حركة تحرير القبائل ضدّ الاحتلال الجزائري: “استقلال القبائل – أكون أو لا أكون”
عبدالقادر كتــرة
نشر موقع لحركة منطقة وشعب القبائل الرازح تحت نير الاستعمار الجزائري خطابا مطولا للشعب القبائلي يذكر فيها بالأسباب والدوافع لضرورة مواصلة النضال الحتمي من أجل القضية القبائلية التي تقبل القسمة ولا التفاوض ولا التنازل، وهي الحرية والاستقلال وتقرير المصير.
ومما جاء في الخطاب : ” إسمع يا شعب القبائل، إن استقلالنا ضرورة تاريخية. العالم كله شاهد على الإنكار والقمع والعزلة ولكن قبل كل شيء التجاوزات والاغتيالات التي نعاني منها منذ زمن طويل. كنا مستحقين وفخورين وخرجنا منتصرين وحاولنا في عدة مناسبات أن نسقي هذا الشعب الجزائري بمُثُل الحرية المباركة والنقية ، إلا أن أصواتنا الحادة ظلت بلا صدى! كانوا مثل انفجار في صحراء جوبي”.
“إخواني القبايل ، الاستقلال يفرض نفسه بموافقة التاريخ التي تخفي العديد من الأحداث الخانقة ، التي تتخلل وجودنا. أنت تعلم جيدًا أننا تميزنا دائمًا بخصوصياتنا: اللغة والتقاليد والملابس والأساطير والأيديولوجيا والجغرافيا وما إلى ذلك، مما يجعلنا أيضًا شعبًا كاملاً ومنفصلًا. في هذا السياق ، يمكنني أن أرُدَّ على هذه المجموعة الجزائرية لأقول إنها خليط من الشعوب قررتها فرنسا الاستعمارية ، ولم يكن ضمنا ممكنًا إلا بفضل مرسوم الجنرال شنايدر 1839.”
وأشار الخطاب إلى أن “الاتحاد الذي فرضه عدو مشترك أدى إلى ولادة استقلال مرير يلوح في أفق ناقص. ومن هنا جاء تمرد القبائل عام 1963 ضد النظام المركزي والعسكري في الجزائر العاصمة.
بعد عامين من مجزرة القبايل واستشهادها على يد بن بلة الذي وجد الدعم لدى المصريين. وسجلت جبال القبايل التي أُشعلت بالنار وأُغرقت بالدم، أكثر من 400 قتيل! ما زلنا نحزن عليهم”.
وفي عام 1980، قمعت السلطة العسكرية الجزائرية الطبقة المثقفة القبائلية التي جسدها المفكر الراحل مولود معمري. وبالفعل ، دعت جامعة تيزي وزو هذا المفكر لعقد مؤتمر حول الشعر القبلي القديم، لكن هذا المؤتمر ألغي، مما أثار حفيظة الهويات، حيث بدأ القمع والاعتقالات الجماعية.
في غضون ذلك، بُنيت منطقة القبايل على رمادها وتمسكت بقيمها بغيرة من خلال الاستثمار بكثافة في المعلومات الاستخباراتية التي ضمنت الدولة الجزائرية تدميرها خلالها، وهو ما أطلقت عليه اسم “العقد الأسود”.
وسجلت المظاهرة القبائلية بالعاصمة الجزائرية، يوم 14 يونيو 2001، حصيلة مذبحة ب 128 قتيلاً وآلاف الجرحى، بتواطؤ شديد من سكان العاصمة، “تستمر الجراح في الالتئام، لكنها مع ذلك تظل متقيحة والظلم ينفجر مثل الشمس في السماء في يوم صيفي”.
واصل محرر الخطاب القبائلي بحسرة وأسف قوله: “جاءت الصحوة المتأخرة للنائمين، في فبراير 2019، مصحوبة بشعار يفترض أنه موحِّد لكنه مليء بالنفاق ” إخوة، إخوة”. الأمل في توحيد هذه المجموعة الجزائرية مسموح به، شعارات جماعية: “خاوة، خاوة”، “سلمية ، سلمية”، “دولة مدنية وغير عسكرية”. “حراك” يسمى ثورة الابتسامة، لم تكن هناك ثورة غير دموية في تاريخ البشرية ومن غير المنطق بشكل قاطع الاعتقاد بخلاف ذلك.”
ذكّر الخطاب القبائلي بوحدة الشعب القبائلي وعزمه على تحقيق أمله وبلوغ هدفه في تقرير مصيره والذي جسدته الانتخابات الأخيرة الرئاسية والتشريعية والجماعية التي قاطعتها منطقة القبايل وسجلت “صفر أصوات”.
أخيرًا “أود توضيح الأمور يقول محرر الحطاب القبائلي: “أنا من منطقة القبائل، وهو ما يحدد كلاً من عرقي ومجتمعي. لا أريد أن أكون مرتبطًا بأي مكان آخر بإلغاء خصوصيتي من أجل الزحف أمام الأجنبي الذي يريد، تحت ثمر التعصب (الهوية والدين)، أن يجبرني على أن أكون شخصًا خاصًا به. أنا من منطقة القبائل وأعتزم البقاء كذلك إلى الأبد، لأنني فخور بالانتماء إلى هذا الشعب من المحاربين والذي تمثل شجاعته مبدأه الأول. أريد أن أكون منسجمًا مع أسلافي، فقط تقديراً لـ “الله” الذي يقوم به كل شيء ويتم التراجع عنه تحت هذا القبو السماوي. أنا من القبائل، لا أريد ختم اللوم وإذا تخليت عن هويتي عن قصد، فإن التاريخ سيبصق عليّ بلا هوادة وسيكون ذلك عارًا حتى على أذهان أسلافي. الاستقلال سوف يثبّت روح القبايل عندما يتخلى الأخيرون بكاملهم عن هذا “الادعاء” التقليدي الذي وقع في أيديهم بالرغبة في الدفاع عن شعوب أخرى من خلال حذف معسكرهم. الاستقلال هو الطريق الصحي الوحيد للقبائل المقاتلة والمتمردة”.