الجزائر تشتري مشاركة المنتخبات الأفريقية في بطولة “شان” التي تحوّلت إلى دوري رمضاني للأحياء
عبدالقادر كتــرة
تدخل النظام العسكري الجزائري من أجل حلّ مشاكل المُنتخب الليبي المادية واللوجستية الذي كان يستعد للمُشاركة في منافسة كأس إفريقيا للمحليين، وسبق أن أعلن عن عزمه الانسحاب لعدم توفره على الإمكانيات المادية لذلك، وهو ثاني المنتخبات الأفريقية الذي أعلن انسحابه بعد المنتخب الأوغندي قبل أن يتراجع بعد تدخل خزينة الجزائر .
اتحاد الكرة الليبي سبق له أن طلب في بيان رسمي، من كل الجهات المسؤولة بالتدخل فورًا لحل إشكالية تجميد حسابات اتحاد الكرة، من أجل توفير الإمكانات المادية اللازمة لفرسان المتوسط، قبل أن “تشتري” السلطات الجزائرية مشاركته بالتكفل بجميع مصاريف المشاركة بدءا بالتنقلات والتداريب بتونس، خوفا من فشل البطولة المقامة بالجزائر.
وخرج وزير الرياضة الليبي عبد الشفيع الجويفي بتصريحات مهمة عن أزمة المنتخب الوطني الليبي المتواجد حاليا في معسكر بتونس قبل أيام من التوجه إلى الجزائر للمشاركة في بطولة الأمم الأفريقية للاعبين المحليين “شان 2023″، التي تحولت إلى دوري رمضاني للأحياء بأقل عدد من المنتخبات المشاركة في تاريخه (16 منتخبا)، في غياب أقوى المنتخبات الأفريقية من المغرب بطل البطولة للدورتين السابقتين المتتاليتين الحائز على كأسين وتونس ومصر .
وقال الجويفي في اتصال هاتفي لبرنامج “في التسعين” على قناة الوسط: “إن أزمة اتحاد كرة القدم الراهنة في طريقها إلى الحل، وإن وزارة الرياضة ستتكفل بالمصاريف المالية الكاملة لمشاركة المنتخب الوطني “فرسان المتوسط” في بطولة الأمم الإفريقية للاعبين المحليين (شان 2023) بالجزائر”.
وسبق أن تدخلت السلطات الجزائرية لدى الحكومة الأوغندية من أجل حلّ مشاكل المُنتخب الأوغندي، وطمأنتها بالتكفل بجميع مصاريف المُشاركة في منافسة كأس إفريقيا للمحليين والتي كانت محل شك بسبب مشاكل مالية واجهها الاتحاد المحلي.
وكشفت مصادر إعلامية أن الحكومة دفعت جميع مستحقات الإتحاد الأوغندي لكرة القدم، وذلك لمُساعدة المنتخب المحلي على المُشاركة في المنافسة المُقررة بالجزائر في الفترة المُمتدة بين 13 يناير و4 فبراير 2023.
رغم أن ليس لها قيمة ولا معترف بدها دوليا، ورغم أن النظام العسكري الجزائري يتمسك بتنظيمها ولو بفرق محلية جزائرية لا يخجل هذا النظام من شراء حضور ومشاركة المنتخبات المنسحبة والتكفل بمصاريفها وضمان تنقلاتها وتحركاته، بهدف إلهاء الشعب الجزائري وتحويل اهتماماته وأنظاره ومطالبه عن معاناته بسبب الفقر والحرمان وعجزه عن توفير أدنى شروط الحياة الكريمة وأبسط المواد الحيوية للحياة.
لقد سبق أن قررت كل من مصر وتونس، الانسحاب من المنافسات المؤهلة إلى بطولة أفريقيا للمحليين لكرة القدم 2023 التي تستضيفها الجزائر نظرا للاستحقاقات القارية وضيق الرزنامة، التي كانت تتضمن في الفترة ، تصفيات الكان، والإعداد للمشاركة في مونديال قطر بالنسبة لمنتخب تونس.
