تشييد المغرب لبُرجٍ طبيٍّ أوْجع الجزائريين ولمواساتهم طبيب أمريكي/جزائري يَعِدُهم ببناء مستشفى
عبدالقادر كتــرة
إعلان وزارة الصحة المغربية عن إطلاق مشروع صحي عملاق، إنجاز المستشفى الجديد “ابن سينا”، الأول في أفريقيا، أَوْجع جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامهم كهنة معبد قصر المرادية، كما آلم الجزائريين وترك صدى سلبيا في نفوس المواطنين الجزائريين ومرتزقة بوليساريو بمخيمات الذل والعار بجمهورية تندوف بالجزائر الجنوبية.
هذا المشروع الذي أشرف على إعطاء انطلاقة أشغاله الملك محمد السادس، الخميس مايو 2022، بالرباط، هو مشروع مستقبلي يأتي لتعزيز العرض الصحي بالمملكة بقدرة استيعابية تفوق ألف سرير، تصدر عناوين الصحف في شمال إفريقيا وأيضا في أوروبا، حيث علقت عدة منابر داخل تونس بأن الرباط بهذا المشروع العملاق تؤكد أنها على الطريق الصحيح، وأنها غير متأثرة بالأزمة الاقتصادية العالمية وأنها تمكنت من تجاوز مرحلة الوباء التّاجي دون أن تفقد مؤشراتها الاقتصادية التي كانت قد اكتسبتها قبل الوباء بعد إطلاق الحكومة المغربية لخطط إصلاحات عملاقة.
فيما علق عدد من النشطاء الجزائريين على الأمر، بأن المغرب الذي لا يمتلك عائدات نفط وليس له ثروات كبيرة، يطلق مشاريع عملاقة لإنشاء البنية التحتية، فيما الجزائر التي تعيش مرحلة الطفرة الغازية الثانية، ولها عائدات بملايير الدولارات لا تزال غير قادرة على بناء مستشفى من الجيل الجديد، خصوصا وأن مرحلة الوباء كشفت ضعف البنية الصحية في العالم ككل وليس في الجزائر فقط، وأظهرت مستوى ضعف الاستثمارات الوطنية الجزائرية في القطاع الصحي.
وحسب موقع دعائي للبوليساريو، فضّل مدونون جزائريون مقارنة خطط الدولتين في الجزائر والرباط، وقال أحد المغردين: ” تخيلوا أن المستشفى المغربي سيتكون من برج طبي به 44 طابق وستكون طاقته العلاجية هي 1044 سرير وسيوفر كل الاختصاصات، سيضم كلية طبية على أحدث طراز، وكل هذا سيكلف فقط 700 مليون دولار، ومدة الإنجاز لن تتجاوز 48 شهرا فقط، فيما المسجد الأعظم للجزائر الذي بني خلال 10 سنوات كلف الخزينة الجزائرية 5 ملايير دولار… !!!، ثم أنهى تدوينته بقوله “ولكم الحكم”.
وزاد نفس المصدر: “فيما اختار منشط جزائري على اليوتوب فتح باب النقاش حول المشاريع التي أطلقتها الرباط وأحصاها منذ سنة 2010 إلى يومنا هذا، بدءا بمشاريع البنية التحتية و كالطرق و المطارات و الموانئ والمصانع والمسارح والأبراج…، وصولا إلى البرامج التنموية التي تستهدف الإنسان والزيادات في الأجور والإصلاحات المرتبطة بالحياة اليومية للمواطن، وتمنى أن تعمد الدولة الجزائرية إلى تقليد الرباط في كل المشاريع كما فعلت في المسجد الأعظم وملاعب كرة القدم ومعامل صناعة السيارات، وختم قوله أنه يتمنى أن لا يكون تقليدا كالذي حصل في شركات نفخ إطارات السيارات”.
ولمواساة النظام العسكري الجزائري والشعب الجزائري المقهور والفقير ومسح دموعه كشف الطبيب الأمريكي/الجزائري الدكتور ياسين عبد الجبار صاحب مبادرة بناء مستشفى ميداني خيري لصالح مسلمي الروهينغا، أنه ينوي أيضا بناء مستشفى في الجزائر بعد الانتهاء من مشروعه الخيري الأول.
