التشابه بين خطب الجمعة وبرامج تلفزيون رمضان
عزيز باكوش
خطب الجمعة وبرامج تلفزيون رمضان بالمملكة المغربية متشابهان إلى حد بعيد ، فهما ليس توأمان سياميان ملتصقان من صلب واحد ،رضعا واشتد عودهما من ثدي واحدة ، وتربيا تعلما في مدرسة واحدة فحسب ،وإنما هما أيضا من نفس المختبر ويحملان بصمات نفس المهندس الصانع المرمم .
وإذا كان التوأم الملتصق مولودين متصلين عضويا وجسديا ببعضهما. فإن توأم التلفزة وخطب الجمعة عندنا متصلان عضويا وجسديا ببعضهما في الجمود والتجمد والوفاء للقديم ،وعدم الرغبة في ارتياد الآفاق والخوف من كل ما هو جديد.
وإذا كان التلفزيون مخلصا ووفيا لمبدإ الرتابة والجمود في إطلالته الرمضانية كل سنة، إذ ظل رافعا شعار الحموضة والبسالة والتفاهة والعمل بمنطق كور وعطي لعور ،فإن خطب الجمعة بدورها ،لن تخرج عن سياق الرتابة والتقليد والمونوتونية. فموضوع الخطب منذ بداية الإسلام في مملكتنا السعيدة لم تبتعد قيد أنملة عن النمطية والرتابة التبسيط الممل ، تغير العالم شرقا وغربا واستعاد المغرب صحراءه بالكامل ، وجاءت إسبانيا طالبة راغبة ، وزار جونسون كييف ، وتلفزة رمضان لم تشهد نسائم التغيير ، ولم يهزها ريح الشمال ولا الجنوب .
كذلك برامج تلفزة رمضان التي ظلت أكثر وفاء وإخلاصا للثدي الذي رضعت منه النمطية الجوفاء والابتذال المريب .والنتيجة هي التي نراها ونلمسها في مدارسنا وحياتنا وشكلنا الاعتباري .
لقد أثبت العلم أن العديد من التوائم الملتصقين لا يعيشون عند ولادتهم، أو يموتون بعد ولادتهم بوقت قصير، بفضل التطور في تقنيات العمليات الجراحية أسهمت في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة. لكن توأمنا المغربي عاش وسيعيش وقتا طويلا بعد ولادته، وهاهو ما يزال قيد الحياة متحديا كل قوانين العلم بما في ذلك النسبية والجاذبية.ويرجع الفضل في ذلك إلى طاقم كفء ومقتدر من إنتاج الدولة العميقة. له من المهارة والبراعة في إدارة الأزمات ،وتدبير المخاطر التي تهدد أمن المجتمع وسلامته الروحية والعقلية !….. عزيز باكوش