هنيئا للبوق دراجي الميدالية الذهبية!
اسماعيل الحلوتي
في خبر لها ضمن مجموعة من الأخبار التي لم يعد أحد يعرف مدى صحتها، لما عودتنا عليه جريدة الشروق الجزائرية التابعة لنظام العسكر الفاقدة لأي مصداقية تلفيقات وافتراءات، أشارت والعهدة هنا على الراوي الجزائري “علي بهلولي” إلى أن من أسمته “زعيم المعلقين العرب” المدعو حفيظ دراجي، المعلق الرياضي بقنوات “بي إن سبورتس” القطرية، أحرز “الميدالية الذهبية” أو جائزة أفضل معلق رياضي تلفزيوني في الوطن العربي، إثر استفتاء أو مسابقة شارك فيها معلقون من 12 بلدا، نظمها الاتحاد الدولي للتسويق والاستثمار الرياضي الموجود مقرة بمدينة جدة السعودية.
وحفيظ دراجي الفائز بالميدالية الذهبية المزعومة في التعليق الرياضي على مستوى الوطن العربي، ليس سوى واحدا من أبرز أبواق كابرانات قصر المرادية، الذي صنعته الآلة العسكرية للقيام بأدوار الدعاية والبروباغندا. حيث تحول إلى أضحوكة ليس فقط بين زملائه، بل حتى بالنسبة لمتابعيه من أبناء جلدته، بسبب حشر أنفه في كل كبيرة وصغيرة مهما كانت فوق قدراته الإدراكية. فهو يكاد لا يتوقف عن ترديد بشكل ببغائي عبر حساباته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، كل ما يلقن له من رسائل مسمومة ومليئة بالأحقاد والضغائن، والتمادي في نفث سموم التفرقة بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، معتمدا في ذلك ترويج المغالطات الهادفة إلى تكريس عقيدة العداء للمغرب ورموزه ومؤسساته. فمتى كان المعلق الرياضي يحشر أنفه في الأمور السياسية والتحريض على العنف والكراهية؟
فقد كان من الممكن أن ينال حفيظ دراجي “الميدالية الذهبية” أو جائزة أفضل معلق رياضي تلفزيوني في الوطن العربي، لو أنه حرص على تكريس جهوده في اتجاه خدمة الرياضة وتحديدا كرة القدم ونجومها دون أي تحيز لجهة ما على حساب أخرى، بيد أنه اختار للأسف استغلال شهرته الافتراضية في تسلق الأكتاف ولعق أحذية الكابرانات، شأنه في ذلك شأن كل الانتهازيين الجزائريين الخبثاء والجبناء، الذين لا يحسنون من شيء سوى تمجيد القهر والتسلط في بلادهم، التطبيل للطغمة العسكرية الفاسدة، الدفاع عن مطامعها التوسعية ومشاريعها التخريبية في المنطقة، فضلا عن الامتثال لأوامرها في معاكسة المغرب والتمادي في استفزاز أبنائه بكل السبل المتاحة، خدمة لأجندتها في التجييش ومحاولة امتصاص غضب الشارع الجزائري، الذي لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الظلم من حيث الإهانة والقمع والاعتقالات والمحاكمات، والوقوف الساعات الطوال في الطوابير أمام المحلات التجارية والأسواق من أجل الحصول على بعض المواد الغذائية كالحليب والزيت والخبز وغيره.
يجوز أن تمنح للحقود دراجي “الميدالية الذهبية” في أي شيء إلا في التعليق الرياضي، كيف لا وهو الذي يغيظه كثيرا ما بات المغرب يحققه بفضل السياسة الرشيدة لقائده الملهم الملك محمد السادس من انتصارات على عدة مستويات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ورياضية؟ وأصبح كذلك يجر خلفه في السنوات الأخيرة عديد الفضائح التي تكشف عن معدنه الصدئ في زمن صارت فيه المعادن الأصيلة نادرة الوجود، حيث لا يمكن للمعدن الأصيل أن يظهر إلا في المواقف النبيلة، عندما يتحرك الإنسان بحرية وفق قناعاته الشخصية، وبما يؤمن به من جليل الأعمال المنبعثة من صميم مكارم الأخلاق ورفيع الصفات.
فبالله عليكم هل يستحق نيل ميدالية ذهبية ويعتبر أفضل معلق رياضي تلفزيوني في الوطن العربي، من لا يتوانى لحظة عن مهاجمة المغرب ورموزه ومؤسساته، ومحاولة خلط الأوراق وتزييف الحقائق إن على مستوى خريطة المغرب أو مدنه أو تراثه وغير ذلك كثير، لا لشيء سوى لنيل رضا “العصابة” الحاكمة في قصر المرادية، التي تجزل له العطاء نقدا وبالدولار من عائدات الغاز والنفط، مثله في ذلك مثل سائر المرتزقة المنتشرين عبر العالم، الذين يخدمون أطروحتها وصنيعتها ميليشيات البوليساريو الانفصالية والإرهابية؟
ثم كيف ينال “ميدالية ذهبية” من أوقعته في فخاخها ناشطة سورية تدعى “ميسون برقدار” في تسجيل صوتي نشرته على حسابها الرسمي في موقع “تويتر” وهو عبارة عن اتصال هاتفي أجرته معه، وكشفت من خلاله للعالم أجمع حقيقة معدنه الرخيص، وهو يتفنن في شتم الربيع العربي والمعارضة السورية ويمجد الرئيس السوري بشار الأسد، دون أن يستثني المغرب من نيل نصيبه من الشتائم البذيئة؟ إذ أنها سعيا منها إلى إماطة اللثام عن بشاعة وجهه الحقيقي، استغلت ما دار بينه وبين الإعلامي السوري البارز في قناة الجزيرة فيصل القاسم من جدال، واتصلت به على أساس أنها موفدة من القصر الرئاسي قصد إبلاغه تحيات وشكر الرئيس بشار، فكان أن بلع الطعم ورد عليها مبتهجا بالقول: “هذا واجب، بلغيه سلامي الحار وراه احنا كنحترموه” مبديا رغبته الجامحة في زيارة سوريا، دون أن يخفي عقيدة العداء للمغرب المترسخة في مخه وقلبه، حيث لم يدع من قاموس السب والشتم مفردة إلا واستعملها ضده.
إن فضائح البغيض حفيظ دراجي بوق الكابرانات عديدة ومتنوعة، ويكفي اعتماد محركات البحث في غوغل للاطلاع على بعضها، والتعرف عن كثب على حقيقة هذا الشخص الحقود والمنعدمة في وجهه ملامح الإنسانية، الذي لا يكف عن الصراخ بث بذور الحقد والكراهية في أذهان جزء من الأشقاء الجزائريين، كما لا يدخر جهدا في التحريض وكيل الاتهامات الباطلة والشتائم الدنيئة للمغاربة، ومناصبتهم البغضاء علانية بكل ما يتوفر له من إمكانات، بعيدا عن روابط العروبة والقيم الإسلامية النبيلة.