عندما تتحول الأخطاء التحكيمية الى مجزرة..!!
بقلم : محمد علاوي
على هامش المقابلة التي احتضنها الملعب البلدي لبركان يوم الاحد بين الفريق البرتقالي والرجاء البيضاوي والتي انتهت باقتسام النقط وهذا يدخل في إطار المنافسة الافريقية، وما افرزته هذه النتيجة لم ترق الكثير من الناقمين الحاقدين ولم يجدو إلا ان يحركوا أقلامهم القزحية ويفتحو افواههم نتيجة بعض الاخطاء التحكيمية التي وقع فيها الحكم الكاميروني ووجدت بعض الاقلام الرصيفية ملاذها معتبرا ما حدث هو فضيحة بل ذهب البعض الى اعتبارها مجزرةوكأن الامر يتعلق بحرب وليس بمقابلة في كرة القدم ليس إلا، فعلا هناك اخطاءمثيرة للجدل وقابلة للنقاش من طرف مختصين في المجال التحكيمي، ولكن ان ننعت هذه الاخطاء بالمجزرة فهذا ليس من ادبيات واخلاقيات الصحافة الرياضية واعتقد ان هذه الجعجعة لاتقام الا عندما يخطأ في حق بعض الفرق المعروفة بالبكاء ( البكايا)، فلماذا لم تتحدث الصحافة وتصف ما حدث لحسنية اكادير بمجزرة عندما حرمها الحكم من ضربة جزاء واضحة، فالكل التزم الصمت ولم يستطع ان ينصف الفريق السوسي. فإذا كنا نعاتب الجماهير على احداث الشعب فهناك أقلام ملونة تحرض على الشغب وتخلق العداوة بين الجماهير والنوادي. .. واذا اخطأ الحكم فهذا لا يستدعي هده الضجة وهذا البكاء وتلفيق التهم المجانية ذات اليمين وذات الشمال هده النتيجة كانت عادية ولم تكن وليدة هده المقابلة فالرجاء يعرف مشاكل مادية وتقنية وتسييرية، والدليل انه عجز عن هزم اوطوهو والحسنية وانهزم برباعية مذلة امام بركان، وانهزم في الكلاسيكو امام الجيش… و… و… و وبالتالي وجدوا في هذه فرصة لتعليق شماعة فشل الفريق في تسيير اموره وهذه السياسة الفاشلة ما دفعت بهم الى التهديد والوعد والوعيد والانسحاب والبكاء ، كل هذه الامور لتضليل الجماهير الرجاوية التي تدرك عمق الازمة وسوء قيادة نادي الرجاء.
ووصف الاخطاء التحكيمية بالمجزرة اهانة وفضيحة من العيار الثقيل واكثر مما ارتكبه الحكم من تقديرات مجانبة للصواب بالرغم ان ليس هناك اجماع حول هذه التقديرات فهناك من لم يشاهد حتى اللقاء فنصب نفسه كخبير تحكيمي يحرم ويحلل وهو لا يعرف حتى كيف يعلق على مباراة في كرة قدم، ولكن هذه هي مواصفات الاعلام الخاوي الذي تحركه العواطف والحقد وتبخيس نجاح بعض الفرق التي تنشط البطولة وترسم على مسار جيد في البطولة الافريقية، والنهضة البركانية لا تحتاج الى حكم او السي لقجع ليدفع بها الى الامام ولو كان الامر كذالك لحقق الفريق البرتقالي كأس الكاف في السنة المنصرمة، ولأذكر البعض الذين لا يتوفرون على ذاكرة قوية أن النهضة كانت قوية في مجموعتها و بأفضل رصيد في كل المجموعة بدون سند تحكيمي ..وهي ماضية في تحقيق نفس الانجاز هذه السنة وسوف تكون اول المتأهلين والاكثر من ذلك سيكون مصير الفرق الثلاثة تحت رحمة البرتقالي.
ان كرة القدم مجرد رياضة واخلاق والاخطاء التحكيمية جزء من اللعبة، ولكن من ينعتها بالمجزرة فعليه ان يسد دكانه ويبيع مواد اخرى افضل من جعجعة بدون طحين ، او محنط مبرمج فقط على محاباة الفرق الكبرى خوفا من جماهيرها…