العالم قرية
يكتبها من كندا : عزيز باكوش
سكانها قبائل وفصائل وأيقونات متناحرة .
سقفها سراب يمتد بلا بداية..
سلاحها ،ترسانة كلام وتشاكيل أفكار وصور
أنهارها ،سيليكون دائم الجريان،
خيولها ،صاهلة صافنةجامحة،
فرسانها ،زرق تتسم أفكارهم في الغالب بقدر كبير من التهور والحماقة
ليالي القرية زرقاء بالكامل ،وشاشاتها نزيف سيليكوني بلا ضفاف..
الشكل الوجودي العام للقرية ،مجرد هياكل آدمية ،ينبعث منها هسيس رمادي وكلام جارف يسيح روافدا في كل الاتجاهات بلا مكابح .
أضواء القرية مرتعشة مهزوزة ،تتماوج حيث مهب الرياح
أما زادها ، قوتها ، مجرد أشرطة ..وركام من كلام ..
وتظل هوايتها المفضلة خوض حروب شرسة ضارية على مدار الوقت بلا انتصارات حول من يقول ..من يشاهد أكثر .
فمن أي قبيلة نحن ؟
حدثنا موقع عن وكالات قال :
قبائل العالم وفصائله سبع :
الأولى :ﻋﺒﺎﺭﺓ عن حشد من البشر مصممة للضحك ليل نهار ، مسالمة ودودة ،غير معتدية ، لا تتنمر ،ولا تعرف للعصيان طريق .
القبيلة الثانية : رهط من الناس بحمرة تظهر بوضوح فوق الشفتين يلقون التحيات جزافا ،ويزرعون الورود بلا مواعيد ، يسلمون على من يجدون في طريقهم ، لا نوايا عدوانية لديهم ، مصابون بداء البله الوراثي
القبيلة الثالثة : العارفة من جيل المفاوضات الصعبة ، ﻫي ﻗﺒﻴﻠﺔ الوصول إلى عدم الوصول ، لا ترفض ولا تقبل . ورغم أن لها جذور ضاربة في المعرفة ، ولها قاعدة بيانات وتكدسات من كلام ، فخمة الحضور والظهور، فإن كل رأسمالها “السلام عليكم ” توزعها بسخاء على من اتفق ، ثم تنصرف غير عابئة ،ولا تنتظر جزاء ولا شكورا ..
القبيلة الرابعة – جمهور متعصب نرفزان ، ينتمي لقبيلة معقدة تتبنى حزمة من الأفكار السقيمة ، والحكايات التافهة ، مستعد، للتضليل ويمتلك طاقة جبارة لإيقاظ الفتن النائمة . كما أنه مستودع خرافي لإنتاج الحزازات وتغذية النعرات ،وإذكاء الحساسيات المفرطة بدون مقابل ..
القبيلة الخامسة : جماعة من أهل الرشاد والبسملة ، احترفت التضليل ترى ولا تسمع ، تسمع ولا ترى ، عقلها مربوط ،ولسانها مسلوط ، و مزاجها تائه بين القبر والصبر ،وتختار اللحظات المناسبة للفرار قبل أن تتاجر في موروث الكلمات بالقيراط والحوقلة ..
القبيلة الخامسة : متنكرة ،مبعثرة المشاعر، وليست لديها أفكار ،هي لا في العير ولا في النفير ، ﻭ ﻫﻲ من ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟفصائل وأشرسها على الإطلاق ، لا يصل الحوار معها إلى أية نتيجة ، تغير على أنوثة العالم ، بعد أن تسلحت بقاعدة بيانات تنكرية لا تنضب ، مقتحمة ، ولا مبالية ، مدججة بترسانة من نهيق و تشكل ثاني قوة شبابية من حيث الانتشار الأرضي .
القبيلة الصامتة : وهي قبيلة تتابع ما يجري بصمت خرافي ،ومن خلف الكواليس تدبج القيم وتنتج الأحزان ، لا تعلق ، وليس لها من الأيقونات حظ ، وباستثناء الصورة ،فإننا لا نعرف عن نواياها شيئاً. ليس لأنهم يبدأون من حيث أرادوا ، بل لأن غايتهم هي أن يوصلوا العالم إلى حيث يريدون ..
القبيلة المغيرة : و تتكون من فئات بشرية مبثورة الوجدان ، الحماقة والسرعة أهم ميزاتها ،أفكارها غائمة ومشوشة ، تتنازعها الأهواء والأمزجة ،وتطرح أسئلة بعيدة كل البعد ،الشيء المهم بالنسبة لها ، أن لا تترك الآخرين يحققون شيئا ، تتركهم في قلق دائم . كل همها الاقتحام التضييق ،سرقة المنشورات، والإغارة على الخاص ، ومفاتحة ما هو أنثى .. بلا استئذان، وللعالم الأزرق في خلقه مآرب وشجون
الصورة أمام مكتبة روزمير… عزيز باكوش