سيمفونية.. طوفان
د. محمد بالدوان
نطق الرصاص
ليحكي قصة ..
ما سمعت بها الأناسي
عن جيوش القهر
التي أُسقطت
في ظرف قياسي..
جُدعت أنوفها
خرمت عيونها
نسفت حصونها
من الأساس.
نسلوا لها من الغمام
نفذوا إليها من رخام
تعاظموا عليها بموج
قَصِيفُه يُجرِّف المراسي
تحوطوا لهم من المدافع
وأوجدوا لبحرهم ضفادع
فأوجعوا الرعاديد صبحا
والليل يختال في نعاس
راقبتْ طيرٌ خطاهم
والوغى يداعب مُناهم
أطبقت تغاريد الصباح
فألهجت سرا تقول..
أين نحن من حماسِ؟!
أتتهم على حين غرة
كي تعيد ألف كرة
ترتجي إطلاق أسرى
وتعيد الأرض حرة
بعد ظلم وانحباسِ
أحرزت كنوز العتاد
أسرت جنود العماد
أذهل الكون بجند
أ من جِنٍّ هؤلاء..
ارتقوا بلا قياس؟!
فما عسى الكيان يفعل
عرجونه بات يذبل
إلا أن يُبيد ظُهرا
ليشد الرَّحْلَ ليلا
إلى “الصَّويرَةْ” أو
“لاسْ فِغاسِ”
تبارك الطوفان عِزي
صك الشهادةْ لكل غَزِّي
غمر الأقصى بفيض
راكم الدنيا سيولا
كل فِرْق كالرواسي
أقدم الثعلبان ظنا
أنه قد أقام حصنا
فلم يجد إلا كمينا
لا نجاة من رجاله
ذاك طوفان حماسِ!