عندما تصبح وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي فرصة التافهين للظهور والانتشار
.allal zohri
لقد وفّرت وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي للتافهين فرصة للظهور والانتشار، بعدما تطبّع الناس تدريجيا مع هذا العبث، من خلال الدفع بنكرات ومجاهيل ومغمورين لم يكونوا شيئا إلى مدارج الشهرة ومصاعد النجومية نتيجة قيامهم بأعمال “عبثية” وأمور “تافهة”، وعن هذا الوضع قال ذات مرة الروائي الأمريكي جورج سانتايانا “حب الشهرة أعلى درجات التفاهة”
غير أن صناعة التفاهة لا تنحصر في وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، حتى وإن ظلت مصدرها الأول بلا منازع، بل تتعداها إلى مسألة تسطيح الثقافة، وإلغاء القيم، والتباس المفاهيم… حينئذ تكثر الوجوه وتتعدد لدرجة يختلط فيها الصالح بالطالح، فلا يُعرف أهل العلم عمن لبسوا ثوبه، وأصحاب الحق عن مدعيه.
صور التفاهة أكثر من أن تحصى في عالم اليوم، بل إنها وفق ما يبدو تحولت إلى نظام كامل على مستوى العالم، بعدما ارتبطت بالديكتاتورية والاستبداد وتزييف الإرادات الجماهيرية للناس، والنفاق الاجتماعي المنتشر كثيرا في مفاهيم وعقليات الأمم والشعوب حاليا، وبالكذب والتضليل اليومي لوسائل الإعلام… فلا مكان للعقل، ولا حاجة إلى الحس النقدي، فقط إلتزم القواعد كما وضعت.
لا بديل إذن عن المقاومة، “فما دمت تقاوم فإنك لم تنهزم” كما يقول المثل… لقد صار فرضا علينا أن نعيد الاعتبار إلى المفاهيم الكبرى من أجل التصدي للغة الإدارة الفارغة التي تقودنا، صار علينا أن نحيي مفاهيم في طريقها إلى الأفول مثل المواطنة والحقوق والمصلحة العامة… وأن نعيد إحياء التلازم بين الفكر والعمل، فلا فصل بينهما