معرض الصور الفوتوغرافية حول التبوريدة بمركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والإنسانية بوجدة
أحمد الجبلي
تحت عنوان “فرسان الشرق إرث وطني” انطلق يومه السبت 26 مارس 2022 في الساعة السابعة مساء معرض الصور الفوتوغرافية الخاص بالتبوريدة، للفنانية الوجديين بوعياد إمناشن وإبراهيم فراجي.
ما أن تم الإعلان عن افتتاح معرض الصور، من طرف وحدة الدراسات الفنية بمركز الدراسات والبحوث الاجتماعية والانسانية بوجدة، حتى ازدحمت جنبات المعرض بالزوار والمهتمين نساء ورجالا شيبا وشبابا صغارا وكبارا، وهو الأمر الذي دل على الاهتمام الكبير الذي يوليه أبناء المنطقة للفرس والفارس والفروسية التقليدية “التبوريدة”. ولعل هذا المعرض يعد سابقة في مدينة وجدة من حيث كونه معرضا خاصا بالتبوريدة التي يعشقها أبناء الجهة الشرقية عموما وأبناء مدينة الألفية تحديدا، ولكون الفنانين الكبيرين المتميزين اللذين التقطا هذه الصور الرائعة والجميلة بعدساتيهما، هما من الأبناء الأوفياء لهذه المدينة الغنية بالطاقات والمواهب في كل نوع من أنواع الفنون.
يبدو أن من بين الأهداف الرئيسة التي من أجلها أقيم هذا المعرض إبراز فن التبوريدة بالجهة الشرقية كتراث لامادي عالمي تم الاعتراف به سميا من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” أثناء الدورة السادسة عشر للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي انعقدت بين 13 و 18 دجنبر 2021 بالعاصمة الفرنسية باريس.
كما عمل المعرض على إحياء الارتباط بالفرس لدى ساكنة متعطشة قد حرمت من حضور مواسم التبوريدة منذ بداية الجائحة. وهو الأمر الذي دل على أحد خصوصيات الفنان الفوتوغرافي وهي التأريخ، وها هو اليوم يؤرخ للحظة المتعة والاحتفال والاستعراض، وبفضل عدسته ها نحن اليوم نحضر أجمل المواسم بكل ما فيها من خيل وفرسان وغبار وبارود وملابس تقليدية تشهد على إبداع الصانع التقليدي المغربي، في صور حية ناطقة تجعلك تسمع في أعماقك صهيل الخيل وتشم غبار الأرض حين تنثره حوافر الحصان البربري وتشنف أذنيك طلقات البنادق الموحدة.
سيتسمر المعرض إلى حدود يوم26 أبريل 2022 وهي مدة كافية ليبلغ الشاهد الغائب، وحتى ينتشر الخبر عبر الإعلام المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يتاح المجال وتسنح الفرصة لأبناء الجهة عموما وأبناء وجدة على الخصوص للاستمتاع بهذا المعرض المحلي الذي هو من صنع الفنان الوجدي حين يتفنن وينطلق في مجال الخلق والإبداع.