بعد اعترافه بمغربية الصحراء، عمار سعداني الأمين العام الجزائري الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني مهدد بالسجن
عبدالقادر كتــرة
قرر عمار سعداني، الأمين العام الجزائري الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، الاستقالة من عضوية اللجنة المركزية للحزب، حسب ما أوردته جريدة “لو سوار دالجيري” الناطقة بالفرنسية، ويوجد حاليا في حالة فرار بالعاصمة الفرنسية “باريس”، ولم يستجب لاستدعاءات الأمن الوطني الجزائري غير ما مرة مخافة اعتقاله وتلفيق تهم له.
وطلب الأمين العام الجزائري الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني في رسالة وجهها إلى الأمين العام بالنيابة “علي صديقي”، إعفائه من جميع النشاطات الحزبية، وبرر قراره بظروف عائلية وخاصة.
وتابع سعداني في رسالته “مع تحياتي الخالصة لكم من اللجنة المركزية والمكتب السياسي والقاعدة النضالية والسلام”، وختم رسالته بالتوقيع “أخوكم عمار سعيداني عضو اللجنة المركزية”.
وكان سعداني قد استقال في أكتوبر 2016، من الأمانة العامة للحزب في ختام أشغال الدورة العادية للجنة المركزية، بعد نحو ثلاث سنوات ونصف من انتخابه خليفة للأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم.
وبرز سعداني خلال توليه قيادة الحزب بانتقاداته المتكررة لجهاز الاستخبارات ومديره السابق الفريق محمد مدين، المعروف بـ”الجنرال توفيق”، وطالب باستبعاده من منصبه، وهو ما حصل في شتنبر2015، حيث أقال الرئيس السابق بوتفليقة الفريق مدين بعد 25 سنة من توليه منصب مدير دائرة الاستعلام والأمن، وألحق الجهاز برئاسة الجمهورية.
وسبق لعمار سعداني أن قال في تصريح جريء ، خلال حوار مع “TSA الجزائر” (أول موقع إلكتروني جزائري) يوم الخميس 17 أكتوبر 2019، أنه من الناحية التاريخية، الصحراء مغربية وليست شيء آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين، “وفي رأيي أن الجزائر التي تدفع أموالا كثيرة للمنظمة التي تُسمى “بوليساريو” منذ أكثر من 50 سنة، دفعت ثمنًا غاليًا جدًا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة “.
سعداني الذي يعدّ من أبرز رجال العمل السياسي في الجزائر، وأكثرهم إثارة للجدل وجرأة على “التابوهات” السياسية، شدد على أن العلاقة بين الجزائر والمغرب، هي أكبر من هذا الموضوع، مضيفا ” والآن الظرف مناسب، لأن هناك انتخاب رئيس جديد وتغير في النظام التونسي، والجزائر مقبلة على انتخابات وهناك تغير في النظام، كما أن ليبيا تعيش تحولًا”.
وعبر عن أمله في أن هذه المتغيرات يمكن أن تؤدي لإعادة إحياء المغرب العربي كما طالب به قدماء جبهة التحرير وأيضًا الأحزاب الوطنية في كل من المغرب، الجزائر، تونس وشمال إفريقيا.
وأشار في آخر تصريحه إلى أن موضوع الصحراء يجب أن ينتهي وتفتح الحدود وتُسوى العلاقات بين الجزائر والمغرب، مذكرا بأن الأموال التي تُدفع لمنظمة “بوليساريو”، والتي يَتجَوّل بها أصحابها في الفنادق الضخمة منذ 50 عامًا، “:فإن سوق أهراس والبيض وتمنراست وغيرها، أولى بها. هذا هو موقفي سواء أغضب البعض أو لم يعجب البعض الآخر”.
وبعد اعترافه بـ “مغربية الصحراء”، اتهمت مُنظمة جزائرية ب”الخيانة والعمالة للمغرب” وفتحت ما تُسمى بـ”اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي” النار على عمار سعداني ووصفته بـ “العميل الخائن”.
وقالت اللجنة في بيان لها، نشره الموقع الإخباري “سبق برس” المحلي: ” لقد سقطت الأقنعة، وظهر الوجه الحقيقي لعمار سعداني ” شخص مغامر بلا ضمير، اخترق أعمال الدولة وحزب جبهة التحرير الوطني، بفضل حسابات خاطئة للبعض، والرضا غير المسؤول عن أنصار السلطة الآخرين”