مدينة وجدة..أفكار ثقافة التنمية المقترحة!!
الكاتب: منير الحردول
لعل الخوض في حقيقة مدينة حدودية حتمت عليها الجغرافيا التعايش مع تاريخ مليء بالأحزان تارة، وبالأمل الموقوف التنفيذ بفعل عوارض سياسية من قبل جيران الشرق تارة أخرى، يقتضي من العقول النيرة المتواضعة المؤمنة بمصير وجدان اسمه مستقبل الأبناء والحفدة، وهكذا دواليك، الابتعاد عن البوليميك السياسي وعرقلة المبادات الحرة القائمة على خدمة الجميع، لا الاستمرار في خدمة مصالح ذاتية أنانية، بغية برمجة نيات التصويت في الانتخابات المقبلة، فمدينة وجدة تحتاج لرجة كبيرة، اسمها ترسيخ تراث ثقافة أرضية الاستثمار، بخلق جو حضاري يشعر فيه المستثمر أثناء تجواله بشوارع المدينة، بالأمان النفسي العاطفي، والأخلاقي على حد سواء، فلا يعقل القبول بوضع تميل فيه عادات الكثير ممن يتربصون بالطرقات بالتطبع والتطبيع مع العبارات النابية واحتلال الملك العام والاستهتار بثقافة اخلاق الاحترام، واتساع نطاق مد اليد والتسول، وطلب العون في كل مكان تقريبا، وزد على ذلك كثير، فالثقافة وإحياء الموروث الأصيل للجهة بصفة دورية، وتنشيط دائم من قبل فن الالتزام، وعدم تمركز الأنشطة الفنية في موقع واحد، وتنويعها ونشرها في الأحياء الكبرى وفتح مجال الإبداع لكل الفئات العمرية في الساحات والمسارح ودور الثقافة والحدائق بشكل منظم يراعي جميع الإكراهات والخصوصيات، له من الأهمية الكثير، وهذا بطبيعة الحال يتأتى بتنسيق مع كل المتدخلين والجهات، سواء تعلق الامر بالقطاع الخاص أوالعام، من خلال تمديد عمل وسائل النقل العمومية في تلك الفترة، والإعلان عن تخفيضات مهمة في تذاكر الركوب بصفة مؤقتة حين الشروع في أجرأة الفعل الثقافي الهادف والمستمر في كل الاتجاهات وبجميع الأبعاد، فالثقافة الدورية التي ستنتج الثروة من خلال موروث كبير يدفع بأهل الجهة ومشاركة الجهات الأخرى إلى صقل مواهب الفنانين بمختلف تخصصاتهم، وميولاتهم، من مسرح ورسم وغناء وقصص وفلكلور ومعارض متنوعة في الهواء الطلق للحيوانات والطيور والنباتات وحتى الحشرات.. زد على ذلك إقامة رياضات فردية وجماعية، ومسابقات وعادات وغيرها، والسماح بعرض المنتجات التقليدية للجمعيات والنسوة وكل من له أو لها منتوج بإبداع صامت، بترويجه في فضاءات محادية وبالقرب من مكان إقامة تلك الأنشطة والمهرجانات، سيمسي فيه الشيء الكثير، بل والدفع بتلك المبادرات في اتجاه التسويق إعلاميا بشراكة مع الفنادق والدور المخصصة للكراء، مع الالتزام بتخفيض كلفة أثمنة المبيت في تلك الفترات، هو الاقتصاد بحد ذاته، فالتفكير في دورية الأنشطة الفنية والتوعوية التي تستهدف الجميع ستغير الكثير على مستوى الجهة، والمدينة مع مرور الزمن، بل ستقف في وجه الفراغ المتشائم والمولد للكره والحقد وتنامي ثقافة السب والشتم لأتفه الأسباب، ففن البناء الجماعي، البعيد هن مفهوم النخبة، فن له من الأهمية الكثير، فن سيجعل المشد العام مواتيا لبعض المستثمرين من خلال تنامي الزيارات التي ستنتعش المدينة في كل شيء تقريبا، وبالتالي تنشيط قطاع الخدمات بشكل كبير، اظف إلى ذلك التغيرات التي قد تحدث على تمثلات بعض المستثمرين في القطاع الخاص خارج الجهة بخصوص طبيعة وساكنة الجهة، والتي لا زال البعض يتردد في التوجه إليها، فيا جهة الجهة الشرقية!!المدينة تحتاج للتنسيق بين الجميع، لا السجال والخداع والعرقلة والحب الجنوني للذات، والاصطفافات الحزبية وغيرها، الجهة تحتاح لمن ينصت للأفكار، لا لمن يغلق على نفسه لدرجة الخوف حتى من خياله، والاقتصار على السماع فقط للمحيط، الذي قد يكون عقيما في إنتاج الأفكار.
فهل من منصت مجيب!!!