من مكاسب ،،المونديال،،
محمد شحلال
اذا كانت دولة قطر-على صغر مساحتها ونسبة سكانها- قد تمكنت من تشريف العرب بمفاجأة العالم عبر نسخة لا سابق لها في مجال اعداد شروط تنظيم المونديال،فان المغرب قد حقق مكسبا يحجبه الانبهار بالمرافق السوريالية التي جعلت الغرب يعجز عن ابتلاع سموم الحقد التي ينشرها اعلامه باختلاق الذرائع اليائسة للنيل مما حققه القطر الخليجي.
لقد سمحت أجواء المونديال بانكشاف حقيقة الجزائريين الذين نقلوا ،،عقلياتهم المتعفنة،،بكل أمانة الى أهل الخليج الذين أصيبوا بذهول يكاد ينغص عليهم ماهم فيه من انتشاء.
وهكذا،فقد ظل العرب يتجاهلون معاناة بلادنا مع جار النحس مكتفين بالمجاملات التي تغطي على الحقائق،الى أن انطلقت منافسات كأس العالم،حيث بدأ جمهور القوة الضاربة يكشف عن معدنه الصدىء، وشوفينيته البئيسة،من خلال افتعال الفوضى والانتصار السمج للأجنبي عبر الانتقاص من العربي في خروج مقرف عن الروابط الافتراضية بين الشعوب العربية.
لقد كانت ردود أفعال الغوغاء الجزائريين حول مباراة السعودية والأرجنتبن قبل انطلاقها،مناسبة ليعرب ،،ممثلو الجزائر،،عن استخفافهم بالعروبة وميلهم الشاذ للاخر دون مراعاة لقواعد الضيافة على الأقل !
وفي لقاء مع الصحافة التونسية،أبى أحدهم الا أن يصرح بأنه لا يعترف بأي منتخب عربي ،ويتمنى لو أن بلاده كانت المؤهل الوحيد من بين كل العرب !
لم يخرج الرئيس الجزائري عن سربه،ومارس تفاهته حين استدرج ليقدم وجهة نظره فيما يجري ببلد يشبهه مفكرو ،،كوكبه،، ب،،بواطا شمة،،حيث أخرج ما في جعبته أمام لوحة اشهارية حولته الى وسيط رخيص وهو لا يدري، ليتعزز بذلك رصيده البروتوكولي البئيس بجرعة اضافية !
ان الأمثلة التي تفضح ايديولوجية دولة العسكر،لن تتوقف عند هذا الحد،وهو ما يعتبر مكسبا لبلدنا التي ستحظى منذ الان بمزيد من التفهم والتعاطف،حيث اتضح للمواطنين في الخليج هول ما يتحمله المغرب ،وكأن تنظيم هذا اللقاء الدولي الذي تستمتع به شعوب الأرض، يحمل كذلك للعالم رسالة حول حقيقة الفكر الذي زرعته الطغمة العسكرية في ناشئتها،وهاهي تقض مضاجغ الناس في ديارهم،فهل ينفض المونديال وقد تلقى جيران السوء صفعة عالمية هذه المرة ليصبحوا مكرهين على مراجعة أنفسهم أو انتظار الهزات المنذورة لأنظمة الشر ؟
وفي انتظار أن يواصل منتخبنا مسيرته بثبات،فان جمهورنا يقدم بدوره صورة مشرفة عن بلدنا ،وهو مطالب بالمزيد لتتسع الهوة بين عصارة التاريخ العريق وشذاذ الافاق الذين يبحثون عن هوية غير مسجلة !