المفارقة الغريبة في ” بلاد الكراغلة ” بين ” المليار دولار والطوابير”
سليم الهواري
لم يفهم أي أحد الظرفية المتأزمة التي تمر منها البلاد، عندما أعلن ال ” تبون” فيها، عن تخصيص مبلغ 1 مليار دولار امريكي لمشاريع تنموية في قارة افريقيا، حسب ما أكده الوزير الأول بن عبد الرحمان عقب اختتام قمة الاتحاد الافريقي، لفائدة الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية…
وتساؤل مدونون في مواقع التواصل الاجتماعي بسخرية، عن المفارقة الغريبة – لتخريجة – رئيسهم ” كذبون ” وهو يزف خبر المليار دولار لمساعدة كيانات وهمية معلومة …والوضع الاقتصادي الكارثي للبلاد، مستندين على ما كشف عته اول أمس، مدير تنظيم الأسواق والنشاطات والمهن المقننة بوزارة التجارة وترقية الصادرات، أحمد مقراني، عن تعليق العمل ببيع الأكياس ذات الـ 25 كلغ في مادتي السميد و الفرينة، وقارورات 5 لتر من مادة الزيت…. موضحا اتخاد إجراءات جديدة لتقنين عملية الاقتناء بحيث صدرت الأوامر لجميع المطاحن من أجل توضيب مادتي السميد والفرينة في أكياس تتراوح حمولتها ما بين 02 إلى 10 كيلوغرامات وتعليق العمل ببيع الأكياس ذات الـ 25 كلغ…. مشيرا أن التعليمات صدرت أيضا لهؤلاء المحولين الست المعتمدين في البلاد، باعتماد قارورات الزيت ذات الحمولة من 01 إلى 02 لتر…وهي سياسة ارجعت البلاد الى العهد البلشفي ….
وانصبت كذلك، تدوينات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، في تناقض ال “تبون” الذي يصر على تبذير أموال الشعب الجزائري، هو في أمس الحاجة اليها، والواقع الاقتصادي – المريب – الذي تعيشه البلاد، بعدما أضحت الجزائر الأولى في العالم من حيث الاصطفاف في طوابير لاقتناء الحليب والزيت والسكر والسميد وحتى قنينات الغاز….
يذكر انه في ظل مواصلة إحكام – العسكر- سيطرته على دواليب الدولة، وتزامنا مع صرف أموال طائلة في قضايا خاسرة من أموال الشعب، اعلن الائتلاف المدني “نداء 22 فبراير” الذي يضم عشرات الناشطين والنخب المدنية والنشطاء السياسيين الجزائريين، تأهبه لما وصفه بـ” العودة الحتمية القريبة والقوية للمسيرات السلمية، لإرغام السلطة الجديدة على الإقرار بفشل خطتها السياسية الأحادية الجانب وغير الديمقراطية، التي دفعت البلاد إلى طريق مسدود وأفقدت الشعب كل ثقة في المستقبل، وأن رحيلها أصبح حتميًا وضرورةً قصوى لإنقاذ البلاد”.
و يأمل الجزائريون في بناء دولة مدنية لا مكان فيها لتسلط العسكر وتدخلهم في العمل السياسي، كما يأملون في بناء دولة تقوم على المؤسسات وسلطة القانون، وليست قائمة على المحسوبية والانتهازية والفساد كما هو عليه الحال الآن، لذلك من الصعب على نظام تبون أن يفرض سيطرته على البلاد كما كان عليه العهد زمن بوتفليقة، فالعديد من المعطيات تغيرت ولا سبيل للعودة إلى الوراء….و لا يستبعد اتساع رقعة الاحتقان الاجتماعي في عدد من الولايات بسبب مطالب اجتماعية واقتصادية لها علاقة بالبطالة وتفشي الفقر….