وقال الدكتور الأمريكي ياسين المقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية عبر خاصية ستوري على صفحته الرسمية على انستغرام: “يوجد الكثير من الناس لا يعرفون كيف هي الوضعية في بورما وما يعانيه المسلمون هناك”. وأضاف: “لا يمكن أبدا مقارنة بلدي الجزائر بمخيمات اللاجئين في بورما لمسلمي الروهينغا هناك.. الوضع كارثي جدا ولا يمكنكم أبدا تصوره مهما حاولت أن أصف لكم الوضع لا يمكنكم تصوره”.
وتابع الدكتور ياسين قائلا: “عندما عدت من بورما ووقفت على الوضعية هناك، عاهدت نفسي أن ابني مستشفى ميداني خيري هناك، والحمد لله بعد سنوات ها أنا أباشر في هذا المشروع”.
وواصل أول طبيب زار مخيمات مسلمي الروهينغا قائلا: “نويت أنه بعد هذا المشروع سأباشر في العمل على مشروع بناء مستشفى في بلادي الجزائر. إذا وفقني الله وطالت الأعمار سأبني مستشفى في بلادي بمعايير عالمية. لدينا كفاءات وأطباء مستعدين لتقديم المساعدة، إن شاء الله سنعلن عن هذا المشروع مباشرة بعد الانتهاء من مشروع مخيمات اللاجئين في بورما”.
المستشفى الجديد “ابن سينا” بالرباط .. لبنة جديدة لتعزيز العرض الصحي على المستوى الجهوي والوطني
ويشكل مشروع إنجاز المستشفى الجديد “ابن سينا” بالرباط، الذي أعطى الملك محمد السادس، اليوم الخميس 5 ماي 2022، انطلاقة أشغال بنائه، لبنة جديدة في أفق تعزيز العرض الصحي بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.
ويندرج هذا المشروع المستقبلي في سياق توجه استراتيجي يقوم على تطوير البنيات التحتية الاستشفائية من أجل تعزيز ولوج الساكنة للخدمات الصحية في أفضل الظروف. كما يجسد هذا المشروع الرغبة الأكيدة في مواصلة إصلاح منظومة صحية وطنية، قادرة على الاستجابة لمتطلبات إنجاح الورش الاجتماعي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية.
فقد فرضت جائحة كورونا، والتي أبان فيها المغرب، بفضل العناية المتبصرة لجلالة الملك، على قدرات تدبيرية هائلة، مكنته من احتواء الوباء والحد من انتشاره، تحديات كبرى على القطاع الصحي، أبرزت الحاجة إلى تعزيزه على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات الطبية، والموارد البشرية.
وسيمكن هذا المجمع الاستشفائي المستقبلي، والذي ستبلغ قدرته الاستيعابية 1044 سريرا، من ضمان مزيد من التكامل في الخريطة الصحية على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، مع إعادة إعطاء مستشفى ابن سينا الذي تم تشييده سنة 1954، المكانة التاريخية التي كان يشغلها، كمشتل للكفاءات وبنية للبحث الطبي ذات بعد وطني.
وفي هذا السياق، فإن هناك عملا ملموسا يبذل من أجل توجيه الجهود نحو تأهيل العرض الصحي من خلال تعبئة الإمكانيات المالية الضرورية للنهوض بالمراكز الصحية الأولية، والمراكز الإستشفائية الإقليمية والجهوية والجامعية، إلى جانب تثمين الموارد البشرية الصحية، وإرساء حكامة جديدة للمنظومة الصحية.
وهكذا، فإن هذا المشروع الذي سيتم إنجازه في أجل 48 شهرا، يأتي لتعزيز عرض العلاجات على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة الذي يشتمل حاليا على مستشفيات جامعية وإقليمية، بقدرة سريرية تبلغ 4433 سريرا (173 سرير منها 126 تابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا). وسترتفع هذه القدرة إلى 5049 سريرا في نهاية 2022 مع انطلاق 7 مشاريع استشفائية في تقديم الخدمات (توجد حاليا في طور الإنهاء).
ويتميز المستشفى الجديد الذي سيكون بنية علاجية من الجيل الجديد، والذي سيتم تشييده على بقعة أرضية تبلغ مساحتها الإجمالية 11,4 هكتارا، بهندسة عصرية وبعرض علاجي متميز وإدماج للتكنولوجيات المتطورة في المجال، بما يمكن من الاستجابة للاحتياجات الحالية والمستقبلية للمدينة.
وينخرط المغرب اليوم وأكثر من أي وقت مضى في إصلاح المنظومة الصحية، عبر على الخصوص تطوير العرض الصحي الوطني لمواكبة تنزيل الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية، وتقريب الخدمات العلاجية والاستشفائية من المواطنات والمواطنين