وقفة احتجاجية لمجموعة من سكان السعيدية أمام مقر ولاية الجهة الشرقية بوجدة ضد صخب مقهى
عبدالقادر كتــرة
نفّذ مجموعة من سكان مدينة السعيدية الشاطئية التابعة لإقليم بركان بعد أن نفَذ صبرهم، صباح يوم الثلاثاء 9 غشت الجاري، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية الجهة الشرقية بمدينة وجدة، ضد صخب مطعم/مقهى قضّ مضجعهم وتسبب لهم في أرق ليلي طويل ومؤلم، وضد عجز السلطات المحلية والإقليمية عن وضع حدّ لهذا الجحيم، وللمطالبة بإنصافهم وحمايتهم وضمان سلامتهم النفسية والصحية.
قاطنو الحي المتضررون رفعوا صورة الملك محمد السادس ولافتات كتب عليها شعارات تنديدية بالوضع الكارثي الذي غرقوا أو أُغرقوا فيه ومطالب برفع الضرر عنهم من قبيل ” مقهى ليلي في الهواء الطلق في Golf مدينة السعيدية. من يحمينا من هذا؟ أين راحة المواطن؟” و”Non à la boite de nuit à ciel ouvert sur le golf de Saidia . Stop aux nuisances sonore. Respectons nos voisins !” و”Délégation des résidences V3 – V4 – AP 13 El Bassatine Saidia. Pour l’aplication de la LOI contre les nuisances sonores”.
ولم يعُد سكان “إقامة V3” والإقامات المجاورة لها بالمحطة السياحية السعيدية تحمّل ضجيج المقاهي ولا صخب الملاهي ولا أبواق الموسيقى ولا شطحات ورقصات العلب الليلية والمطاعم، بعد أن هربوا من جحيم المدن والتلوث الصوتي الذي عانوا منه طيلة أحد عشرة شهرا، ولجؤوا إلى المدينة الشاطئية بحثا عن ساعات من الهدوء والطمأنينة والسلام والراحة والاسترخاء.
سيدة فرنسية مقيمة بصفة نهائية بمدينة السعيدية، منذ ثمان سنوات، ضمن الساكنة المتضررة المحتجة صرحت بإنها باعت كلّ ما تملك في بلدها واشترت فيلا بالحي السكني المعني، وشاركت في الوقفة الاحتجاجية للتذكير بحقوقهم المغربية المتعلقة باحترام قوانين استعمال الصوت. وأضافت أنه رغم التدخلات لدى السلطات المحلية بمدينة السعيدية والسلطات الإقليمية ببركان، منذ بداية شهر يونيو الماضي، يبدو أن لا أحد تحرك في هذا السياق لمنع بصفة نهائية هذا الضجيج الصوتي الذي يستمر إلى الرابعة صباحا، حرمها من الاستمتاع ببيتها وحديقتها، والأهم حرمها من النوم والراحة إذ تضررت صحتنا النفسية والجسدية.
“أتحدث باسم الفرنسيات المقيمات بمدينة السعيدية، نحن هنا وننتظر اليوم من أحد المسؤولين أن يطمئننا عن تلبية مطلبنا ويقول لنا أنه من اليوم فصاعدا سيتوقف كلّ هذا العناء”، وتختم السيدة الفرنسية تصريحها، مذكرة بأن الساكنة عانت كثيرا، خاصة هذه السنة، ووجهت نداء باسم الساكنة للمسؤولين لوضع حدّ لهذا العذاب الذي حرمهم من راحتهم وسكينتهم وهدوئهم.
ولم تخرج تصريحات المتضررين والمتضررات من مغاربة المهجر أو المغاربة المقيمين بمدن الجهة الشرقية من الساكنة بالأحياء المتضررة من هذا التلوث الصوتي والصخب الموسيقي والضجيج الليلي للمرتادين للمقهى/المطعم، عن نفس الشكايات والمطالب، ووجهوا نداءهم للمسؤولين من السلطات المحلية والمنية والمختصة للتدخل العاجل لرفع الضرر عنهم وحمايتهم من هذا الجحيم.
ورغم الشكايات التي وضعها السكان المتضررون لدى باشوية مدينة السعيدية ورغم اعتراف الباشوية بوجود الضرر وتعهد السلطات المحلية برفعه عن السكان إلا أن الوضع باق على ما كان عليه والضرر تعاظم وتفاقم واستفحل، وأصبحت أعصاب المتضررين على حافة الانهيار.
وسبق أن تلقى السكان المحتجون الغاضبون المتضررون جوابا من باشا مدينة السعيدية على شكايتهم المتعلقة بالإزعاج عن المطعم المعني وأخبرهم فيها “بأنه دعا لجنة مختلطة (سلطة محلية، أمن وطني، المندوبية الجهوية للسياحة، عمالة إقليم بركان، الوقاية المدنية، المركز الجهوي للاستثمار، ولاية الجهة الشرقية)، فجراء معاينة ميدانية ليلية الأربعاء 22 يونيو 2022، حيث اتضح للجنة وجود ضجيج متوسط مصدره المطعم المذكور، وقررت اللجنة إجراء معاينة لشكل فجائي خلال نهاية الأسبوع.
وليلو السبت/الأحد 25/26 يونيو 2022، تمّ إجراء معاينة ثانية حيث اتضح للجنة وجود ضجيج مرتفع مصدره المطعم المذكور، وأوصت اللجنة اتخاذ الإجراءات الإدارية الزجرية في حقّ المؤسسة السياحية المذكورة، وتوجيه إنذار لمدير المطعم المذكور يوم 27 يونيو 2022، تامره من خلاله بخفض الأصوات المزعجة الناتجة عن التنشيط الموسيقي تحت طائلة سحب الرخصة نهائيا.
امام عدم امتثال المؤسسة المعنية للإنذار الموجه لها، قامت هذه السلطة بوم 19 يوليوز 2022، بسحب رخصة التنشيط نهائيا.
وامام استمرار المؤسسة في إزعاج الساكنة، قامت لجنة مختلطة ليلة 28/29 يوليوز 2022، بمعاينة ميدانية أخرى، اتضح من خلالها وجود ضجيج مرتفع مصدره التنشيط الموسيقي الصادر عن المؤسسة السياحية المذكورة، والتمست هذه اللجنة من الجهات المختصة الإغلاق المؤقت لمدة 15 يوما.
هذا، وما زالت هذه السلطة ، بتنسيق مع الأجهزة الأمنية المحلية ، تتبع الوضع عن كتب في انتظار استكمال جميع المساطر المعمول بها في هذا المجال”.