على هامش تصنيف المغرب 144 في حرية الصحافة
نورالدين زاوش
حينما تجد المغرب مصنفا 144 خلف الجزائر المصنفة 136 من لدن منظمة “مراسلون بلا حدود” في حرية الصحافة وحرية التعبير، تعرف حجم الأموال الضخمة التي تنفقها الجزائر على هذه المنظمات غير الحكومية من أجل تزيين واجهتها التي غطى الشيب محياها، وكستها الأعطاب من كل صوب وحدب.
من المؤسف أن تكون دولة كالجزائر تخشى عيد الشغل العالمي فتمنع مظاهراته التي تحييها الطبقة العاملة في العالم أجمع إلا في بلد القوة الضاربة؛ وتخشى من تجمع الجماهير الرياضية فتخوي هذه الملاعب لتلعب الفرق الرياضية في ملاعب بدون جمهور؛ بل وتخشى من تجمع المصلين في المساجد أن تتحول هذه الصلوات إلى مظاهرات تدعو لإسقاط النظام؛ مثلما أغلقت المسجد الأعظم، وهو أكبر مسجد في إفريقيا، إلى أجل غير معلوم.
إن الدولة التي تتوجس خيفة من تجمع المواطنين، وتتحسس رقبتها عند كل إضراب أو اعتصام أو مظاهرة، دولة غير قادرة على إدارة أشغال المواطنين وغير جديرة بحكمهم؛ الأمر الذي يفرض عليها أن تكون سخية أمام كل المنظمات والهيئات والمؤسسات غير النزيهة، على غرار منظمة “مراسلون بلا حدود” الفرنسية ذات الأجندات السياسية المعروفة؛ عكس المملكة المغربية الشريفة التي لا يمر يوم واحد دون أن تشتعل مدنها بعشرات المظاهرات والاعتصامات المطالبة بمزيد من الحقوق التي لا تنتهي ولا تتوقف؛ في الوقت الذي يخرج فيه جلالة الملك يتجول في شوارع البلد بدون حتى حراسة شخصية؛ في مشهد راق وحضاري يعكس الجو الديمقراطي الذي ينعم به هذا البلد الآمن المطمئن.
حينما تجد أن الرئيس تبون لم يخرج طيلة ولايته إلى أي تدشين ما عدا خروجه مرة واحدة في افتتاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وتجد أن رئيس أركان الجيش شنقريحة لا يتجول وسط عساكره إلا بحراسة جد خاصة ومن خارج الجيش؛ تعلم يقينا أنك أمام دولة يتوجس فيها الجميع من الجميع، ويكيد فيها الجميع للجميع، وتعلم أيضا أن الغدر هو العملة الرائجة لهذا النظام البئيس الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، إلى درجة أن مباراة في كرة القدم أو ركعتي تراويح في رمضان قد تطيح به وإلى الأبد.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة