قاسم مشترك بين الآلاف من وفيات جائحة “كورونا” في نيويورك ودفن الضحايا المجهولين في مقابر جماعية
عبدالقادر كتــرة
أعلنت جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، ارتفاع إجمالي الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في العالم إلى 1.850.527 والوفيات 114.245، وأن الولايات المتحدة تتصدر القائمة.
وبحسب آخر بيانات الجامعة، كان للولايات المتحدة الصدارة من حيث عدد الإصابات وبلغت 557571.
تلتها إسبانيا في المرتبة الثانية 166831، إيطاليا 156363، فرنسا 133670، ألمانيا 127854، بريطانيا 85208، الصين 83135، وإيران 71686.
كما سجلت الجامعة معدلات الوفيات بالفيروس في العالم، وكانت أعلاها في الولايات المتحدة عند 22105، تلتها إيطاليا 19899، ثم إسبانيا 17209، فرنسا 14393، وبريطانيا 10612.
في حين بلغ إجمالي عدد المتعافين من الفيروس في العالم 430623، غالبيتهم في الصين 77956، تلتها إسبانيا 62391، وألمانيا 60300.
بيانات جديدة أصدرتها نيويورك أظهرت قاسما مشتركا بين غالبية الوفيات التي ضربت الولاية منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، وفق تقرير لصحيفة “يو اس أي توداي” الأميركية، التي بدأت تنشر بيانات عن الموتى بالفيروس لترفع الوعي لدى السكان من مخاطر الفيروس.
ووفق تلك البيانات فإن غالبية الوفيات التي تجاوزت 4700 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد كانت بين الرجال، 86 في المئة منهم كانت لأشخاص عانوا من أمراض أخرى كامنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين 4758 حالة وفاة في نيويورك منذ 14 مارس، كان 61 في المئة من الرجال و39 في المائة من النساء، حسبما ذكرت وزارة الصحة في الولاية عن بوابة البيانات الجديدة، و63 في المئة من الوفيات من بين من هم في سن السبعين فما فوق، في حين أن 7 في المئة من الحالات كانت 49 سنة أو أكثر.
ووفق التقرير فإن 4089 من الذين توفوا كانوا مصابين بمرض مزمن آخر على الأقل، وبالترتيب كان المرض الأساسي الرئيسي بالنسبة لـ 55 في المئة من الوفيات هو ارتفاع ضغط الدم، فيما حوالي 37 في المئة كان المرض الرئيسي السكري.
وكانت الأمراض الكبرى الأخرى التي وجدت في أولئك الذين توفوا من الفيروس فرط الدهون؛ مرض الشريان التاجي، وأمراض الكلى والخرف.
وخصصت مقابر جماعية في إحدى جزر نيويورك لضحايا كورونا مجهولي الهوية، حيث أكد مسؤولون أميركيون، الجمعة 10 أبريل 2020، أن الأشخاص المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا الذين لم يطالب بهم أحد يتم دفنهم في مقابر جماعية لا تحمل علامات في جزيرة هارت بنيويورك، على يد عمال تم التعاقد معهم خصيصا لهذا المهمة.
واستخدمت سلطات نيويورك الموقع منذ 150 عاما لدفن الجثث المتروكة وتلك التي لم يطالب بها أحد، أو جثث سكان الولاية الذين لم يتمكن أقاربهم من تأمين تكلفة الجنازة والدفن لهم.
وقال متحدث باسم حكومة المدينة “سنواصل استخدام الجزيرة على هذا النحو خلال الأزمة، ومن المرجح أن الأشخاص الذين توفوا بسبب كوفيد-19 وتنطبق عليهم الشروط سيدفنون في الجزيرة خلال الأيام المقبلة”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن نحو 25 شخصا يتم دفنهم في جزيرة هارت في اليوم منذ أن بدأ انتشار فيروس كورونا المستجد الشهر الماضي، في حين أن مثل هذا العدد كان يدفن قبل ذلك خلال أسبوع.
وسجلت نيويورك 160 ألف إصابة بفيروس كورونا، أي أكثر من أي دولة خارج الولايات المتحدة، بما في ذلك الدول الأكثر تضررا في أوروبا مثل إسبانيا وإيطاليا، وبلغ عدد الوفيات في الولاية 7,844، بما يمثل نحو نصف الوفيات في الولايات المتحدة.
وجزيرة هارت -التي يبلغ طولها ميلا واحدا والواقعة في منطقة البرونكس- اشترتها المدينة من أحد مالكي الأراضي عام 1869 وحولتها إلى مقبرة لدفن المجهولين والفقراء، وتعد واحدة من أكبر المقابر العامة في نيويورك، حيث دفن نحو مليون جثة فيها.
ويتم دفن 1200 جثة في هذه الجزيرة كل عام، حيث توضع الجثامين في توابيت مصنوعة من خشب الصنوبر في خنادق، ولا توجد شواهد على القبور، بل فقط علامات بيضاء صغيرة تشير إلى الخنادق.
واستخدمت جزيرة هارت أيضا لدفن ضحايا الإيدز على مر السنين، وكذلك كانت سجنا خلال الحرب الأهلية الأميركية ومصحة لأصحاب الأمراض العقلية ومرضى السل وحتى قاعدة صواريخ خلال حقبة الحرب الباردة، وغالبا ما يشار إليها باسم “جزيرة الموتى” في نيويورك.