هل سيتأثر فيروس “كورونا” بالحرارة مع حلول فصل الصيف ؟
عبدالقادر كتــرة
تجاوز عدد المصابين بفيروس “كوفيد 19″، إلى حدود مساء يوم الجمعة 17 أبريل 2020، عتبة المليونين ومئة ألف مصاب حول العالم.
وقالت الوكالة، وفقا لحصيلة نشرتها اليوم الجمعة، إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 2.14 مليون إصابة، بينما توفي عالميا 143,744 شخصا جراء مرض “كوفيد-19″، لافتة إلى أنه تم الإبلاغ عن تسجيل إصابات في 210 دول حول العالم منذ أن تم الإعلان عن الإصابات الأولى في الصين في ديسمبر عام 2019.
وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية الدول التي سجلت أعلى عدد في الإصابات والوفيات، حيث بلغ عدد المصابين بكورونا هناك 668,079، فيما وصل عدد الوفيات إلى 33,284، تليها إسبانيا في المرتبة الثانية، حيث سجلت 182,816 إصابة، و19,130 وفاة، وجاءت إيطاليا بالمرتبة الثالثة فسجلت 168,941 إصابة و22,170 حالة وفاة.
أما رابعا، فحلت فرنسا التي سجلت 140,772 حالة إصابة حتى الآن و17,920 حالة وفاة، وجاءت ألمانيا في المرتبة الخامسة بفارق واضح بعدد الوفيات، حيث سجلت 3,804 وفيات، و132,730 إصابة بفيروس كورونا.
العالم كله ينتظر بفارغ الصبر، إزاحة كابوس فيروس كورونا، وعلى الرغم من التقدم العلمي، إلّا أنه ما زال قيد تطوير لقاح له، ويتوقع بعض عدد من العلماء أن الفيروس سيتأثر مع دخول فصل الصيف ويقل انتشاره بفضل ارتفاع درجات الحرارة، لكن عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، “ماريا فان كيرخوف ” تقول: ” ما زلنا نتعلم الكثير عن الفيروس ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيتصرف بشكل مختلف في بيئات مناخية مختلفة، ويجب أن نرى ما يحدث مع تقدم هذا الأمر”، وفق واشنطن بوست.
وكان علماء قد دعموا تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها إلى عدم الذعر من هذا الفيروس الذي سيختفي في أبريل بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن هناك عوامل أخرى قد تحول من ذلك، والتي تعتمد على درجة الانتشار وفعالية جهود احتوائه.
وتوصّل بحث جديد إلى أن الطقس الدافئ والرطوبة يمكن أن يبطئان من الإصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بحسب ما أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، لكن دراسة سلوك فيروس كورونا في درجات الحرارة المرتفعة والرطبة ما يزال قيد التنفيذ.
وقدّمت الدراسة، أدلة على الروابط بين درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة والمناطق الجغرافية التي ازدهر فيها الفيروس، إذ تشير إلى أن الفيروس سيتراجع في مناطق أمريكا الشمالية وأوروبا خلال أشهر الصيف.
وجهة نظر أخرى ترى عكس ذلك، حيث تقول عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، “ماريا فان كيرخوف “ما زلنا نتعلم الكثير عن الفيروس ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنه سيتصرف بشكل مختلف في بيئات مناخية مختلفة. يجب أن نرى ما يحدث مع تقدم هذا الأمر”، وفق واشنطن بوست.
وبحسب منصة تدقيق الحقائق “Factcheck” التابعة لمشروع “أننبرغ” بجامعة بنسلفانيا فإن فرضية اختفاء الفيروس في أبريل المقبل مع بدء درجات الحرارة في الارتفاع، ليست صحيحة.
“ستيفن مورس”، عالم الأوبئة بجامعة كولومبيا قال إن تحديد أبريل المقبل كإطار زمني لاختفاء الفيروس ربما يكون أشبه بالأمل والتمني أن يتشابه مع فيروسات الإنفلونزا الأخرى التي تتراجع حدتها في الصيف وتكون ذروتها في الشتاء، ولكننا لا نعلم مدى صحة هذا الأمر إلا في أبريل المقبل وعدم التعامل مع الفيروس باعتبار تأثره بالحرارة أمرا واقعا.
وتشير منصة “Factcheck” إلى أنه ربما كان بعض هذه التوقعات لها أساس علمي، ولكن الخطورة في التعامل معها على أنها حقيقة، إذ أن هناك فيروسات مرتبطة بالجهاز التنفسي تنحصر في فصلي الربيع والصيف، ولكن لا يزال العلماء يدرسون طبيعة كورونا المستجد.
من جهة أخرى، تحذر منظمة الصحة العالمية من أي رفع مبكر للحجر الصحي قد يعيد الوباء من جديد”، في غياب أي علاج في المدى القريب، باعتباره السلاح المتوفر حاليا في هذه المعركة العالمية ضد الوباء. ولذلك أطلقت المنظمة صفارات الإنذار باتجاه حكومات الدول للحيلولة دون أي رفع متسرع للحجر الصحي، لأن ذلك يعد، حسبها، “عودة الفيروس للانتشار من جديد”.
بالموازاة مع ذلك أوصت منظمة الصحة العالمية مختلف الحكومات، بضرورة إجراء تحاليل واسعة للمواطنين، لعزل المصابين عن غير المصابين، قبل مباشرة تدابير رفع الحجر الصحي والعودة إلى الحياة العادية، غير أن هذه الوصية التي أسمتها المنظمة “تحاليل… تحاليل… تحاليل”، ليست متاحة أمام الحكومات بالنظر إلى ندرة أجهزة التحاليل وعدم قدرة المصانع إنتاجها بالقدر الكافي، حيث فاجأ الوباء جميع الحكومات التي وجدت نفسها لا تتوفر على مخزونات سواء لأجهزة التحليل أو للكمامات وأدوية الإنعاش، مما زاد في حدة الأزمة الصحية، خصوصا وأن الصين المنتج رقم واحد عالميا لمثل هذه الأجهزة، توقفت مصانعها بعد تسجيل بؤرة الوباء الأولى بمدينة ووهان الصينية وتنفيذ حجر صحي لمدة 70 يوما.
وبين أولوية الحماية الصحية وبين تفادي الأزمة الاقتصادية، تقف مختلف حكومات العالم فوق صفيح ساخن، فمن جهة طول مدة الحجر الصحي دون بروز مؤشرات عن لقاح في الأفق، بدأ ينتج أزمات مجتمعية، ومن جهة توقف الاقتصاد لمدة طويلة أدخل الدول في مرحلة كساد ستكون لها عواقب وخيمة في المستقبل، لأن ما يجري الآن من أزمة لم يعرف العالم مثيلا له من قبل.