رحم الله “الديس”
طلقة حبر / وجدة سبور / كل يوم السبت
رحم الله “الديس”
حسن الزحاف
بالأمس كانت فرق المنطقة الشرقية لكرة القدم تزخر بنجوم تتعدد بفضلها محطات المتعة والاكتساح بلاعبين يعتبرون منتوجا محليا مائة بالمائة، ترعرعوا بين أحضان فرقهم، ينامون ويستيقظون على نغمات ألوانها وعلى خطوات سابقيهم…
بالأمس كان رقم 10 بمثابة وسام استحقاق لا يمنح إلا للطيور المغردة طيلة وقت المباراة… لقد كان “الديس” هو المنسق والموزع والمفكر وقائد جوقة الأوركسترا المبدع، يحمل في قدميه متعة الإبداع، يهدي الفطائر الرائعة، يؤكد تواجده في المساحات المشتعلة، باستطاعته قلب موازين أي مباراة وفي أي لحظة، يقدم بسخاء فرص التهديف…
ذلك زمن الروائع، فقد كنت أجد في كل فريق، علا أو قل شأنه، نجما لا يباهى… أسماء حملت “الديس” وأرسلت الضوء… فمن منا لا يتذكر مغفور والإدريسي من المولودية الوجدية، حدادي وفراس صاحب الكرة الذهبية الإفريقية من شباب المحمدية، العلوي من نهضة سطات، بوطيب من المغرب الفاسي، نومير من الاتحاد البيضاوي، باموس والتيمومي من الجيش الملكي، ولد من رجاء بني ملال، محروس من جمعية سلا، بوحوت من الاتحاد الإسلامي الوجدي، جبران من النادي القنيطري، الوردي من الفتح الرباطي، بن ادريس من الاتحاد القاسمي، بيتشو من الرجاء البيضاوي، عزيز الدايدي من النادي المكناسي، ادريس يغشا من الدفاع الحسني الجديدي…
عشرات الكنوز التي غزت القلوب العاشقة للكرة، وأي ناخب وطني كان يجد متاعب الدنيا كلها في اختيار البعض منهم…
أما اليوم، فقد رقم 10 هيبته وقيمته ومكانته لدرجة أصبح فيها بخس الثمن، سهل المنال يحمله كل من هب ودب من منعدمي الذكاء والمهارة… فغابت الفرجة وضاع كل شيء.
اليوم، لم تعد قلوبنا تخفق وهي تتابع اللقاءات الكروية، لم نعد نرتعش ونحن نتابع عطاءات اللاعبين مثل زمان، لقد كان السحر ينتابنا قبل المباريات وبعدها، كان يسيطر على أعصابنا، كانت متابعتنا ومشاهدتنا للرقم 10 كموجة غريبة تنعش الأبدان، كل ذلك صار اليوم ذكرى جميلة نعيش على أنقاضها، وماض مشرق أخذ حماسه جذوتنا، لينطفأ قنديلنا في وحشة الظلام وقاطعا كل ما له صلة في دواخلنا مع ذلك الأمس المشرق، والزمن الجميل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
حسن الزحاف