عالم التربية والتكوين..عقدة أزمة الأنا ومن بعدي الطوفان
الكاتب منير الحردول
في عالم التربية والتعليم ..وفي جل المجموعات التربوية..أمسينا ليل نهار في رداهات الترقيات والرتب والأقدمية والأثر الرجعي والتنسيقيات والإضرابات والتخوين والتجييش والاتهامات والاتهامات المضادة..فانحرف المسار كليا، تجاه ماهو مادي صرف..فغاب الإبداع وغاب تدافع الأفكار وطرح البدائل، ولو على سبيل الاقتراح والاستشارة..فحل محل ذلك الاستعلاء والتنابز واحتقار البعض للبعض، ومحاولة البعض لعب دور البطولة والنظر لأسلاك بعينها أو إطارات إدارية وتربوية بنظرة دونية ليس إلا..وكل من يقول كلمة ” لا” ينعث بأبشع النعوث..فتناسلت التنسيقيات وأمست النقابات شاردة بعدما فقدمت قواعدها التي تمردت على طرق تدبيرها وتعامل مع الكثير من الملفات وعبر مراحل تاريخية كثيرة..للأسف تلك القواعد التي يوجد من بين من يتزعمها..من يضع رجل هنا ورجل هناك..فتراجعت التربية وحل محلها شعار نفسي نفسي بغطاء اسمه التضحية ومصالح الجميع.. فتضرر الجميع..تلميذ المدرسة العمومية شارد..الأسر متخوفة وشاردة..أسرة تعليمية تفرق نفسها بنفسها..سياسات حكومية غارقة في لغة الأرقام عوض ان تحسم في متطلبات المرحلة وتتبنى مبدأ المساواة في تطبيق الاتفاقيات مع جميع القطاعات وبدون تمييز..فيا عقل الوطن يحتاج لنوع من من نكران الذات..نكران اسمه أنا لست لوحدي..هناك اناس كثر..هناك حاجيات كثيرة..هناك مشاكل لاتعد ولا تحصى..هناك أمل..نريد ان يستفيد الجميع..لا أنا ومن بعدي الطوفان!!!!