مدينة مراكش تحتضن المؤتمر الدولي للمنتزهات الوطنية المتوسطية
مدينة مراكش تحتضن
المؤتمر الدولي للمنتزهات الوطنية المتوسطية
تحت شعار:
” منتزهات البحر الأبيض المتوسط الجبلية الوطنية:
تحديات المحافظة وآفاق التنمية المستدامة “.
بقلم محمد الدريهم
تخليدا للذكرى الثمانين لإنشاء المنتزه الوطني لتوبقال ، تنظم الوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF) بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش ندوة دولية ، تحت شعار “المنتزهات الجبلية الوطنية المتوسطية: تحديات المحافظة وآفاق التنمية” و ذلك في الفترة ما بين 08 و 10 دجنبر 2022 الجاري.
حسب المنظمين ، تعتبر هذه الندوة فرصة لإجراء جرد للأعمال البحثية التي أجريت على موقع منتزه توبقال الوطني ، لتمكين المجتمع العلمي من تبادل خبراته ، ومناقشة موضوع تطوير هذه المنطقة المحمية. كما أنها فرصة خاصة لمناقشة التحديات الجديدة التي تواجه المتنزهات الوطنية المتوسطية والمغربية في سياق تغير المناخ العالمي الحالي.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب جزء من منطقة البحر الأبيض المتوسط ، تم اختياره من بين 34 منطقة جذب للتنوع البيولوجي العالمي لديها 40 نوعًا من النظم البيئية الطبيعية الكبيرة التي تأوي العديد من الأنواع المستوطنة أو النادرة مما يجعلها الدولة الثانية الغنية بالتنوع البيولوجي في منطقة منطقة البحر الأبيض المتوسط.
بالإضافة إلى ذلك ، تمتلك المملكة المغربية 10 منتزهات وطنية ذات أهمية كبيرة تستوجب المحافظة عليها ، والتي تمثل جميع النظم البيئية في البلاد تقريبًا ولديها إمكانات قوية للتنمية المحلية ، لا سيما فيما يتعلق بالسياحة البيئية.
ومن ثم ، فإن أهمية هذه المنتزهات الوطنية تشكل محوراً رئيسياً لاستراتيجية “غابات المغرب 2020-2030” ، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، حفظه الله ، في 13 فبراير 2020 ، بهدف جعلها محمية إذ تعتبر هذه المناطق وجهة رئيسية للسياحة البيئية من خلال إنشاء علامة تجارية “المنتزهات الوطنية” ، وتسويق منتجاتها وخدماتها ذات العلامات التجارية ، وتطوير البنية التحتية المناسبة وإنشاء طرق طبيعية مناسبة لعشاق الطبيعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه من بين 10 منتزهات المتواجدة بالمملكة ، يعد المنتزه الوطني لتوبقال ، أول منتزه وطني تأسس سنة 1942 ، بهدف الحفاظ على عينة تمثيلية للجبال المغربية العالية بفضل اتساعها الجغرافي والإيكولوجي ، و تقدم هذه المنطقة المحمية تنوعًا وثراءً لا يضاهى مما يجعل هذه المساحة منطقة استثنائية ذات أنظمة بيئية من العرعار الثائر وأشجار البلوط والجبال وتأوي حيوانات مميزة ، كما تحتوي على أكبر عدد من الأروي في شمال إفريقيا ، بالإضافة إلى طيور تعشيش كبيرة ، خاصة النسر الذهبي والنسر الملتحي بالإضافة الى كون هذا المنتزه يقع في قلب محمية سماء مظلمة قيد الإنشاء تسمى “محمية أطلس السماء المظلمة” « Atlas Dark Sky Reserve » والتي تهم تطوير البحث العلمي.
تحضر هذا اللقاء العلمي ، الذي ينعقد في الفترة الممتدة من 8 إلى 10 دجنبر 2022 بكلية العلوم – السملالية – بمراكش ، عدة شخصيات فاعلة مختلفة من المجتمع العلمي الوطني والدولي ، ومديرو المنتزهات الوطنية.
من خلال مجموعة من الندوات والمؤتمرات و العروض الشفوية والملصقات تهتم بمواضيع غنية ومتنوعة مثل “التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية” ، و “محمية السماء المرصعة بالنجوم” ، و “التنوع الجغرافي والمناظر الطبيعية” أو “إدارة الموارد و المحافظة عليها وتثمينها والتنمية المستدامة” ، يقدم هذا اللقاء العلمي فرصة لإنشاء قائمة جرد لبعض الأعمال البحثية التي تم إجراؤها أو قيد التنفيذ بالمنتزه الوطني لتوبقال ومحيطه ، لتحديد آفاق البحث ، وإدارة وتعزيز المتنزهات الوطنية للبحر الأبيض المتوسط وأوجه قصورها ، لتبادل الخبرات مع المتنزهات الوطنية الأخرى في البحر الأبيض المتوسط من حيث إدارة المحافظة على التنوع البيولوجي وتعزيز المناظر الطبيعية والنظم الإيكولوجية وتطوير تعاون جديد مع تعزيز الشراكات القائمة.
سيتعين على المشاركين في الندوة أيضًا الاستفادة من معرض حول المناظر الطبيعية المنقوشة للأطلس الكبير الذي طوره معهد البحوث من أجل التنمية (IRD) في مرسيليا بالتعاون مع جامعة القاضي عياض وجامعة محمد الخامس بالرباط والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما تمت برمجة زيارة ميدانية لفائدة المشاركين على مستوى المسلك الأخضر لتامدوتي والمتحف البيئي للمتنزه الوطني لتوبقال.