وزير الرياضة الجزائري يهاجم المغرب ويُذكِّر الاتحاديات بأن “البوليساريو” أولوية النظام العسكري
عبدالقادر كتــرة
في خرجة وقحة ليست بغريبة عن أزلام النظام العسكري الجزائري، هاجم وزير الشبيبة والرياضة الجزائري، عبد الرزاق سبقاق، أثناء استقباله لِوفد منتخب كرة اليد العائد من مصر إلى الجزائر، وبدون سبب وبدون سياق، المغرب وإنجازاته الرياضية وبكون قبلة للاتحادات الرياضية الإفريقية.
سلوك ينبع من نفس مريضة تنمُّ عن الحقد والغلّ والحسد والغيرة، كما تترجم فشل النظام العسكري الجزائري وأزلامه خدام الكبرانات كهنة معبد قصر المرادية، وأسلوب يُجسِّد انعدام الأخلاق وقلة التربية والثقافة ومجهول الهوية وعديم التاريخ.
وبعد أن عبّر وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق عن امتعاضه من الانتقادات الحادّة والنّاقمة المُوجّهة إلى اتحادية كرة اليد والمنتخب الوطني لِهذه الرياضة وفشله في منافسة المنتخبات الأفريقية خاصة منها منتخبات دول شمال أفريقيا التي تمكنت من التأهل إلى البطولة العالمية لكرة اليد 2023 ، صبّ جام غضبه وفشله على المغرب وقال في تصريحات إعلامية بِالمطار الدولي “الهواري بومدين” :”إنه لا يُمكن أن يستعيد المنتخب الوطني للكرة الصغيرة وفي رمش العين، مجد الثمانينيات، لمّا كان يتزعّم المنافسات في القارّة السّمراء”.
وعاد الوزير ماسح أحدية الكبرانات الجزائريين وحتى ينال رضاهم ويحافظ على منصبه ويتجنب غضبهم وبالتالي الزجّ به في السجن، (عاد) ليُهرْطق، دون سبب ولا سياق، قائلا :”إن مسؤولي اللعبة “المراركة” حاولوا السنة الماضية في الخفاء تنظيم بطولة إفريقية في جمهوريته البوليسارية الوهمية، واتحاديتنا الموقّرة “راقدة” ولا تُبالي!”…
وأشارت مزبلة الإعلام الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري إلى أن ” الاتحادية الجزائرية لكرة اليد – ولو بِصورة متأخّرة – تدخّلت رفقة عديد البلدان الإفريقية، وأدّبوا المغرب، ومنعوها من تنظيم البطولة الإفريقية بِالصحراء الغربية …”.
لكن لا بُدّ من تذكير هذا المُتملِّق للنظام العسكري الجزائري أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، كما أن النظام العسكري ربح في هذه القضية المفتعلة مرتزقة البوليساريو والذين يتواجدون بمخيمات تندوف يصولون ويجولون على سكان المناطق الجزائرية، يأكلون من خيرات الجزائر ويستنزفون ثرواته من عائدات الغاز والنفط منذ 50 سنة (نصف قرن ب500 مليار دولار. فهنيئا لكم بهم ومبروك عليهم بكم)، في الوقت الذي يقضي الشعب الجزائري نهاره وليله في الطوابير والبحث عن شيء يأكله ولو من القمامات وخير دليل على ذلك إلغاء الألعاب الجامعية لهذه السنة بعد إرسال الدعوات وذلك لعجز الدولة الجزائرية، أي نعم القوة الضاربة والعظمى والقوة القارة، في توفير المأكل والمشرب والمبيت.
وهذه فضيحة توضح حقيقة هذه الدولة التي لا تستطيع حتى أن تنـظم بطولة محلية، وتتبجح بقدرتها على تنظيم بطولات عالمية، ولما لا كأس العالم لكرة القدم أو كأسين على حدّ تعبير الرئيس الوجدي الجزائري الراحل بوتفليقة، وهو ما يؤكد التنظيم السيئ والمرتجل لألعاب البحر الأبيض المتوسط، والذي كشف أيضا عن أن هذا النظام أبعد ما يكون عن قدرته على تسيير الشأن الرياضي بحرفية ومهنية.
وأعلنت الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية، الأحد الماضي، عن إلغاء البطولة المحلية للرياضات القتالية (الكراتي، المصارعة، الملاكمة)، والتي كان من المقرر انطلاقها يوم الأحد وتستمر حتى الـ25 من شهر يوليوز الجاري، بولاية مستغانم لعدم قدرته على توفير الطعام وتأمين التنقل للطلاب المشاركين في المسابقة، في مدينة مستغانم الجزائرية.
ونشرت الاتحادية الجزائرية بيانا، قدمت فيه الاعتذار للطلاب الرياضيين المشاركين في هذه البطولة، جاءت فيه: “لنا شديد الأسف أن نعلمكم أنه قد تم إلغاء هذه المنافسة في آخر لحظة، بسبب عدم الاستفادة من الإطعام ونقل الطلبة الرياضيين على مستوى المدينة الجامعية بمستغانم”.
