هكذا تم تكريم استاذ تارودانت بعد ما يناهز 10 سنوات من العطاء الجاد والمسؤول لأبناء المغرب المنسي في الفيافي
نزهة مجدي
ما يناهز 10 سنوات من المنفى بجبال رودانة الكئيبة
ما يناهز 10 سنوات من العطاء الجاد والمسؤول لأبناء المغرب المنسي في الفيافي…
ما يناهز 10 سنوات من غربة الوطن لأجل تأدية رسالة نبيلة بضمير مهني خالص…
ما يناهز 10 سنوات من المعاناة من البرد والبنية التحتية المهترئة وانعدام التغطية والكهرباء والماء الصالح للشرب والعزلة داخل المجالات الجبلية بأجر زهيد…
ما يناهز 10 سنوات من الحرمان من أبسط شروط الحياة الكريمة لتعليم أبناء البؤساء…
اليوم يكرم الأستاذ بوجمعة عن أدائه الجاد والمسؤول، عن عمله الجيد بضمير مهني خالص وتضحيات جسيمة، يشهد بها زملائه الذين يستقبلون تلاميذه بمستوى معرفي ولغوي جيد، يكرم بعشرة أشهر سجنا نافذا مع غرامة مالية تقدر ب 40 ألف درهم، في محاكمة دامت ست ساعات، ست ساعات قامت بتقييم تلك السنوات الضائعة من عمره وشبابه وهو يؤدي الرسالة النبيلة، ست ساعات طالب فيها محامية الدفاع بغرامة مالية تقدر بعشرين مليار وكأنه المسؤول عن تهديم البيت الأبيض، ست ساعات كانت كفيلة لتنهي مساره المهني وترمي به داخل زنازن السجون…
الأستاذ بوجمعة كانت لديه إمكانية للانعتاق والحريه، وهي الصلح بينه وبين أهل التلميذة ومنحهم مصاريف العلاج، لكنه رفض بشكل قطعي اي وساطة للصلح، وظل يقر بدفاعه عن براءته ولو كان ثمن البراءة الإعدام، فبأي وجه يطلب الصلح والصفح وهو بريء!!
لقد تم محاكمة المدرسة العمومية اليوم فاخفض رأسك انك استاذ اخترت الصمت على هذه التعسفات الممارسة في حق الأساتذة…
لقد انتهكت اليوم حقوق أسرة التعليم فاخفض رأسك فارتكانك في الزاوية جزء من هذا الشطط القانوني الممارس على مربي الأجيال…
لقد سقط غطاء القانون الذي يحمي الأستاذ اليوم فلا تتعجب ان طأطأ رأسه اليوم ذليلا فجبننا و انتهازيتنا وخشيتنا من الاقتطاعات يؤدي ثمنها الابرياء…
ليوم بوجمعة وغدا أنت فماذا نحن فاعلون لانصافه!!!