المظلة الملكية راعية للمغاربة أجمعهم
عبد السلام المساوي
تحل الذكرى الخامسة والعشرون لاعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية ، وهي مناسبة غالبا ما يتم استحضارها للحديث عن بعض إنجازات هذه الشخصية العظيمة ذات الحس الإنساني ؛
ويكفي استعراض حصيلة إنجازات المغرب طيلة العقدين ونصف من حكم محمد السادس ، للوقوف عند التحديات ، التي رفعها المغرب ، على جميع المستويات ، وتأكيد نجاح الرؤية الملكية المهيكلة ، التي حولت المغرب إلى فضاء للأوراش التنموية ، والإقلاع في جميع القطاعات ، عبر مخططات استراتيجية ، كان لها انعكاس على التنمية البشرية والإجتماعية ؛
وبدون شك فإن هاته الذكرى الغالية على نفوس المغاربة تأتي في ظروف خاصة وتقلبات جيوستراتيجية ومناخية استثنائية إن على المستوى الوطني أو الدولي ، وهو ما يفرض الرجوع للقرارات الملكية الحاسمة التي كانت تبعث على التفاؤل والثقة في المستقبل وتحول الأزمة إلى فرصة ، بفضل ما يرمز إليه الملك من ضمانات دستورية ودينية وتاريخية . فكل ما أعلنه الملك من توجيهات وتعليمات ، منذ اعتلائه العرش وإلى اليوم ، كان يشيع الاطمئنان ويبعث على التفاؤل بحتمية الخروج من الأزمة والإقلاع الصحيح لبلادنا نحو آفاق التقدم والبناء الديموقراطي والتنمية الشاملة للبلاد رغم حالة اللايقين التي يعيشها العالم ؛
من الصعب في هذا المقام سرد كل ما أنجزه الملك محمد السادس خلال 25 سنة من الحكم ، لكن يمكن أن نجمل القول في أننا كنا أمام ملك يحصي كل صغيرة وكبيرة ، ويختار بعناية فائقة متى يتدخل وكيف يتدخل وأين يتدخل لتبقى للدولة هيبتها وللمواطن كرامته وللمؤسسات مكانتها .
لقد شكل عيد العرش دوما مناسبة للتأكيد أن المغرب قوي بوحدته الوطنية ، وإجماع مكوناته حول مقدساته ، وهو قوي بمؤسساته وطاقات وكفاءات أبنائه ، وعملهم على تنميته وتقدمه ، والدفاع عن وحدته واستقراره .
ارتضينا لنفسنا هاته المظلة الملكية راعية للمغاربة أجمعهم ، بمختلف أعراقهم ، وأنسابهم ، وجذورهم ، وأصولهم ، وألسنتهم ، ودياناتهم ، وكل ما يصنع الكون في الإنسان من اختلافات …لدينا ما يكفي من النبوغ المحلي لكي نعرف كيف نجمع هاته الفسيفساء المغربية الخاصة من نوعها في قالب واحد ، ينبض بقلب واحد ، حبا وانتسابا وإيمانا بشيء واحد : الوطن ، المغرب .
كل عيد عرش مجيد والمغاربة ، ملكا وشعبا ووطنا وأمة ، بألف ألف خير .
دامت لهذا المكان رحابة بركته ، وشساعة قدرته على مواجهة الأذى الكبير بالصبر الأكبر عليه .
ودامت لنا هاته القدرة على مواجهة من لا تاريخ لهم بكل هذا التاريخ .