برلمانية موريتانية تعتبر الاعتراف ب”البوليساريو” خطأ صدر عن انقلابيين مدعمين من أطراف خارجية
عبدالقادر كتــرة
اعتبرت البرلمانية الموريتانية “زينب منت التقي “أن اعتراف الجمهورية الاسلامية الموريتانية بالبوليساريو، التنظيم الانفصالي، خطأ، جاء “في سياق استثنائي على خلفية انقلاب عسكري وعلى إثره قُطعت العلاقات بين نواكشوط والرباط وأنه من الطبيعي أن يحدث هذا الاعتراف بجبهة البوليساريو لأن الرئيس حينها جاء بانقلاب عسكري مدعوما من جهات معينة.”
جاء هذا التصريح في ندوة مغاربية نظمتها الفدرالية المغربية لناشري الصحف ، يوم السبت 13 يوليوز الجاري، بمدينة الداخلة، حيث أماطت البرلمانية الموريتانية “زينب منت التاقي” اللثام عن مجموعة من المعطيات والحقائق التاريخية حول اعتراف الجمهورية الموريتانية بجبهة البوليساريو .
وانتقدت بشدة اعتراف بلادها رسميا ب”البوليساريو” مشيرة إلى عدم شرعية الأسس التي قام عليها ذلك الاعتراف نظرا لأنه صدر عن انقلابيين وصلوا أنداك إلى حكم البلاد بمساعدة جهات دفعت إلى “الاعتراف المجاني” بغرض التغطية على قضايا وطنية مهمة، إذ “تنكر لبعض المشاكل العالقة بين “البوليساريو” وموريتانيا”، و”لدماء ومعاناة الموريتانيين الذين تعرضوا للتعذيب والخطف من المدن الحدودية الشرقية “.
وأشارت منت التقي، إلى وجود ملف إنساني من الضروري فتحه بين نواكشوط وجبهة تندوف (البوليساريو)، مستنكرة ذلك الاعتراف الذى قدم، حسب قولها، “على بساط أبيض” وهو من وجهة نظرها “مجاني و يغفل الزمن والتاريخ”.
واستطردت البرلمانية الموريتانية، حسب ما نقله موقع “الداخلة” الإلكتروني : “بالنسبة لي هذا الاعتراف جاء وتنكر لبعض المشاكل العالقة بيننا وجبهة البوليساريو، أولا لدينا مخطوفين كانوا يُختطفون من المدن الحدودية، وكذلك بيننا دماء لأننا كنا في حالة حرب، كانت جبهة البوليساريو تمارس عمل العصابات مثل ما حدث في الليلة المشؤومة لما دخلوا الزويرات واقتادوا الناس واختطفوهم”.
ودعت البرلمانية في مداخلتها الى سماع شهادة مدير تجاري لشركة المناجم الموريتانية اختُطف من الزويرات وسجنتها البوليساريو تقول إنه تعرض إلى العذاب ما إذا سمعه أي شخص يشيب رأسه.
وأكدت منت التقي الى أن بين الدولة الموريتانية والجبهة الانفصالية، ملف إنساني يتعلق بالمفقودين والمعذبين والمختطفين، وتقول “لا أتصور أن يأتي الاعتراف على بساط أبيض وأن هذه الخطوة جاءت على غفلة من التاريخ وتنكرت لدماء الموريتانيين حتى أنها حاولت طمس أدلة الجريمة.”
و خلصت اعتبرت البرلمانية الموريتانية “زينب منت التقي الى القول أن : “لدينا حدود مفتوحة وهشة وفي رأي الشخصي من مصلحتنا في موريتانيا أن تحدنا الدول وليس الكيانات”، مشيرة إلى أن جواز السفر الموريتاني أصبح ممنوعا لدى جنوب إفريقيا والكيان الاسرائيلي والمملكة المغربية، لكن وأقولها للتاريخ، تضيف البرلمانية الموريتانية قائلة: “كان تعامل جلالة الملك الحسن الثاني كأخ كبير”.
وسبق للسيدة زينب منت التقي، النائب البرلمانية الموريتانية أن شاركت، في شهر ماي الماضي، في الملتقى المغاربي الذي تمّ تنظيمه بقصر المؤتمرات بالعيون جنوب المغرب، تحت شعار “من أجل دعم وتكريس قيم الوحدة والسلم والسعي إلى خلق أرضية للنقاش من أجل سكينة تعم المنطقة”.
وقالت منت التقي، إنها سعيدة وفخورة بمشاركتها في ملتقى العيون، وأن “الوقت يتطلب الآن تبني حلول واقعية ومن ضمنها مقترح الحكم الذاتي وهو المقترح الذي يمكن من خلاله تجاوز كل المشاكل القائمة بالمنطقة المغاربية”.
وأضافت: “إن الأوان قد حان لكي تنعم المنطقة المغاربية بالسكينة والأمن والتكامل الاقتصادي والاجتماعي واستحضار ما يجمع البلدان المغاربية ونبذ كل أشكال الانفصال، وأن المنطقة في غنى عن كل الكيانات الانفصالية وبان الولوج إلى عالم التنمية والازدهار والعيش الكريم هو القبول بالحكم الذاتي”.
يذكر أن البرلمانية زينب منت التقي، دعت في أكثر من مناسبة قيادة بلادها إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي في العديد من المناسبات، وقالت إن الوقت قد حان لتخرج موريتانيا من حيادها وتعلن تأييد مبادرة المغرب كحل لملف الصحراء