سابقة غريبة بتونس : زواج أول تونسية من رجلين في نفس الوقت في ظل قانون لا يمنع ذلك
عبدالقادر كتــرة
في سابقة غريبة بدولة عربية مسلمة، أعلنت شابة تونسية، أنها ستكون أول سيدة تونسية تتزوج رجلين في آن واحد، وحددت موعد الزفاف عبر صفحتها في “تيك توك” ليلة يوم 31 دجنبر وهو آخر يوم من السنة الحالية الذي تعتبر ليلته حدثا عالميا يحتفل بها .
أثارت فتاة تونسية تشتهر بلقب “الحاجة سندس”، الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت الشابة التونسية، في مقطع صغير:” إن القانون التونسي، يمنع الرجل من التعدد، ولكنه يسمح بتعدد الأزواج بالنسبة للنساء، وهو ما شجعها على الإقدام على تلك الخطوة”.
وتابعت: “بش نكون أول تونسية تعرس بزوز (اثنين) رجال، بما أن القانون التونسي يكفل لي أن أتزوج زوز رجال ويمنع تعدد الزوجات للرجال، ويسمح بتعدد الأزواج بالنسبة للنساء، لذلك قررنا وزوز أشخاص آخرين نعرسوا، وهما موافقين، وقررنا نعقد القران في ديسمبر”.
واختتمت “الحاجة سندس”، المقطع قائلة: “نسأل أصحابي وأحبابي بيش يحضروا، وبذلك سأكون أول امرأة تونسية تتزوج من رجلين في الوقت نفسه، أنا سعيدة”.
الغريب في الأمر، أن المحامي التونسي، منير بن صالحة، أكد كلام الفتاة، بأن المرأة التي تتزوج بأكثر من رجل لا تعاقب قانونا، وجاء ذلك عبر إذاعة “IFM”، وقال: “القانون يقول تعدد الزوجات ممنوع ولم يتحدث عن تعدد الأزواج”، مضيفًا أنه لا يوجد نص قانوني يعاقب المرأة على تعدد الأزواج، وهي ثغرة قانونية حد قوله.
وفي مداخلته عبر الإذاعة المحلية التونسية، أشار المحامي إلى أنّ الفصل الذي يُجرّم تعدّد الزوجات في تونس، تطرّق إلى تعدّد الزوجات، ولم يتطرّق إلى تعدد الأزواج، وبيّن أن المرأة التي تتزوج أكثر من رجل لا تعاقَب، إذ إنه لا وجود لنصٍّ قانوني يُجرّم ذلك، مؤكدا على أنّ هناك ثغرة قانونية، وكان بإمكان المشرّع إضافة كلمة الأزواج، وبذلك ينص على منع تعدد الزوجات والأزواج.
وفي تصريح لـ”عرب ترند”، قال المحامي مالك بن عمر، إن اللغط الذي وقع بخصوص ما سُمي بالثغرة القانونية التي تبيح للمرأة في تونس تعدّد الأزواج، أمر غير صحيح، وطرح مغلوط، ولا أساس له من الصحة في القانون.
وأكد أن القانون لا يفرّق بين الرجل والمرأة في مسألة التعدد. وبيّن أنّ الفصل 18 من مجلة الأحوال الشخصية، تحدّث فقط عن منع تعدد الزوجات، وهذا المنع أتى لإيقاف مسألة موجودة، أي تعدد الزوجات، فتمّ المنع بصريح العبارة في الفقرة الأولى.
وتابع، أن الفقرة الثانية من الفصل نفسه تقول، إن كل مَن تزوّج وهو في حالة الزوجية، أي: المرأة والرجل، وقبل فكّ عصمة الزواج السابق، يعاقَب بالسَّجن لمدة عام وبالخطية.
وأوضح، أن الأمر يتعلق بالرجل مثلما يتعلق بالمرأة، فالرجل لا حقّ له في التعدد والزواج بثانية وثالثة ورابعة، والمرأة كذلك.
ولاقت تصريحات بن صالحة موجة انتقادات كبرى، من قبل التونسيين، مؤكدينَ أنه دأب على البحث عن الإثارة، مذكرين بأنّه سبق وأن اختلق تصريحات لشخصيات سياسية، أبرزها وصية الرئيس المخلوع الراحل زين العابدين بن علي.
وأثار ما أعلنته “سندس” غضبا واسعا ضد السيدة التي ظهرت وهي تفتخر بأنها ستكون أول سيدة تتزوج من رجلين في وقت واحد.
وقال الناشط علي البخيتي متهكما: “نطالب الأخت التونسية “الحاجة سندس” بالعدل بين زوجيها، واذا زعلت من أحدهم فـ (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) و “رفقًا بالقارورتين”.
وغرد محمد ساخرا: “تونسية اسمها سندس تقول إنها ستكون أول امرأة تتزوج من رجلين في نفس الوقت .. وتقول أيضاً انها سعيدة بذلك. ونحن نقول : المهم اعدلي بينهم يا حاجة سندس!! يا رب أقم الساعة”.
وقال أحمد: “بؤت بجرمك العظيم. قاتل الله المجاهرين بمعاصيه. وارانا فيك وبأمثالك عجائب قدرته. اللهم أنزل بها وبزوجيها باسك. الذي لا يرد عن القوم المجرمين”.
وتداخل مع هذا الجدل، الداعية المصري الشهير مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم قائلا إن زواج المرأة من رجلين في آن واحد، “غير جائز شرعا وهو زنا صريح”.
وقال شاهين، عبر صفحته في “فيسبوك”، إن تلك الدعوات “ما هي إلا ترويج للفسق والفجور والزنا تحت مسمى زواج وما هو بزواج”، وطالب الدول الإسلامية أن تقف موقفا حاسما وحازما أمام ما وصفه بـ “الدعوات الداعرة التي تنال من عفة المرأة والمجتمع وتفتح بابا للزنا والفجور”، كما طالبها بمعاقبة “مروجيها والداعين إليها كي يكونوا عبرة لغيرهم”