كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق تحتفي بتخرج الفوج الأول من ماستر مناهج التربية وقضايا الأسرة المعاصرة
عبد الكريم بن رزوق
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء يوم السبت 13 يوليوز 2024 حفل تخرج أول فوج من ماستر مناهج التربية وقضايا الأسرة المعاصرة حضره السيد عميد الكلية، ومنسق الماستر، وأساتذة الماستر، والخريجون، وعدد من الطلبة، والضيوف.
بعد افتتاح الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ محمد مفتاح أحد خريجي الماستر. تناول السيد عميد الكلية الكلمة، ذكر في بدايتها بشروع الوزارة في تنزيل إصلاحات المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي، والتي تهدف، في شقها المتعلق بتطوير الرأسمال البشري والدفع باندماج المغرب في مجتمع المعرفة، إلى إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية، بشكل يكرس التميز الأكاديمي والعلمي ويدعم الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، ومن بين إجراءاته تحيين الضوابط العلمية والبيداغوجية من أجل تكوين جيل جديد من طلبة الدكتوراه بمعايير دولية، وإرساء تعديلات جديدة بسلك الماستر ابتداء من الموسم الجامعي المقبل 2024-2025. كما أكد السيد العميد في كلمته أن من مؤشرات تميز هذا الماستر طبيعة تخصصه، وتنوع وحداته، واستقطابه لكفاءات من مجموعة الشعب والتخصصات كالعلوم الشرعية، والقانونية، وعلم النفس والاجتماع…
وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور شفيق لامة منسق ماستر مناهج التربية وقضايا الأسرة المعاصرة بالحضور، مؤكدا أن تنظيم حفل تخرج الدفعة الأولى يعد حدثا استثنائيا ومميزا، يحمل في طياته أسمى المعاني، فيه تحتفي الكلية بثمرة أعوام من العمل والمثابرة من أجل الارتقاء بالمعرفة العلمية في المجال الأسري. فهذا التكوين يستجيب للاحتياجات المجتمعية، ويبرز دور الاسرة، والتي تزرع في حضنها المبادئ، ومن مدرستها تتخرج الأجيال. وتتجلى قيمة هذا التكوين في المساهمة في أداء مهمة الإصلاح والتبليغ بتخريج كوكبة من الخريجين المتخصصين، المنفتحين على مجالات معرفية متنوعة، والذين سيكون لهم دور في الارتقاء بالأسرة المغربية والإسهام في استقرارها.
وأكدت الطالبة عزيزة ملدي في كلمة باسم الطلبة عن جودة التكوين، وتنوعه، وانخراط الأساتذة الوازن في تنشيط المحاضرات، وتأطير البحوث والأعمال الموجهة.
وأشادت كلمات باقي الأساتذة بطبيعة التكوين وقيمته، وذكرت بالأدوار المجتمعية المنتظرة من الخريجين، وقدمت عددا من التوجيهات المتعلقة بمواصلة التكوين الذاتي، وآفاق البحث في المجال الأسري في سلك الدكتوراه.
للإشارة، فالماستر، الذي انطلق موسمه الأول في شتنبر 2021، يهدف إلى تمكين الطلبة من معارف معمقة في المناهج التربوية ونظام الأسرة وقضاياها المعاصرة، وإلى تكوين متخصصين في قضايا الأسرة ملمين بالحقول المعرفية الخادمة لهذا المجال. وبناء عليه خصص الفصل الأول لمواد العلوم الشرعية، وتضمن وحدات أحكام الأسرة في القرآن والسنة، والقواعد الفقهية المتعلقة بالأسرة، والقيم الإسلامية وبناء الأسرة، ومسؤولية الأسرة بين الحقوق والواجبات. أما الفصل الثاني فاهتم بالأسرة وعلاقتها بعلم النفس وعلم الاجتماع، من خلال وحدات الأسرة والمجتمع، وعلم النفس، وعلم النفس الأسري، وعلم الاجتماع الأسري والوساطة الاجتماعية، والمنازعات الأسرية والتأهيل للزواج. بينما خصص الفصل الثالث لوحدات دراسية عنيت بالتواصل الأسري والتدبير المالي، والنوازل الأسرية والاجتهاد القضائي المعاصر، ومدونة الأسرة والحقوق الزوجية، والأسرة والاجتهاد القضائي، والمكتبة ومناهج البحث، ومناهج البحث في القضاء الأسري. مع تسجيل حضور اللغة الإنجليزية كوحدة من الوحدات المدرسة بالماستر.
أما رسائل البحث المقدمة لنيل دبلوم الماستر، والتي تمت مناقشتها من قبل طلبة الدفعة بنجاح، فقد كانت متنوعة، ولامست مجموعة من المواضيع والقضايا التي تهم الأسرة المغربية، ومن بينها الوظائف، والقيم، والتحديات، وتأثير مواقع التواصل على الاستقرار الأسري. كما تناولت مواضيع تتعلق بمسؤولية الأسرة في تربية الأبناء وتعليمهم، وتوجيههم المدرسي والمهني، وتفوقهم الدراسي، وتوازنهم النفسي، والإعاقة. وحاولت رسائل الماستر أيضا أن تجيب على إشكاليات أسرية تتعلق بالتنمية المستدامة بين الأجندة الدولية والاستراتيجية الوطنية، والتأهيل الزواجي، والنزاعات الأسرية، والإرشاد النفسي وفعاليته في إعادة بناء العلاقة الزوجية، أثر الايمان على الحياة الزوجية، التفكك الأسري وانعكاسه على الأطفال، ومقاصد الشريعة في مدونة الأسرة، والتعليل بالمصلحة في قضايا الأسرة، وأثر العرف والعادة في قضايا الأسرة.
كما تم طرق مواضيع أسرية من أبواب الفقه والتشريع والعمل القضائي كشهادة المرأة، وفض المنازعات الأسرية، والتحكيم بين الزوجين، وأحكام النسب، والأموال المكتسبة بين الزوجين، والعوارض الزوجية، والولاية في الزواج، والكد والسعاية، والطلاق، وحقوق الطفل.
هذه المواضيع تنسجم مع خطاب العرش في يوليوز 2022، والذي أكد فيه جلالة الملك على تعزيز تماسك الأسرة، من خلال اعتماد مدونة متقدمة تراعي المصلحة الفضلى للطفل وتصون حقوقه في كل الظروف والأحوال، ودعا فيه إلى فتح ورش جديد لتعديل مدونة الأسرة من خلال تقييمها وتقويمها لمواجهة اختلالاتها ومعالجة النقائص التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها.
وقد عرف الحفل تقديم عرض شريط فيديو من إنجاز الطلبة يبرز شروط الماستر، وأهدافه، ووحداته، وإنتاجات الطلبة، وعناوين رسائلهم الجامعية، ويوثق لمساهماتهم في عدد من اللقاءات والندوات الوطنية التي تعنى بقضايا الأسرة، كما تخللته وصلات إنشادية. وتم خلاله تقديم شواهد النجاح للطلبة، وعدد من الشهادات الرمزية للأساتذة اعترافا بمجهودهم وانخراطهم المتميز طيلة فترة التكوين.