اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء يكشف الوجه الحقيقي والبشع للنظام العسكري الجزائري
عبدالقادر كترة
صدق المتنبي حين قال:
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها
والله لا يوجد في جميع دول العالم ولا في تاريخ العالم، نظام أهبل وأحمق وأغبى وأبلد من النظام العسكري الجزائري الذي لا يمكن وصف سلوكه إلا ب”السياسية الصبيانية” أو “المراهقة السياسية” (مع احترامنا للصبيان والمراهقين الذين لا يلامون على سلوكاتهم التي تعتبر عادية تربويا)…
هذا النظام الذي قال عنه وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف: “لا وزن ولا هيبة ولا مواقف دولية مؤثرة”، وقال عنه كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي”لا مصداقية ولا موثوقية”، بحيث يتسم سلوكه بالانفعالية غير محسوبة العواقب وبصبيانية “الأنا” في ردود الأفعال والغرور والاستعلاء والاستكبار في الوقت الذي يعلم علم اليقين أنه لا يساوي شيئا وأنه صفر مكعب وأنه مثل تلك المرأة (مع احترامنا الكامل للسيدات اللواتي لا يمكن مقارنتهن مع هذا النظام المهترئ) التي يحذرها زوجها بأن لا تبوح بأسرار السرير، وتحتفظ بها لوحدها، لكن ذلك يشعل قلبها ويحملها حملا لا طاقة لها به، وبمجرد أن ينجلي الليل وينقشع أول خيط نور تهرع وتسرع لنشره لمن يعرفها ولا يعرفها….
وهذا ما وقع البارحة حين فضح النظام الجزائري نفسه بنفسه وبرهن وأكد على أن لا وزن له ولا هيبة ولا مواقف دولية مؤثرة ولا مصداقية ولا موثوقية وهو مجرد عصابة من الصعاليك لا يؤمن جانبهم، حيث ما أسر به له الحكام الفرنسيون في شأن اتخاذ فرنسا قرار الإعتراف بمغربية الصحراء والحل للوحيد هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، تحول إلى موضوع حديث عالمي للقاصي والداني في رمشة عين.
رغم أن الأمر كان مجرد إخبار الجزائر بقرار سيادي لدولة عظمى بحكم أنها طرف في النزاع ، ورغم أن الأمر كان سريا ولم يفصح عنه رسميا لا من طرف فرنسا ولا من طرف المغرب، ورغم أن النظام العسكري الجزائري لا يتوقف عن ترديد أسطوانته المشروخة بأنه غير معني بهذه القضية ولا دخل له فيها وأن مجرد ملاحظ، ورغم أن القرار الفرنسي قرار سيادي ومن التهور مواجهته بدعوى أنه يمس سيادة الحظيرة مثل خريطة المغرب الموحدة الكاملة المكتملة التي تعتبر كابوسا يزعزع أركان ثكنة بن عكنون وقصر المرادية ويوجع قلوبهم ويخنق أنفاسهم وتضيق صدور هم ويفتت أخبارهم ويمغص أمعاؤهم ويفشل ركبهم….، ورغم ورغم ورغم….، إلا أن النظام الجزائري المارق والخبيث لم يستطع على ذلك صبرا وسارع ،كعادته، إلى إفشاء الخبر وهو ما يعد خطأ دبلوماسيا خطيرا وسلوكا صبيانيا ومراهقيا وحديثا نسويا، كما تم إطلاق العنان لكلابه من الإعلام القذر وقنوات الصرف الصحي والجرائد المرحيضية للهجوم على فرنسا والمغرب….
وصار هذا التصرف الأرعن حديث قصاصات وكالات وقنوات الإعلام الدولية التي تقززت من هذا التصرف الخطير واللا مسؤول وأجمعت على أن النظام العسكري الجزائري فقد البوصلة وما تبقى له من حبة المصداقية والثقة إن وجدت…
لم يكتب النظام العسكري الجزائري المتهور بما قامت به أبواقه وأزلامه الإعلامية وتحت تأثير الصدمة الموجعة، قام بنشر بيان حول الموضوع وبأسلوب العصابات والصعاليك واللصوص المهزومين المدحورين والذي تناولته مختلف وسائل الإعلام الدولية ليس بالتحليل والتمحيص لكن بالسخرية والاستهزاء وكشفت عن الوجه الحقيقي لهذا النظام الذي لا يؤتمن جانبه ولا يشرف التزاماته ولا ينفذ اتفاقاته، وشعاره “كلام الليل يمحوه النهار وكلام النهار يمحوه الليل”، الأمر الذي جعل عصابة المرادية تسارع لسحب البيان من المواقع الرسمية الجزائرية….
لقد سبق أن قال جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ذات خطاب إن “مغربية الصحراء شيء لا جدال فيه ، ولكن كنا ننتظر.. أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار.. كنا نريد أن يعرف الناس النوايا الحقيقية لمن هم يُساكنوننا ويجاوروننا، ولله الحمد سبحانه وتعالى أن انكشف الغطاء”.