الوعي وسياسة ردع طغيان الجهل..الزجر أفضل!!
الكاتب: منير الحردول
لعل الحملات التحسيسية والميزانيات المرصودة لها، لم تعد تعطي أكلها بشكل ملموس، ولم تنجح على ما يبدو في تحقيق النتائج والغايات والمرامي المتوخاة منها ومن أجلها، بل أضحت تلك الحملات وذلك بدون تعميم بطبيعة الحال، تكتسي عناوين مختلفة، ولعل أبرزها هدر المال العام وفقط، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالحملات التحسيسية، والتي تستهدف الكبار، كالمتعلقة باحترام قوانين السير، والحفاظ على الملك العام، وتقدير أهمية البيئة، والوعي بتراث التراث، ومحاربة ظاهرة التحرش، وزد على ذلك كثير!
فالوقع يجيب بكل وضوح ! فرغم توالي الحملات التحسيسية بين الفينة والأخرى! فالوقع يجيب…
ولعل التهور في السياقة، لدرجة طغيان البعض، واستهتار البعض بقوانين السير، زد على ذلك ازعاج المارة والسكان بأصوات الدراجات النارية للفت انتباه السراب! وظاهرة الاستهتار بالبعد البيئي في الأحياء والشوارع والأزقة والقرب من المحلات وغيرها لخير دليل على ما نقول.
أضف إلى ذلك ظاهرة تخريب الملك العام، كتكسير واتلاف الكراسي العمومية، ومشاكل السلوك البشري المرتبط برمي القمامة، هذا دون إغفال التقارير التي تتحدث عن التدليس والرشوى الزبونية وغيرها من السلوكات المخالفة للطموح العام للقيم المنشودة انشائيا!! إذ، تحولت تلك الظواهر إلى معضلات مركبة وغريبة في آن واحد، في سلوك وعقول البعض، وبخاصة في بعض الأحياء، وفي المدن، وفي الشوارع، والأزقة، والمؤسسات التعليمية وغيرها، وفي الشواطئ وهكذا دواليك!
فالذي يرمي الأزبال في غير مكانها الصحيح، مهما كان وبلغ شأنه، سيبقى بدون قيمة اعتبارية لدرجة الوعي، بل يلخص قيمته في أفعاله وفقط!
لذا، فالزجر، مع التطبيق الصارم للقانون، بحذافره، في هذا المجال، والتفعيل الصارم للغرامات، ربما سيعيد التهور والطغيان والأوساخ لمكانها الصحيح، المعهود!
ومن تم كنت دوما من أنصر تعميم كامرات المراقبة في كل مكان، في الشوارع والأسواق والأحياء والأزقة وهكذا، من خلال الدفع بقوانين مؤطرة لذلك، بغية لجم البعض ممن يدعون الوعي وهم في أفعالم وسلوكاتهم بعيدين كل البعد عن الوعي.
ومن تم، أظن أن المقاربات التحسيسية لم يكن لها وقع كبير على أرض الوقع، لذا فجرأة الإعتراف و النظر في مفعوليتها من جديد أمر محمود! فهل من منصت مجيب!!