ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: (ريجيس ألبرطو) (1929-2010)-الحلقة 35
بدر المقري
لعل مما يثيره التعريف بشخصية هذه الحلقة، من سلسلة ذاكرة وجدة المعرفية، وضع السؤالين الآتيين:
– هل هناك معرفة محايدة؟
– هل هناك حالة تناف بين المواقف المبدئية والمقاربات الموضوعية؟
فأما السؤال الأول، فجوابه أنه ليس هناك معرفة محايدة، إن نحن سلمنا أن المعرفة ليست فقط أوعية من المعطيات والأفكار، بل هي بداهة اعتماد رؤية للأشياء. وأما السؤال الثاني، فجوابه أنه ليس هناك بتة حالة تناف بين المواقف المبدئية والمقاربات الموضوعية. ونختزل ذلك في قاعدة معرفية جليلة، أوردها مفخرة المغرب المريني، الإمام محمد المقري التلمساني (توفي سنة 759 هجرية)، في كتابه (القواعد) : (وما أحسن قول أرسطو، لما خالف أستاذه أفلاطون: تخاصم الحق وأفلاطون، وكلاهما صديق لي، والحق أصدق منه).
وإذا خصت هذه الحلقة بالتعريف بالباحث الفرنسي، الأستاذ (ريجيس ألبرطو)، فلأننا نذهب إلى أن الفضل الكبير يرجع إليه في بعث الاهتمام بتاريخ وجدة وذاكرتها، في أواخر ثمانينات القرن العشرين.
ولعل المتلقي يدرك جوهر سؤالي المقدمة، بما سأرويه له: رغبني الأستاذ (ريجيس ألبرطو) في أرشيفه الثري حول تاريخ وجدة وذاكرتها إبان المرحلة الكولونيالية، في رسالة بعثها إلي في منتصف سنة 2005، وأبدى استعداده ليهديني إياه، شريطة أن أتعهد كتابيا بأن نظام الحماية الفرنسية بالمغرب ليس منظومة كولونيالية. وكان الجواب معروفا…
ولد الأستاذ (ريجيس ألبرطو) بمدينة وجدة يوم 3 شتنبر 1929، وتوفي بإحدى ضواحي باريس الشمالية سنة 2010. وقد أهله نيل الباكالوريا في الرياضيات في (ثانوية الفتيان) (عمر بن عبد العزيز لاحقا) للتخصص بالرياضيات. وقد أصدر سنة 1996، كتابا في 186 صفحة، حول بديهيات (إقليدس الإغريقي) في الرياضيات.
ومن تمام أخلاقيات المعرفة، جرد الأعمال الخاصة بتاريخ وجدة وذاكرتها، التي أشرف عليها الأستاذ (ريجيس ألبرطو) وأصدرها ضمن منشورات مؤسسة (أبناء شرق المغرب) بفرنسا، متسلسلة زمانيا:
1- القسم الأول من كتاب (وجدة والعمالة) للنقيب (لوي فوانو)-1988-346 صفحة.
2- كتاب (وجدة وناحيتها في البطاقات البريدية القديمة)-1988-207 صفحة.
3- القسم الثاني من كتاب (وجدة والعمالة) للنقيب (لوي فوانو)-1989-232 صفحة.
4- القسم الأول من كتاب (وجدة في قرننا:1900-1956)-1991-289 صفحة.
5- القسم الثاني من كتاب (وجدة في قرننا:1900-1956)-1995-368 صفحة.
6- كتاب (وجدة-الفلاحة-الرواد)-2008-304 صفحة.