العلامة المغربي الدكتور مصطفى بنحمزة..عندما يتحدث..الكل يجيد الإنصات
الكاتب: منير الحردول
في ندوة نظمت من قبل رئاسة جامعة محمد الأول، بشراكة مع المجلس العلمي الجهوي للجهة الشرقية ومنصة محمد السادس للحديث الشريف، بمدينة وجدة الأبية، ندوة ركزت على الخوض في جهود وعناية سلاطين وعلماء المغرب بالسنة النبوية الشريفة رواية ودراية على مر التاريخ المغربي الحافل بالشموخ، هذا دون إغفال دور وإبراز أهداف منصة محمد السادس للحديث الشريف..
كان لنا حضور ولقاءات هنا وهناك، فالحضور الذي اكتظت به قاعة الندوات التابعة لكلية الطب بوجدة، دليل آخر على أهمية الندوة من حيث الأهداف والمرامي المتعددة الابعاد، دينية، وطنية، اجتماعية، علمية وهكذا.
وبدون الدخول في تفصيل وتفاصيل الحضور، والذي ضم شخصيات سياسية وعلمية ودينية لها من الغيرة الوطنية الكثير، بل حضورها شكل حدثا بارزا لندوة لها من الأهمية الكثير الكثير.
ومن محاسن ما جادت به البلاد في افتتاح الندوة، كلمة فضيلة العلامة المغربي المتزن مصطفى بنحمزة، والتي جعلت الكل يركز على العبارات التي كان ينطق بها، وهي بالمناسبة تعابير متسلسلة جامعة، بها الكثير من الرسائل الواضحة المبنية على منطق العلم الحديث والمحدث والقديم، ففضيلة العلامة بنحمزة ومن خلال ما عبر عنه، دليل آخر على رزانة علامة من المقامات البارزة، فدفاعه عن كتب الحديث الصحيحة وربط الخوض فيها بأهل الاختصاص، والدعوة لتجنب الخوض في أمور دينية من قبل أناس لا علاقة لهم بهذا العلم لا من بعيد ولا من قريب، يعد من الأمور التي لاتستقيم لا مع العقل ولا مع أخلاق البحث العلمي السليم، حيث اعتبر أنه من غير المقبول أن يتطفل من ليس له دراية بعلم الحديث على علم قائم الذات، علم يستند على مناهج بحث خاصة، بل له أثر على العقيدة الصحيحة، بدليل القرآن الكريم، والذي دعا إلى طاعة الله ورسوله، فكيف إذن يمكن أن يطاع خاتم الانبياء بالابتعاد عن أحاديثه عليه السلام وأفعال محاسنه، كما عرج فضيلة الشيخ في مداخلته على مسار تاريخ الرسالة السماوية وأحاديث النبي المصطفى عليه السلام، كما أكد على أنه لا مجال للمقارنة والاسقاطات التي تقوم بها بعض التيارات بين التاريخ الإسلامي والتاريخ الغربي المسيحي، فلكل ظروفه وأحداثه، فتاريخ الإنجيل والأناجيل معروفة، أما تاريخ الكتاب والسنة تاريخ ساطع لا يحتاج للأخذ والرد، باعتبار أن صلابة الحديث نابعة من سند ظاهر ممحص من من قبل أهل الإسلام، منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وعلما ء المسلمين، والذين سهروا ليل نها على جمع الاحاديث وفق ضوابط صارمة جدا، ودونوها في كتب حديث جامعة كصحيحي البخاري ومسلم.
وفي ختام ما يمكن أن يستشف من مداخلة العلامة الكبير السيد مصطفى بنحمزة، ففضيلة الشيخ، هو تراث للبلاد الإسلامية عامة، له قدرة كبير على الإقناع، بل له موهبة منطقية تجعل من المستمع يقتنع بالأفكار التي تدفع وتراعي المنطق قبل كل شيء.