من جهة أخرى، وردًّا على “سبقاق” السبّاق إلى مسح أحدية الكبرانات، إن المملكة المغربية الشريفة لا تعير أي اهتمام لمرتزقة النظام العسكري الجزائري ويعلمون علم اليقين مآل أي كلب ضال أو جرذ أو حيوان تائه اقترب من الجدار الأمني أيا كانت جنسيته، كما لا تتلفَّت إلى أي شطحة أو هرطقة للنظام العسكري الجزائر، إذ لا مجال لتضييع الوقت في الترهات الصبيانية الكبراناتية، كما أن قطار تطور المغرب السريع النفاث انطلق ولا يمكن له التوقف وما يمكن أن يفعله هو إطلالة من النافذة ليشاهد سقوط وعثرات الأعداء واحتضارهم.
ومن قوة المغرب النفاثة المشهود لها دوليا وقاريا وإقليميا اختيار الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) تنظيم حفل توزيع الجوائز السنوية لعام 2022 بالمغرب، يومه الخميس 21 يوليوز 2022، يتضمن اختيار أفضل لاعب ولاعبة في القارة الإفريقية، إضافة إلى أفضل مدرب، وأفضل نادي، وأفضل رئيس اتحاد كرة، وأفضل لاعب ناشئ، وأفضل منتخب (رجال ونساء) وأفضل مدرب منتخب نسوي، وأفضل هدف، وسيضيف الاتحاد الإفريقي في هذه النسخة فئة أفضل لاعبة في العام بين لاعبات الأندية الإفريقية، بعد نجاح دوري أبطال إفريقيا للسيدات، كما سيقوم الكاف خلال الحفل بتكريم أفضل المواهب الكروية الأفريقية.
كما يحتضن المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط ، خلال هذه الأيام، بطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات (المغرب-2022) ، بحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السيد جياني إنفانتينو، ورئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم الجنوب افريقيي باتريس موتسيبي، نسخة “المغرب 2022 “، التي ستتواصل الى غاية 23 يوليوز الجاري ، لأول مرة ، مشاركة 12 فريقا بدلا من 8 .
وتعد هذه النسخة بالشيء الكثير ، بالنظر إلى أن المتأهلين لنصف النهائي الأربعة سيحصلون على تذاكرهم مباشرة وللمرة الأولى، لكأس العالم المقبلة في أستراليا ونيوزيلندا صيف 2023.
وللتذكير، أصبحت الأرضية الطيبة للمملكة المغربية الشريفة مكّة المنتخبات الإفريقية سواء للتربصات أو لإجراء لقاءات رسمية، وترفض اللعب على أرضية الحقول الجزائرية، وذلك لتوفر المملكة على مركبات رياضية عصرية وحديثة وبنية تحتية تضاهي أجمل ما يوجد في العالم.
واختارت 9 منتخبات إفريقية، بالتنسيق مع “الكاف” استقبال مبارياتها الخاصة بتصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 بالملاعب المغربية، وبعثت بطلباتها لكل من الجامعة المغربية والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
واختارت هذه المنتخبات وهي مالي وغينيا كوناكري، وغينيا بيساو، وبوركينافاسو، وموزمبيق، وجيبوتي والرأس الأخضر، وليبيريا، وساوطومي ، ملاعب المغرب بعدما رفضت الكونفدرالية الإفريقية قبول ملاعبها التي لا تستجيب للمعايير المطلوبة لخوض المباريات الدولية.
من جهة ثانية، لا شكّ أن النظام العسكري الجزائري وأزلامه بمن فيهم الرئيس تبون ووزيره في الشباب والرياضة ورئيس اتحاديته، أحسوا بالصفعة التي أدمَتْ أحناكهم والتي وجّهها إليهم الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، حين قال في تصريح صحافي: “بصفتي رئيس للكاف، أسعى إلى العمل مع الاتحادات الممثلة لـ 54 دولة إفريقية”، وهو ما يخالف أطروحة الدولة كما سبق أن صادقت الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، المنعقدة في 12 مارس من السنة الماضية (2021)، بأحد فنادق العاصمة المغربية الرباط، بالإجماع، على إلزامية الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري بالانخراط ضمن منظمة الأمم المتحدة
وصوتت الجمعية العمومية لـ”الكاف”، بنسبة 100 بالمئة من الحاضرين (بمن فيهم الاتحادية الجزائرية والتي دفع ثمنها رئيسها السابق زطشي بإعفائه من الطرف جنرالات العسكر)، على تعديل القانون المتعلق بعضوية الجهاز الكروي القاري، ضمن التعديلات المقترحة في النظام الأساسي، والتي همت أيضا الرفع من عدد نواب الرئيس داخل المكتب التنفيذي من ثلاث إلى خمس أعضاء.
ولا يسع، هنا، الحديث عن مكانة المغرب القوة النفّاثة في الاتحادية الافريقية لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ولا مكانته في مختلف الاتحادات الإفريقية والعربية، أو مكانة المملكة المغربية الشريفة في الجامعة العربية أو الاتحاد الإفريقي أو الأمم المتحدة وأوروبا والاتحادات القارية، مقابل انهيار وعزلة النظام العسكري الجزائري..