ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: (لوي دي جياكومو) (1900-1960) -الحلقة 32
بدر المقري
لعل في كشف الحجب عن ذاكرة مدينة وجدة المعرفية، ما يقوي العزم على إعادة قراءة مسارات وجدة التاريخية، باعتبار الظواهر والقضايا الثقافية والحضارية والتراثية التي تميزها. ولا يختلف اثنان في أن إعادة قراءة تلك المسارات، أمانة معروضة على أولي العزم من الباحثين.
ومن شأن تأمل مسار الشخصية التي اخترناها أنموذجا في حلقة اليوم، من سلسلة ذاكرة مدينة وجدة المعرفية، أن يوطد الاستجابة لنداءات وجوب القيام بحفريات معرفية جديدة في تاريخ مدينة وجدة و ذاكرتها الخصبة.
إن الأمر يتعلق بالمستعرب الفرنسي، الأستاذ الباحث (لوي دي جياكومو)، الذي ولد سنة 1900 في الجزائر العاصمة، وتوفي بالأندلس سنة 1960.
وقد اقترن اسمه معرفيا بثلاث محطات كبرى، أختصرها في ما يأتي:
1- كان (لوي دي جياكومو)، من خيرة أساتيذ اللغة العربية وآدابها في (ثانوية الفتيان) بوجدة (عمر بن عبد العزيز لاحقا)، ما بين 1940 و1957.
2- راكم (لوي دي جياكومو) من الخبرة المعرفية، ما جعل من (ثانوية الفتيان) (عمر بن عبد العزيز لاحقا)، ملحقة بمعهد الدروس العليا المغربية بالرباط (جامعة محمد الخامس ابتداء من سنة 1958).
3- شغف (لوي دي جياكومو) بالبحث في الأدب الأندلسي على عهد الموحدين، واختصاصه ما بين 1944 و1949 بالشاعرة الأندلسية المشهورة، حفصة بنت الحاج الركونية الغرناطية، التي توفيت بمراكش سنة 586 هجرية.