كرز صفرو: تراث ثقافي وقيمة زراعية مضافة
ثمرة رمزية لمدينة صفرو؛ ينتمي الكرز إلى صنف أشجار الورديات التي احتلت قديما؛ حدائق شجر الكرز “البلدي” بالمدينة وتنتج الكرز الأسود الذي يتميز بمذاقه الحلو للغاية عندما ينضج، ويشتهر ذيله بخصائصه العلاجية.
كما أن هذه الفاكهة كانت أصل أقدم مهرجان بالمغرب وهو “مهرجان الكرز” – مهرجان حب الملوك – الذي تم تنظيم نسخته الأولى سنة 1920 على أن يتم إدراجه بقائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونسكو سنة 2012.
تبلغ المساحة الزراعية التي تشغلها شجرة الكرز بإقليم صفرو حوالي 520 هكتارًا، وتتمثل في 12 نوعًا من أشجار الكرز المستوردة، أشهرها بيغارو فان (حجار) ، بيغارو برلات ، قلب لحمام. ، وصنف نابليون المتأخر في النمو و هو من اللون الاصفر.
حسب المديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو، بدأ المزارعون في قطف ثمار الأصناف المبكرة في أوائل شهر يونيو ويقدر إنتاج هذه الحملة الفلاحية بنحو 2200 طن بمتوسط محصول يبلغ 4.2 طن في الهكتار. وقد سجل هذا الإنتاج، انخفاضًا بنسبة 36٪ مقارنة بالحملة السابقة لسنة 2021 جراء الظروف المناخية الخاصة لهذه السنة والتي تميزت بضعف التساقطات المطرية التي سجلت 370 ملم فقط وبسبب توزيعها الزمني السيئ الذي لم يحترم دورة نمو الثمار..
من جهة أخرى؛ تضيف المديرية الإقليمية للفلاحة، أن عواصف البرد في ممرات مزارع الكرز، إلى جانب عدد ساعات البرودة غير الكافية لبداية جيدة للشجرة، أثرت أيضًا بشكل سلبي على محصول الكرز بالإقليم.
هذا وتظل حملة قطف الكرز مشروعًا مهمًا للغاية يمتص فاتورة الأجور الموسمية، حيث أن 80٪ من النشاط الزراعي مرتبط بمرحلة الانتقاء والفرز والتعبئة، أي 30 ألف يوم عمل وتختلف أسعار البيع من 12 إلى 30 درهم للكيلوغرام الواحد حسب عيار وجودة الإنتاج.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن قطاع الكرز قد استفاد في إطار برنامج المغرب الأخضر من زراعة 100 هكتار من أشجار الكرز وتحسين 350 هكتار الموجودة بالفعل حاليًا. وتتبع زراعة أشجار الكرز في الأراضي الخاصة هذه الديناميكية في إطار الاستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030” وتستفيد من إعانة تصل إلى 60٪ من فاتورة الزراعة بحد أقصى 9000 درهم للهكتار. مخصصة للمزارع كتحفيز للاستثمار الفلاحي في إطار صندوق التنمية الفلاحية.
أيضًا، يمكن لمزارع الكرز الاستفادة من الإعانات المتعلقة بشراء المعدات الفلاحية المستخدمة في الأنشطة الزراعية المختلفة للمزرعة، مع دعم مخصص بشكل خاص لمناطق مزارع الكرز والورديات الأخرى المهددة بعواصف البرد لاقتناء شباك مقاومة البرد في حدود سقف 50.000 درهم للهكتار.
أخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من القيود المرتبطة بعملية التسويق، فإن إنتاج الكرز بصفرو له أهمية خاصة ويمثل قيمة مضافة في تنمية دخل الفلاح، خاصة أنه يضع المدينة في سياق ثقافي دولي كعاصمة الكرز بامتياز.
محمد الدريهم