درس بليغ قدمه كأس العالم اليوم:
يونس مسكين
في أول مباراة على الإطلاق بين المنتخبين الكاميروني والسويسري، الكاميرون تخسر بسبب هدف سجله لاعب سويسري من أصل كاميروني!
عبرة شديدة الدلالة في هذا الحدث، ترمز إلى حجم الخسارة التي تتحملها الأمم المتخلفة في تحقيق قدر معقول من كرامة الإنسان فيها.. خسارة تتجاوز التأخر في تحقيق التنمية، لتصل رتبة تحول “الهدر الإنساني” إلى ضريبة إضافية ينبغي دفعها.
هذا الإنسان الذي ينحدر من أصل كاميروني وسجل لمصلحة سويسرا نجد نموذجا يشبهه في السياسة والاقتصاد والفن والعمل العسكري، وحين تتخلف الأمم في الرقي بمواطنيها، فإنها لا تتعرض لنزيف بشري-ديمغرافي فقط، بل قد يصبح مواطنها هذا “خصما” لها من موقعه البديل، المنصف، المنتج.
هذه الأمم الأفريقية تبدي قدرا كبيرا من المقاومة ومحاولة النهوض والاعتماد على أبنائها، وهذه الكاميرون لم تجد أفضل من نجمها في مجال الكرة لتجعله مسؤولا عن اللعبة، لكن الخسارة جاءت من قدم كاميروني آخر، لديهم ضريبة ينبغي دفعها.
حتى ليبيريا لم تجد خيرا من نجمها الأسطوري، جورج ويا، لتقلده منصب رئاسة الجمهورية كلها، وليس كرة القدم فقط، لكنهم جلسوا هذا الأسبوع ليتفرجوا على ابن نجمهم ورئيسهم، وهو يسجل بألوان المنتخب الأمريكي.
التاريخ يقدم دروسا مجانية،
هل من معتبر؟