الجزائر تهاجم “اليونيسيف” بتشويه صورة الجزائر البئيسة وتتهم المغرب بتحريره
عبدالقادر كتــرة
يستغرب المرء سلوك النظام العسكري الجزائري ورفضه لكلّ تقرير من منظمات ومؤسسات عالمية ينتقد سياسته ويُشرِّح وضعية البلاد ولو كانت حقيقة وواقعا وشهادات حيّة بالصوت والصورة، ويحاول ممارسة سياسة النعامة بِدسّ رأسه في الرمال، ويرفض الإقرار بواقعه المُفلس، وبدل الأخذ بعين الاعتبار ما تقدمه له هذه المؤسسات التي تعتمد تقاريرها أبحاث خبراء، وتعمل بنصائحها، تهاجمهم وتكذبهم وتتهمهم بتشويه سمعة الجزائر، والأدهى والأغبى أن هذا النظام المارق يوجه، بدون حياء ولا خجل، أصابع الاتهام للمغرب بتحريره، كما هي عادة انظام العسكري الجزائري لتبرير فشله وإفلاسه.
لم يَسْلم من اتهاماته وهجوماته المنظمات الدولية والمؤسسات المالية والجمعيات الحقوقية ومختلف بلدان العالم من جميع القارات، منها جمعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والاتحاديات الإفريقية لمختلف الرياضات وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية وفرنسا وإسبانيا وقنوات وجرائد إعلامية وشركات لإنتاج الأفلام و…و…، وجاء الدور صندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”.
اعتبر النظام العسكري الجزائري تقرير ممثلية صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر ” اليونيسيف” المعنون بـ “انتقال الشباب ما بين 15 و24 سنة إلى حياة البالغين” مجرد مجموعة من الأكاذيب الملفقة عمدا لمحاولة تسويد صورة الجزائر، رافضا جملة وتفصيلا كلّ الحقائق والمعلومات والشهادات التي وردت فيه رغم أن ممثلة المنظمة الأممية رصدت كلّ ما تمّ تسجيله في عين المكان.
وحسب وكالة الأنباء الجزائرية فقد جاء في تقرير هذه الهيئة الأممية “إنه إضافة إلى معاناتهم من البطالة والهشاشة يواجه الشباب الجزائري ضعف التمدرس والتهميش الاقتصادي” وهو ما يظهر جليا أن محرري هذه الوثيقة ـ تضيف الوكالةـ قد أبانوا عن قصر نظرهم وفشلوا في مهمتهم وتفننوا في تلفيق الأكاذيب أكثر من بعض المخابر.”
وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية في ردها على التقرير مهام “اليونيسيف” قائلة “فمن المعلوم أن اليونيسيف مكلفة من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة بمهمة محددة وهي الدفاع عن حقوق الطفل والمساعدة على تغطية احتياجاته الأساسية وترقية وضعيته. لذا فلا يجب أن نخدع لأن هذا التقرير المغلوط قد أعد بناء على طلب من بعض الملفقين الذين كانوا وراء التقارير الكاذبة التي أصدرها البنك العالمي وأذنابه”.
وترى الوكالة الجزائرية “أن التقرير يظهر أن المسؤول الأول لهذه الهيئة الأممية في الجزائر قد وجد لنفسه هوايات أخرى مثل الشغل والأمراض وحوادث المرور. فمن المفروض أن تبرز اليونيسيف المكانة الهامة التي يحتلها الأطفال في سياسة الدولة لأنه وفي هذه السنة فقط التحق أكثر من 12 مليون طفل بمقاعد الدراسة على نفقة الدولة.”
وأضافت بالقول: “إن الجزائر تحتل مركزا جيدا في تصنيف التربية بنسبة أمية تبلغ 7 بالمائة فضلا عن وجود فضاءات لعب في كل المدن والقرى الجزائرية وهو ما لم تلاحظه هذه المنظمة. كما أغفل تقرير الهيئة الأممية للأسف حقيقة إن الجزائر هي أول بلد خارج أوروبا يخصص منحة بطالة والأولى من حيث الأمن الغذائي على المستوى الإفريقي مفضلا الاستناد إلى الأخبار الكاذبة حول التسرب المدرسي والبطالة في أوساط الشباب وتشغيل المرأة وحوادث المرور.”
وفي الأخير، لم تجد مزبلة الإعلام الجزائرية وقنوات صرفه الصحي ما تدلي به للدفاع عن النظام العسكري الجزائري البئيس اتهام ” اليونيسيف” باهتمامها بهذه المواضيع على وجه الخصوص بقصد تقديم صورة سوداوية عن الجزائر، متهمة في نفس الوقت المغرب بقولها ” ومن الذي يمكن أن يقوم بهذه المهمة القذرة أحسن من عميل مخزني؟”
واختتمت مزبلة الإعلام الرسمي الجزائري أحدية جنرالات ثكنة بن عكنون بتهديد ممثل الجزائر الذي وصفته ب”المحسوب على المخزن” بقولها :” إن هذا التقرير الكاذب حول الجزائر الذي يحمل توقيع ممثل اليونيسيف في الجزائر المحسوب على المخزن المغربي والذي حصل على شهادة دكتوراه في الطب من المغرب لن يمر بسلام. وإن هذا التضليل الذي هو ثمرة مخيلة خادم المخزن مكانه في سلة المهملات حيث وضعت كل الأكاذيب التي لفقت سابقا والتي حاولوا من خلالها ضرب استقرار الجزائر الجديدة.”