسبانيتين “أوروبا بريس” وإيفي”، أن واشنطن تقاسم إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية، قائلا :”ما نزال نعتبر مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كمقترح جاد وذي مصداقية وواقعي”، يتضمن إمكانات واضحة للاستجابة لتطلعات سكان المنطقة.”
وأشاد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، بالموقف الإسباني الداعم للوحدة الترابية للمملكة، الذي أعلن عنه رسميا في الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية إلى الملك محمد السادس، أمس الجمعة، حيث أكدت على جدية ومصداقية الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية المغربية واعتباره الحل الوحيد لحل النزاع المفتعل في الصحراء.
وقال نيد برايس في تصريح صحفي، اليوم السبت، “نشارك الموقف الذي أعربت عنه إسبانيا أمس بشأن قضية الصحراء وعلاقتها بالمغرب”، مؤكدا على أن المبادرة المغربية جادة وواقعية وذات مصداقية.