مَشرع بلقصيري تختمُ مهرجانَ القصّة القصيرة
إدريس الواغيش
بعد غياب طويل، لأسباب ذاتية وموضوعية، ناهز السّت سنوات، عادت جمعية “النجم الأحمر“ بمدينة مشرع بلقصيري مرة أخرى، لكي تنظم مهرجانها الدولي الخامس عشر للقصة القصيرة، بدعم من المجلس الجماعي للمدينة. امتدت أشغال المهرجان على مدار ثلاثة أيام، بدأت يوم 28 يونيو 2024 وانتهت في الـ 30 منه. واحتضنت فعالياته قاعة المجلس البلدي للمدينة. حملت هذه الدورة اسم القاصة الراحلة مليكة نجيب، ابنة مدينة أرفود، هي التي تم تكريمها في غيابها الأبدي، بحضور زوجها الأستاذ عبد الله شهاب، وهو من قام بقراءات قصصية من إبداع الرّاحلة. حضر المهرجان نقاد وقصاصون وقصاصات من مختلف جهات المملكة، وفاعلون ثقافيون من مدينة مشرع بلقصيري ونواحيها.
وقد تميّز اليوم الأول من المهرجان بكلمات الجهات الرّسمية، سواء عن المجلس البلدي أو جمعية “التجم الأحمر“، وتم تقديم رقصات جميلة من فلكلور “الهيت“ المَحلّي التي يتميّز به سهل الغَرب. بعد ذلك، تمّ الإعلان عن نتائج مسابقة القاص أحمد بوزفور للقصة القصيرة، وفاز بها القاص ميمون حيرش في المرتبة الأولى، متبوعا بالقصّاصين عبد الواحد الغندوري من سيدي بنور وإدريس الرقيبي من ورزازات.
في اليوم الثاني من المهرجان، كان لعُشاق النقد القصصي موعد مع ندوة أولى احتضنتها قاعة البلدية، وجاءت تحت عنوان: “مليكة نجيب والقصّة القصيرة”، شارك فيها النقاد والأساتذة: محمد معتصم بمداخلة تحت عنوان: “التفاعلات والمتوازيات السردية في قصة “الحلم الأخضر“، تلتها مداخلة أخرى قدّمها عبد الغني عارف، وسمَها بعنوان: “الكتابة القصصية بين الذات والواقع، مجموعة “السّماوي“ لمليكة نجيب نموذجا“، فيما اختارت رجاء الطالبي أن تكون ورقتها النقدية تحت عنوان: “مليكة نجيب مروضة الأفكار والكلمات“، تلتها بعد ذلك مداخلة نقدية لمحمد صولة تحت عنوان: “التجربة القصصية بين التّخييل واستراتيجية النصّ، مجموعة – السَّماوي- أنموذجا“، وختم هذه الندوة النقدية الهامّة فؤاد صابر بمداخلة وسمها بعنوان: “المُفارقة والتناصّ في مجوعة “السّماوي“ للقاصة مليكة نجيب، تسيير الجلسة كان من تقديم الدكتورة ثورية بدوي.
وفي المساء، كان عشاق السّرد القصصي على موعد مع حفلة ليلية من القراءات القصصية المتنوعة، قدّمها قصاصون وقصاصات عبر فقرات، شارك فيها على التوالي كل من: محمد صوف، عبد السلام الجباري، مصطفى المودن، عبد الجليل الشافعي، سعيدة لقراري، صفاء اللوكي، سعيد منتسب، فاطمة الزهراء المرابط، ربيعة عبد الكامل، محمد الحاضي، إدريس الواغيش، الحسين قيسامي، مصطفى أجماع، احمد شكر، ميمون حرش، فاطمة الشيري، عبد الواحد الغندوري ومحمد الشايب.
وتوالت أشغال المرحلة الختامية من المهرجان في اليوم الثالث بجلسة نقدية هامة، تحت عنوان: “ القصة التسعينية بالمغرب، الامتداد والإضافة”، شارك فيها النقاد والأساتذة: سعيد منتسب بمداخلة تحت عنوان: “القصة التسعينية والإفراط في الاتساع“، وأخرى لعُمر العسري حملت عنوان: “القصة التسعينية بالمغرب، والمُمارسة المختلفة للكتابة“، الناقد عز الدين المُعتصم شارك بمداخلة تحت عنوان: “القصة التسعينية بالمغرب بين الامتداد والتجريب“، أما الأستاذ جمال الفقير، فقد كانت مداخلته تحت عنوان: “القصة التسعينية ما بين الواقعية في الكتابة والتحديث- دُخّان الرَّماد لمحمد الشايب- أنموذجا“. أما تسيير الجلسة، فقد كان من تقديم القاص محمد الشايب. وفي النهاية تم تسليم الجوائز التقديرية، مع كلمة شكر ألقاها رئيس الجمعية الأستاذ بنعيسى الشايب في حق المشاركين، سواء ممّن شاركوا علنا أو جنود الخفاء الذين عملوا بكل تفان على إنجاح هذه الدورة، رغم كل الصعاب التي واجهتهم.
وقد تميّز مهرجان مشرع بلقصيري للقصة القصيرة هذه السنة بأثيث فضاء بهو نافورة بلدية المدينة بلوحات تشكيلية للفنانة التشكيلية الشابة صارة ظفر الله، والغياب الكبير للقاص الرّائد أحمد بوزفور أطال في عمره.