من بين أهم أسباب نجاح المنتخب المغربي ووصوله إلى هذه المرحلة في كأس العالم
بقلم د. ادريس الكنبوري
يبدو لي أن أحد أسباب نجاح المنتخب المغربي ووصوله إلى هذه المرحلة في كأس العالم يعود إلى عناصره. غالبية هؤلاء اللاعبين ولدوا ونشؤوا في بلدان أوروبية؛ ولديهم خلفية اجتماعية وثقافية مختلفة تماما. إنهم لا يتقنون حتى اللهجة المغربية؛ لأنهم أبناء مجتمعات أوروبية؛ وهم يشعرون بأنهم ينتمون إلى مجتمعات أخرى لكنهم يؤدون مهمة من أجل بلدهم؛ ويريدون أن يهدوا إليه نصرا رمزيا ثم يرجعون إلى مجتمعاتهم. لهذا السبب هم أقل خضوعا للبيروقراطية؛ فقد ولدوا وعاشوا في مجتمعات ديمقراطية؛ ولا يفهمون شيئا في البيروقراطية الموجودة في المغرب. لقد تابع المغاربة ما حصل من خلاف بين بعض اللاعبين والجامعة؛ منهم زياش؛ وفي الأخير تمت ترضيتهم؛ والسبب واضح؛ لأن هؤلاء أمامهم بديل؛ ويمكنهم أن يخبطوا الباب وراءهم ويعودوا إلى مجتمعاتهم وفرقهم غير آسفين. في النهاية هم يشعرون بأنهم يقدمون لك خدمة؛ وليس أنت الذي يقدم لهم خدمة.
أعتقد أن هذا يجب أن يكون درسا وطنيا لنا؛ وأن نعزز قيم الحرية ونحارب البيروقراطية التي تقتل الكفاءات. كل مواطن هو عضو في فريق متكامل؛ بإمكانه أن يقدم الكثير لبلده لو تم القضاء على البيروقراطية والانتهازية والمحسوبية داخل المؤسسات. لا يجب أن نصفق لهذا الانتصار الكروي ونعود إلى بيوتنا؛ بل يجب أن نحول هذا الانتصار إلى درس في الوطنية. سوف نشكر هؤلاء اللاعبين الذين أهدوا لنا هذا الانتصار؛ ولكن ألا نخجل من المجتمعات التي أهدت لنا هؤلاء اللاعبين؟.
نريد مجتمعا ينتج لا مجتمعا يستقبل فقط. إنه درس عظيم قدمته لنا كرة القدم؛ ولكن هل نتعلم منه؟.