برامج إذاعية فرنسية وأمريكية تسخر من قطع الإنترنت أثناء امتحانات البكالوريا في الجزائر
عبدالقادر كتــرة
أصبحت الجزائر أضحوكة العالم بعد قطع الإنترنت تحسبا لامتحانات البكالوريا ضمن جملة من الإجراءات الاحترازية لتجنب حالات غش جماعي باتت تكرر في السنوات الأخيرة بشكل كبير وبطرق “مبتكرة”.
وأشار برنامجان ترفيهيان أجنبيان إلى قضية الجزائر في حظر الإنترنت. الأول هو البرنامج الفرنسي “خمِّنْ تربح” ، الذي أعلن لمرشحيه المعلومات التي فاجأتهم. وعبر الحدث الجزائري المحيط الأطلسي لتصل إلى برنامج أمريكي عندما علَّق اثنان من مضيفي برنامج “Gulf Coast Today” على إغلاق الإنترنت أثناء البكالوريا في الجزائر بإعلان “الجزائر تغلق الإنترنت أثناء الاختبار”.
وبث البرنامج الأمريكي تقريرًا بدون صور في الجزائر حول أسباب قطع الإنترنت. وعلى الرغم من تأكيدات وتطمينات وزير التربية الوطنية الجزائري، فإن الإنترنت انقطع بقوة خلال امتحانات البكالوريا، في حين تعذر الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي وفيسبوك وواتس آب وإنستغرام وتويتر.
وككل سنة تلجأ السلطات الجزائرية إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الاحترازية لتجنب حالات غش جماعي باتت تكرر في السنوات الأخيرة بشكل كبير وبطرق “مبتكرة”.
وذكرت تقارير إعلامية جزائرية، حسب ما ورد في موقع “يورونيوز”، اشتكى مواطنون من أن هذه الإجراءات تشمل قطع الإنترنت للجيل الرابع خلال فترات اجتياز الامتحانات.
وترجع الجهات الوصية اتباع هذا الإجراء “الاستثنائي” من أجل قطع السبل أمام التلاميذ وحتى الأساتذة الذين يستغلون مختلف الوسائل التكنولوجية المتاحة من هواتف ذكية وأجهزة لاسلكية ومواقع تواصل اجتماعي للغش وتسريب مواضيع الامتحانات أو الأسئلة قبل اجتيازها وتداول الأجوبة.
ورغم الخسائر التي يسببها قطع الإنترنت عن المؤسسات والشركات والدعوات التي وجهها مسؤولون وبرلمانيون من أجل إيجاد حلول أكثر كفاءة دون المساس بالإنترنت لم تجدي في تغيير هذا الواقع الذي صار أمرا متكررا ومتوقع حدوثه.
وأعرب النائب البرلماني عن حركة مجتمع السلم عز الدين زحوف خلال مداخلة له بالمجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري) هذا الأسبوع، حسب نفس المصدر، عن أسفه من “توقف دولة بأكملها بسبب امتحان الباكالوريا”، متسائلا “إلى متى ستبقى ظاهرة قطع الإنترنت – خلال الامتحانات؟”، مضيفا أنه “يمكن معالجة ظاهرة الغش بألف عدة دون اللجوء إلى هذا الإجراء”.
وكان وزير التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد قد أكد قبل انطلاق الامتحانات خلال تصريح للصحافة المحلية بأنه لن يكون “هناك انقطاع للإنترنت، لم يتحدث أحد عن قطع الانترنت، ولا يوجد سبب لقطع الإنترنت”.
وتحدثت تقارير عن “قطع جزئي” و”حجب” مَسَّ شبكات التواصل الإجتماعي فقط مثل فيسبوك ومسنجر وإنستغرام وواتساب خلال ست ساعات في اليوم طيلة فترة الامتحانات بدل يوم كامل.
وأصبحت الشكوى من القطع “الموسمي” للإنترنت ظاهرة يألفها الكثير من الجزائريين الذي تفاعلوا مع الحدث على منصات التواصل الاجتماعي.
وكتب الصحفي الجزائري المقيم في بريطانيا عثمان سابق على تويتر قائلا “وزير التربية ينفي قطع الإنترنت.. والشارع الجزائري يشتكي متذمرا.. منْ نصدق إذن؟ هل كتب على الجزائريين أن يُعزلوا عن العالم خلال 5 أيام في أوقات معينة بسبب الباك”.
وتسائل “إلى متى والسلطات تلجأ للحل الأمني. لماذا الممارسة العقابية للشعب وهل دول العالم كلها تقوم بهذا السلوك أم الجزائر فقط”.
ككل سنة يحاول كثيرون “ابتكار” طرق و”حيل جديدة” للغش والالتفاف حول الإجراءات المشددة داخل قاعات الامتحانات، حيث يمنع استخدام الهواتف الذكية والسماعات، ويسمح فقط للممتحنين بحمل أقلام وقارورة مياه أو مشروب.
غير أن مغردين تداولوا صورا تظهر عبوة عصير ألصق عليها أحد الممتحنين ورقة بها معلومات ونصوص تخص مادة التاريخ والجغرافيا، وتم اكتشاف العبوة من قبل أحد الأساتذة الحراس في قاعة الامتحان بإحدى المناطق الجزائرية.
الأسبوع الماضي سئل وزير التربية عن ظاهرة قطع الانترنت خلال امتحانات نهاية السنة (الصحفي كان يقصد وسائل التواصل) فرد الوزير أن ذلك لن يحدث، لكن اليوم تأكد الجميع أن هذا الوزير أكثر من مجرد “كذاب”.. فنان في الكذب!
وجاء في ردّ عثمان سابق: ” وزير التربية ينفي قطع الإنترنت.. والشارع الجزائري يشتكي متذمرا.. منْ نصدق إذن؟ هل كتب على الجزائريين أن يُعزلوا عن العالم خلال 5 أيام في أوقات معينة بسبب “الباك”. إلى متى والسلطات تلجأ للحل الأمني. لماذا الممارسة العقابية للشعب وهل دول العالم كلها تقوم بهذا السلوك أم الجزائر فقط.”
وعلقت أمل باستهزاء :”سيتم قطع الأنترنت بعد قليل بسبب قيام أحفاد أديسون واينشتاين وبن خلدون بالامتحانات السنوية “.
وذكر آخر :”بعد كل التصريحات ان الانترنت لن تقطع ولن يكون هناك اضطراب تتواصل المهازل للسنة السابعة على التوالي في قطع الانترنت في الجزائر بمناسبة البكالوريا #بكالوريا2022″
وسخر العزاوي العيد بقوله :”قطع الانترنت في الجزائر ايام امتحانات البكالوريا أصبح من الثوابت الوطنية والتسريبات لأسئلة الامتحانات هذه من السنن المؤكدة!!”