صدمات الرهانات الخاسرة…كفى عبثا أيها الأغبياء !
عبد السلام المساوي
أحاول أن أتخيل وقع تواتر الأخبار حول افتتاح دول إفريقيةلقنصليات لها في أقاليمنا الجنوبية وخاصة بمدينتي العيون والداخلة، واعتراف دول عظمى كأمريكا ، اسبانيا وفرنسا ، العرب وافريقيا بمغربية الصحراء ، على صانع القرار الجزائري فيخذلني خيالي.
أعرف تمامًا مدى قوة الصدمة، وأحاول التعرف على رجاتها في الإعلام الرسمي الجزائري. وفي الواقع فإن الدبلوماسية الجزائرية قد أعطت إشارة انطلاق الهجوم المتجدد على المغرب الذي تم نعته بشتى النعوت تبدأ بالاستعمار وتنتهي بالاحتلال. طبيعي أن يصدر مثل هذا عن جهة راهنت على حصان البوليساريو الخاسر ورهان الانفصال البليد.
أنا لا أتحدث عمدًا عن جبهة الانفصال لأنها مأمورة في البداية وفي النهاية وهي بالتالي ليست لا في العير ولا في النفير كما يقال.
إن الطامة الكبرى في حضن صانع القرار العدائي، الأصيل وعليه وحده تقع المسؤولية في الذي آلت إليه أوضاع المغرب الكبير الذي كان حلمًا فحوله صانع القرار العدائي الجزائري إلى مجرد وهم في أحسن الأحوال.
لم يعد هناك من شك في أن البوليساريو الانفصالية قد أصبحت مفلسة على المستويات كافة.
فبالاضافة إلى إفلاسها السياسي، لم يعد لديها ما تقوم به غير ضرب أخماس في أسداس، وفبركة اتهامات مثيرة للسخرية حول بلادنا التي لها الريادة في الديبلوماسية الحكيمة والناجعة باعتراف الخصوم والأعداء قبل الأصدقاء.
ولأن الأمر بهذا الوضوح، فإن السؤال الحقيقي موجه إلى الأمم المتحدة وأمينها العام، الذي يبدو أن قيادة الانفصال تحاول جرهما إلى تفاهاتها التي لا تنتهي.
فمتى ستقول الأمم المتحدة لقيادة الانفصاليين ورعاتها كفى عبثًا أيها الأغبياء؟.
إن مجرد التفكير في الاقتراب من مدنيين في زمن النزاعات المسلحة ، يعتبر جريمة ضد الإنسانية، ويضع صاحبه في خانة المارقين والإرهابيين والدمويين الذين يكون مكانهم الطبيعي محاكم العدل الدولية ، وبعدها السجون وتنفيذ العقوبات القاسية .
لقد تابع العالم برمته ، يوم السبت 09 نوفمبر 2024 ، كيف اختارت الجماعة الإرهابية في تندوف انطلاق احتفال لمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء لتحرير الصحراء المغربية من الاستعمار الإسباني، للتخابر مع جنرالات قصر المرادية بالجزائر ، والتوصل بالإذن لإطلاق صواريخ على مواطنين عزل ، كانوا يحتفلون مع أبنائهم وزوجاتهم وشيوخهم ، في خيام منصوبة لهذا الغرض .
ولم تتأخر الجماعة الإرهابية ، لحظة ، في تنفيذ التعليمات العسكرية التي توصلت بها من الجزائر ، وأطلقت النار على بعد أمتار من مواطنين مغاربة ، لم تخلف ( لحسن الحظ ) ، خسائر في الأرواح ، لكنها أكدت مرة أخرى ، الطبيعة الإجرامية والدموية للشرذمة الانفصالية .
ولا تعدم الأمم المتحدة من خلال التقارير التي تتوصل بها من المبعوث الخاص للأمين العام ، أو بعثة ” مينورسو ” ، الحجج والدلائل والوقائع المصورة ، حول الاعتداءات المتكررة لمرتزقة الإرهاب على المدنيين العزل ، كان أفظعها تعرض ثلاثة أحياء في السمارة ، في 29 أكتوبر 2023 ، لأربعة انفجارات ، أسفرت عن مقتل شاب وجرح ثلاثة آخرين .
ويفضح هذا السلوك الدموي تجاه المدنيين ، العقيدة الإرهابية المتفشية وسط مرتزقة ” بوليساريو ” ، كما يؤكد صحة التقارير التي تحدثت بإسهاب عن هذا التوجه . ومن بين العناوين الكبرى لهذه التقارير نقرأ أن ” جبهة بوليساريو ” منظمة إرهابية وإجرامية .
ونفذ الصبر المغربي الجميل …إن ما يجري في ساحتنا المحلية والاقليمية والدولية يساعدنا هنا في المغرب على وضع نقطة النهاية لملف طال انتظار حله ، يسمى ملف وحدتنا الترابية ، ومن حركوا العداء لهاته الوحدة الترابية منذ سبعينيات القرن الماضي يعرفون ذلك جيدا ، لذلك دفعوا أقزامهم والانفصاليين وبقية الدمى لكي ترتكب ما ترتكبه من حماقات لأجل دفعنا نحو الخطوات غير المحسوبة .
هذا البلد لا يرتكب خطوات غير محسوبة .
هذا البلد دولة وهو يعرف أنه يواجه عصابة تمولها وتدعمها ” بعض الأطراف ” .
هذا البلد متأكد أن تلك الصحراء جزء منه وأنه جزء من تلك الصحراء .
لذلك لا إشكال اطلاقا . صبرنا وفق ما يسمح به الصبر المغربي الجميل ، وبعدها مررنا الى السرعة القصوى ، وقررنا أن وحدتنا الترابية تستحق التضحية لأجل اليوم مثلما ضحينا لأجلها بالأمس ومثلما سيعلن القادمون بعدنا أنهم سيضحون لأجلها في قادم الأيام .
ان روح ثورة الملك والشعب كانت حاضرة في المسيرة الخضراء .وإن روح المسيرة الخضراء ، التي أطلقها الراحل الحسن الثاني ، بقيت مستمرة ومتواصلة الى اليوم ، وهذا نهج مغربي يصبو نحو الحداثة والحكامة والتنمية المستدامة . وبروح المسيرة الخضراء ستظل الصحراء مغربية بشرعيتها وبنمائها وبازدهارها .