بلاد المَخزن وبلاد كورونا
رمضان مصباح الإدريسي
العِرق دسَّاس:
مهما تنكر المتنكرون،بارتداء الأسمال المهترئة ،والسطو على متون التجهيل وحقوق تأليفها ؛وهم يضربون أكباد الإبل للاستمرار في السلطة أو الوصول إليها ،بالنسبة للبعض ؛أو فض عروتها ،وإقامة” الخلافة على منهاج النبوة”،بالنسبة للبعض الآخر ؛فان جينات الضغينة والحقد على المجتمع دفعت بهم إلى شوارع بعض المدن – ليلا كالخفافيش- لتكسير طوق الحجر، الذي تسعى به الدولة/المخزن إلى تكسير سلاسل الفيروس لينكفئ عاضا على ذنبه مختنقا .
اختفى من ساحاتنا الكثير من سقط المتاع المحسوب على الدين ،كما تفرقت بؤر المحتالين على الدين والمتدينين والسذج؛فشُلَّت أجنحةُ الخفافيش ،وما عادت طيور الظلام والنار، هذه، تقوى على العبور إلى جزر الجهل، التي أقامتها في أدمغة الناس قِلاعا تذود منها عن أرزاقها ومصالحها.
وحينما أعلنت وزارة الأوقاف عن إغلاق المساجد ،لأن كل ديانات العالم أغلقت أبوابها ،وحالت دون معابدها ؛اهتبلها المفطومون عندنا فرصة لتحريض الناس على بدعة من العمل السياسي – وليس الديني – الأهوج والأخرق:
إخراج القواعد الجاهلة إلى الأزقة لتدوس على قوانين الدولة المدنية ؛رغم كل مستنداتها العلمية ،الوطنية والدولية، وحتى الشرعية.
وكيف لهم أن يقِرُّوا في منازلهم وهم يرونها هَبَّةً للعقل والعلم والطب والسلطة،تفضح كل السحرة والمشعوذين ؛وتقطع من الآن كل الأسباب والمسوح التي اعتمدوها،سابقا، في التدافع من أجل الكراسي القائمة؛أو تقويض الدولة وإفشالها ،وإقامة ما يرتضون ويسمونه كما يحلوا لهم ؛رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يزد على :”مُروا أبا بكرٍ فليصلِّ بالناس”؛ ومات عليها ؛ولو كان أوصى بأمر دنيوي سلطوي ، ما اندلعت صراعات السقيفة ،وما تسببت فيه من اقتتال وفرقة ،لا تزال آثارها بادية إلى اليوم.
وتستمر بهذا التسيب، من البعض، الثنائية القاتلة التي عصفت بنا سابقا ،حتى تحلَّلَنا الاستعمار فرائق قِددا:
بلاد السيبة وبلاد المخزن.
بفارق كون السيبة اليوم تحمل اسم “كرورونا”.
لا يفشو الفيروس ويمد قرونه إلا في الخرائط والحارات، التي لا يحضر فيها المخزن المخزني، والمخزن الصحي.
ولا تتقطع به السبل وتتفكك سلاسله ،إلا في مساحات الصرامة والضبط الشعبية، قبل المستشفيات المنتصبة للقضاء على الوباء ،خارج كل متون الدجل والشعوذة.
وأمطر الوباء أمنا مخزنيا:
وكما كان لبلاد السيبة قيادُها فان لبلاد كورونا اليوم دهاقنتها وتجارها وقطاع الطرق بها و”زطاطوها”.
تراهم وقد قطع الحِجر الصحي، المُحصن أمنيا ، أنشطتهم في مجال السرقة ،ترويج المخدرات ،التهريب ،الوساطة الرشوية ،وكل الأمراض المجتمعية؛(تراهم) من حيث لا يدرون يحاكون سيرة الوباء ،وهسيس انتشاره في الخلايا .
تطاردهم فرق الأمن والجيش والدرك ،فيتفرقون لتشتيت جهودها ،ودفعها إلى الملل لتمد السيبة كل أرجلها.
سيسعون ،بدون شك، إلى تقوية صفوفهم ،وتنويع خططهم ؛ولهذا أدعوا إلى الحذر ،ودعم الفرق الأمنية الميدانية بفرق أمنية إستراتيجية لكشف جميع الخطط المحتملة لمواطني السيبة هؤلاء؛خصوصا إذا استفحل الوباء وطال الحجر الصحي.
لقد بدا بعض المكبرين ليلا بوجوه شريرة داكنة و مُفللة، لا تمت بصلة إلى المسوح التنكرية لتجار الرقية السياسية؛ولا يفسر هذا إلا بميلاد تحالف هجين بين هؤلاء وهؤلاء لاستعادة بلاد السيبة والضباع والذئاب.
الأمن الصحي والأمن الأمني:
كمِّموا الأمن الأمني ودعموه بمتطوعين ،من رجال التعليم،يرتدون بزاتهم البيضاء ،ويساهمون في توعية المواطنين ،الذي لم يفهموا بعد أن الأمر خطيرا جدا ،وأن مجرد خروجهم إلى الشارع من المحتمل أن يحولهم إلى قتلة وبائيين لا يختلفون في شيء عن المجرمين.
لقد فوتت وزارة الداخلية على نفسها فرصة اعتماد شبكات التربية الوطنية ،من أكاديميات ومديريات ومؤسسات ،في توزيع وثائق التنقل وشرح اشتغالاتها للمواطنين .
لو فعلت ،وجندت اللوجستيك الإداري التربوي كله، لما وقعت في مشكل تجميع الجموع ،حول المقدم،وهي ترغب في تفريقها . لقد دفعت الوثيقة الجميع الى الرقص مع كورونا بكل تهور اداري.
إن رجال التعليم مدربون ومتمرسون على تدبير الامتحانات الاشهادية وكلها وثائق في غاية السرية،توضع أمام الممتحنين في لحظة واحدة ،وعلى المستوى الوطني.
ويبقى أن تستفيد من هذه الأطقم ،في القادم من الأيام ؛إذ المعركة الحقيقية لم تنشب بعد.
على الدولة أن توسع مساحات ثقتها ،وأن تترك مقدميها يتفرغون لأمور أخرى، منها رصد ذوي الحاجات المعيشية ،حتى لا يفترس أصواتَهم بعضُ المحسنين المزعومين.
لا بد من تجنيد جميع الطاقات للقضاء على الوباء ،ورش كل المبيدات على دعاة بلاد السيبة.
وتحيتي الخالصة لكل من قرّر وشمّر وبكّر وخاطر ،من أجل استمرار الوطن معافى بموطنيه .
إنهم اليوم الذخر ولا ذخر غيرهم ؛وان يهلكوا لا خير في كل شيء بعدهم.
هذا أوان الشد فاشتدي زِيَمْ ** قد حثَّها على السير داءٌ حُطم