الآكاديمية الجهوية للتربية و التكوين سوس ماسة تنظم الورشة الوطنيةالأولى إعداد الإطار المرجعي للمواكبة التربوية للمشروع الشخصي للمتعلم
بقلم محمد الدريهم
كان مركز التكوين المستمر “محمد الزرقطوني” بأكادير يوم الاثنين 06 مارس 2023 الفارط على موعد مع انطلاق أشغال الورشة الوطنية الأولى لإعداد الإطار المرجعي للمواكبة التربوية للمشروع الشخصي للمتعلم بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، وذلك تبرئاسة مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين د, وفاء شاكر، وبتأطير من المكلف بالوحدة المركزية للتوجيه المدرسي والمهني، أعضاء الفريق الوطني المكلف بإعداد الإطار المرجعي للمواكبة التربوية، وبمشاركة السادة المفتشين التخصصيين في مجال التوجيه التربوي، وعدد من المستشارين في التوجيه التربوي ورؤساء المؤسسات التعليمية و الأساتذة الرؤساء بالسلك الثانوي بأكاديمية جهة سوس ماسة.
تندرج هذه الورشة الوطنية التي تنظم على مدى ثلاثة أيام ( 06 و07 و08 مارس)، ضمن المحطات الهادفة إلى إعداد الإطار المرجعي للمواكبة التربوية البيداغوجية للمشروع الشخصي للمتعلم، بغية تعميق تشخيص واقع هذه المواكبة وتجربة الأستاذ ” الرئيس” وكذا تقديم مقترحات تطويرية لها، وذلك في إطار تفعيل توجهات خارطة الطريق لإصلاح المدرسة العمومية 2022-2026، ولاسيما فيما يتعلق منها بخلق البيئة المدرسية المواتية للتفتح، وضمان المدرسة لاكتساب المتعلمين المعرفة والمهارات التي تساعدهم على النجاح في حياتهم الدراسية والمهنية ، فضلا عن استفادتهم من توجيه ذي جودة في كل محطة مفصلية في مساراتهم الدراسية.
بالمناسبة، أكدت وفاء شاكر، مديرة الأكاديمية الجهوية في كلمتها الافتتاحية لأشغال هذه الورشة الوطنية، على أهمية هذه الأخيرة باعتبارها اللبنة الأولى لوضع إطار مرجعي للمواكبة التربوية البيداغوجية للمشروع الشخصي للمتعلم، مبرزة في ذات الوقت أهمية التوجيه التربوي وتأثيره العميق على نجاعة النظام التعليمي من جهة وعلى تطور المجتمع اقتصاديا واجتماعيا من جهة أخرى، موضحة أن اختيارات المتعلم الدراسية والتكوينية والمهنية تؤثر بشكل كبير في نجاحه الدراسي والمهني.
وأشارت مديرة الآكاديمية إلى الأهمية الكبيرة التي يحضى بها التوجيه في مختلف الرؤى الإصلاحية لمنظومة التربية، وكذا العناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لهذا الورش التعليمي الوطني، وذلك من خلال دعوته في خطابه السامي بتاريخ 20 غشت 2018، إلى اعتماد نظام ناجع للتوجيه المبكر والنشيط لمساعدة المتعلمين والمتعلمات على الاختيار حسب مؤهلاتهم وميولاتهم بين التوجه للشعب الجامعية أو التكوين المهني.
وفي ذات السياق، أوضحت وفاء شاكر أن النموذج التنموي قد أكد على ضرورة تعزيز نظام التوجيه المدرسي وذلك من خلال وضع المشروع الشخصي للتلميذ كأساس لعملية التوجيه، مع الانفتاح على العالم المهني وتثمين المسارات المهنية، في تناسق تام مع توجيهات ومضامين خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية 2022-2026، من خلال التأكيد على التتبع والمواكبة الفردية للتلميذات والتلاميذ ، وعلى توجيههم نحو مسارات دراسية تتلاءم مع مؤهلاتهم وميولاتهم من أجل الرفع من فرص النجاح لديهم، وكذا خلق بيئة مدرسية مواتية ومنفتحة على المجتمع اقتصاديا واجتماعيا. وللإشارة، فإن الوزارة الوصية قد أرست في مجال التوجيه التربوي العمل بالمواكبة التربوية اعتبارا للأدوار الأساسية التي يقوم بها المدرسون في اكساب المتعلمين مجموعة من المعارف والمهارات والكفايات الكفيلة بتعزيز نجاحهم في مساراتهم الدراسية والتكوينية والمهنية، فضلا عن بناء وتوطيد مشاريعهم الشخصية وبلورة اختياراتهم الدراسية، وكذا استعدادهم للاندماج الاجتماعي والمهني، وذلك في إطار تحقيق التكامل والالتقائية مع التدخلات التخصصية لأطر التوجيه التربوي وبما يضمن توفير بيئة مواكبة تربوية منتظمة للمتعلمين؛
والجدير بالذكر، فإن هذه الورشات الوطنية الهادفة لإعداد إطار مرجعي للمواكبة التربوية البيداغوجية، تأتي في إطار تفعيل وتنزيل مقتضيات القانون الإطار 51.17 خاصة المادة 34 منه، التي تدعوا إلى وضع دلائل وأطر مرجعية تحدد المبادئ والمعايير الواجب مراعاتها في عملية التوجيه، وكذا اعتبارا للأهمية الاستراتيجية للكفايات المستهدفة من هذه المواكبة، ومع تنوع الممارسات الميدانية التي أفرزتها تجربة “الأستاذ الرئيس” منذ إقرار العمل بها بداية الموسم الدراسي 2019-2020، فضلا عن استهداف تحقيق طموح مدرسة عمومية ذات جودة في ظل النفس الإصلاحي الجديد الذي أطرته خارطة الطريق الاستراتيجية 2022/2026.