الحرب الروسية الأوكرانية …تتحول بسرعة الى حرب كونية ثالثة لا قدر الله
المختار عويدي
إنه من سخرية القدر أن تتحول فارسوفيا عاصمة بولندا وذرة المدن الشيوعية في وقت ما، التي كانت قد أعطت إسمها يوما ما لحلف وارسو الشيوعي بزعامة الإتحاد السوفياتي، المناهض للغرب وحلفه الأطلسي، أن تتحول يوم البارحة إلى منصة، يستعملها الرئيس الأمريكي بايدن لقصف روسيا بخطابه الناري المليء بالتحدي، الذي ألقاه هناك على مرمى حجر من الأراضي الروسية، والذي قال فيه بأن “روسيا لن تنتصر في حربها على أوكرانيا..” بما يعني أنها ستغادر ساحات القتال مهزومة..!
يا لقِمة الإذلال الذي تتعرض له روسيا، انطلاقا مما كان يعتبر يوما ما حديقتها الخلفية..!!
لقد تساقطت كل القلاع الشيوعية التي كانت منيعة يوما ما، وتهاوت في أحضان الغرب الرأسمالي وعلى رأسها بولندا. لا بل وأصبحت كاملة العضوية في الحلف الأطلسي، الذي أصبح يسرح ويمرح فيها.. بينما كان حظ أوكرانيا في رحلة التحاقها بالركب سيئا. ولذلك فهي تدفع اليوم ثمنا باهضا لإدراك ذلك.. وهي الموجودة اليوم بين فكي كماشة العَدُوان اللذوذان، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية..
ولا تلوح في الأفق أي بارقة أمل لانقشاع سحب وأدخنة الحرب.. بل من المؤكد، بالنظر إلى التدفق الهائل للأسلحة المتطورة إلى ساحات القتال، وهرولة الدول إلى الإحتماء بالأحلاف العسكرية، وضخ دماء هذه الأحلاف بالمال والسلاح، وتسريع وتيرة الصناعات الحربية، وضخ أموال هائلة في ميزانيات التسلح، وتفاقم الأزمة الإقتصاية والتضخم بشكل رهيب، وغياب خطاب التعقل والسلام والتهدئة لدى الزعماء والفاعلين السياسيين والعسكريين في المعسكرين، لصالح خطاب الكراهية وتأجيج أتون الحرب وصب الزيت على النار.. من المؤكد أن كل هذه التطورات، هي بمثابة قرع لأجراس حرب كونية ثالثة، قد تأتي لا قدر الله على الأخضر واليابس..!