ولم تكن مصر أيضا بين منتخبات البطولة في نسخة 2020، فيما لم تكن تونس أيضا في نسخة 2018.
وباتت كأس إفريقيا للمحلين غير مهمة بالنسبة للعديد من الاتحادات الإفريقية، التي ترى فيها إرهاقا للاعبين دون الاستفادة منها سواء من الناحية المالية أو التقنية.
كما أقدم النظام العسكري الجزائري على إطلاق أسم المناضل للعنصرية ورئيس جنوب افريقيا السابق “نيلسون مانديلا” على ملعب براقي في العاصمة الجزائرية، وهو الذي يعد أحد الملاعب المشيدة حديثاً بالبلاد، توددا لدولة جنوب أفريقيا ورئيس الاتحاد الأفريقي الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي، طمعا في منح الجزائر تنظيم بطولة الكان 2025، التي قد تؤول إلى المملكة المغربية الشريفة لمؤهلاتها الرياضية والسياحية واللوجستية …
وتفاعلت الجماهير الجزائرية بقوة مع هذه الخطوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من يرى أنها خطوة تؤكد حجم العلاقة القوية، التي كانت تربط الثائر الراحل بالجزائر، في حين يرى آخرون أنه كان من الأجدى تسمية الملاعب باسم إحدى الشخصيات التاريخية الجزائرية.
واقع بطولة “الشأن” ينبئ بفشلها بسبب الانسحابات والعدد القليل للمنتخبات المشاركة أغلبها ضعيف المستوى، كما أن المؤشرات بدأت قوية بعد تقديم تميمة أثارت “تميمة” بطولة كأس أفريقيا للاعبين المحليين “شان” 2023، التي أثارت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، تميز بالسخرية والاستهزاء والضحك.
وكشفت اللجنة المنظمة لكأس إفريقيا للاعبين المحليين المقامة في الجزائر “شان”، الخميس 29 دجنبر الماضي، عن “تميمة” تحمل اسم “قبطان”، وأريد لها أن تجسد حيوان “الفنك” أو “ثعلب الصحراء”، لكن في الوقاع لا أحد استطاع أن يتعرف على الحيوان المجسد، إن كان ثعلبا أو أرنبا أو كلبا أو قِطاًّ أو جرذا … أو هم مجتمعين، وأولى الانتقادات جاءت على طريقة تقديم التميمة، حيث وقع الستار الذي كان يغطيها، أثناء قيام وزير الشباب والرياضة برفعه.
وزاد رئيس لجنة تنظيم الشان بالجزائر، رشيد أوكالي، في السخرية بعد أن كشف عن السبب وراء اختيار “الفنك” كتميمة للبطولة، وقال في تصريحات الخميس إن “الفنك الجزائري صعب الاصطياد خاصة وأنه يعيش في ظروف صعبة وفي الصحاري الجزائرية، كما يعتمد على نفسه في قوته”، فيما انتقد البعض شكل “القبطان”، وشبهوها بالكرتون الشهير “توم وجيري” واصفين إياها بـ”العجيبة”، ومعتبرين أنها “لا تمثل ثقافة وتاريخ البلاد”.
من جهة أخرى، سبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم “الفاف”، أن تلقى مراسلة خاصة من الاتحاد الإفريقي للعبة “الكاف”، بخصوص الملاعب المعنية باحتضان “الشأن”.
وكشفت “الفاف”، عبر موقعها الرسمي، بأن “الكاف” طالبتها بعدم استعمال الملاعب المعنية باحتضان “الشأن” ضمن مباريات الأندية المشاركة في المنافسات الإفريقية.
كما أوضحت الاتحاد الجزائري للعبة، بأن ملعب ميلود هدفي بوهران، بالتحديد، يحتاج لعماية خاصة، لضمان جاهزيته بعد احتضانه آخر مباراة للمنتخب الوطني الجزائري.