نقل عائلة جزائرية إلى المستشفى بعد أن اقتاتوا بالورق بسبب الجوع
عبدالقادر كتــرة
في مشهد مؤلم ومحزن ومثير للغضب والانتفاضة ضد المسؤولين الجزائريين، وللمرة الثانية في أقل من أسبوعين، تمّ، يوم الأربعاء 4 ماي الجاري، نقل أسرة بكاملها إلى مستشفى عاشور زيان بمدينة أولاد جلال بالجزائر، بعد أن ساءت حالتهم الصحية لتناولهم كمية من الورق بسبب الجوع.
وسبق أن سجلت إحدى المناطق النائية بقرية “قنتيس” ولاية تبسة الجزائرية مأساة إنسانية مؤثرة، تسائل جنرالات ثكنة بن عكنون و مسؤولي قصر المرادية بالعاصمة الجزائرية والضمير الحيّ بالجزائر، ويتعلق الأمر بكارثة إنسانية لأسرة من تسعة أفراد، الأب والأم وسبعة أطفال ضمنهم ثلاثة مصابين بمرض عقلي، تعاني الفقر والتهميش، دخلت في دوامة المتاهة والفقر الجوع إلى حدّ الهلاك.
مأساة إنسانية في القرن الواحد والعشرين في بلد غني حتى التخمة لكن شعبه فقير حتى الجوع القاتل، بلد الغاز والبترول لكن في نفس الوقت بلد الفقر والجوع والحرمان والبطالة ومليون ونصف المليون طابور بحثا عن شكارة حليب أو قنينة زيت أو كيس سميد أو رطل حمص أو عدس أو رجل دجاجة أو كأس ماء أو جرعة أكسيجين أو علبة دواء أو….أو …، في الوقت الذي يعيش جنرالات العسكر الجزائري وكهنة معبد قصر المرادية وأولادهم وأسرهم وأقاربهم في القصور والفيلات ويأكلون ما طاب وألذّ من الأطباق الشهية ويتابع أولادهم وبناتهم دراساتهم في بلدان أوروبا وأمريكا أين يتوفرون على شقق فخمة مفروشة وينتقلون بين بلدان العالم بجوازات سفر دبلوماسية على حساب قوت الشعب الجزائري اليومي من عائدات الغاز والبترول وصرفها مليارات الدولارات على مرتزقة بوليساريو وأسرهم…
انتشرت مؤخرا قصة أسرة “بلهادي” المحزنة بسبب المأساة التي يعيشون فيها، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعية خبر نقل عائلة بأكملها إلى مستشفيات ولاية تبسة وإخضاع البعض إلى عملية جراحية بسبب الفقر والجوع، نتيجة الواقع المرير الذي يدمي القلوب لهذه الأسرة بأكملها أنهكها المرض والجوع حتى الموت ولازالت تئّن تحت وطأة الفقر والعزلة والحرمان.
هذه الأسرة الفقيرة الجزائرية ضحية سياسية النظام العسكري الجزائري، تقطن بقرية “قنتيس” بولاية تبسة وفي منطقة معزولة مع الحدود الولائية لخنشلة، وتتكون من 9 أفراد تعيش العزلة والحرمان، الأب عاطل عن العمل، والأم توفيت قبل 4 أيام بسبب فقر حاد في الدم لانعدام التغذية والرعاية الصحية مخلفة وراءها 7 أبناء، منهم 3 مرضى عقليا، حيث تم نقل الابن إلى مستشفى الأمراض العقلية بولاية عنابة والبنت تم نقلها إلى مستشفى تبسة، فيما بقيت بنت واحدة في المنزل.
وصرّح الأب لإحدى وسائل الإعلام الجزائرية، وكله حسرة وألم لما آلت إليه عائلته بسبب الحاجة والفقر، وأنه يضطر رغم التعب والمرض إلى العمل كحمّال أو عند بعض الأشخاص من أجل توفير لقمة لأبنائه يسدون بها رمقهم لا أكثر إن توفرت، فهو لم يستطع توفير الألبسة والأدوية لانعدام مدخول مالي. كما كشف أن زوجته توفيت بسبب فقر حاد في الدم تاركة الأبناء بين حيطان المنزل وحيدين من دون رعاية.
وحسب نفس المصدر الإعلامي، أكد جيران الأسرة أنهم لم يستطيعوا مساعدتها بسبب فقرهم أيضا، منددين بالوضعية التي يعيشون فيها والتهميش الذي طال المنطقة حيث أصبحت تنعدم فيها الحياة بسبب افتقارها إلى أبسط متطلبات العيش الكريم.
وسبق أن قدمت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”، مساعدات غذائية على 500 أسرة محتاجة في الجزائرـ تمّ توزيعها بالتعاون مع جمعية “حراء” الخيرية، وبحضور السفيرة التركية لدى الجزائر ماهينور غوكتاش، ومنسق تيكا في الجزائر غوكشن قالكان.
وقالت السفيرة التركية :”إنها سعيدة لمشاركتها في برنامج المساعدات الرمضانية لـ”تيكا” الذي بات تقليدا سنويا”، وأضافت أن الوكالة التركية سلمت الطرود الغذائية الرمضانية للعائلات المحتاجة كهدايا ورسائل من الشعب التركي.
وعقب مراسم تسليم 500 سلة غذائية، زارت السفيرة التركية روضة أطفال تابعة لجمعية “حراء” الخيرية في العاصمة الجزائرية.
هذا في الوقت الذي قام النظام العسكري الجزائري، الاثنين 11 أبريل 2022، بالقاعدة الجوية ببوفاريك بشحن ونقل 132 طن مما سماه المساعدات باتجاه مخيمات المحتجزين الصحراويين بتندوف على متن أربع طائرات نقل عسكرية، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وتعد هذه الخطوة لنظام جنرالات ثكنة بن عكنون، ترسيخا لمقولة “جَوّعْ كلبك يتبعك” على حد تعبير الوزير الأول السابق المسجون بالفساد صاحب سرقة 64 سبيكة من الذهب وبيعها في السوق السوداء، وإطعام الشعب الجزائري لحوم الحمير والبغال في عزّ شهر رمضان المبارك والزجّ بالملايين المواطنين في مليون ونصف الميلون طابور لعدة كيلومترات بحثا عن شكارة حليب، في الوقت الذي قام بتسمين مرتزقة بوليساريو والفاغنر وإرهابيي الجماعات وقطاع الطرق، ب بأربع (04) طائرات نقل عسكرية تابعة لقوات الجوية الجزائرية انطلاقا من القاعدة الجوية ببوفاريك بالناحية العسكرية الأولى باتجاه جنوب الصحراء الجزائرية والساحل حيث تتمثل هذه المؤونات والإمدادات في 132 طن من المواد الغذائية.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه العملية “تؤكد مرة أخرى الالتزام الدائم والمستمر للجيش الوطني الشعبي في مرافقة مرتزقة بوليساريو ومرتزقة فاغنير الروسية والجماعات الإرهابية وغيرها من قطاع الطرق على حساب القوت اليومي للشعب الجزائري الفقير والمحروم حتى من أبسط حقوقه.