أكاذيب على البوندستاغ بشأن الصحراء المغربية
عبد القادر بطار-المغرب
عــز الدين قريوح-ألمانيا
يوم بعد يوم، يظهر بجلاء للعالم أجمع، مدى الحقد الدفين لبعض الأطراف بالجارة الجزائر، وتطاولهم على الوحدة الترابية المقدسة للمملكة المغربية، حتى ولو اقتضى الأمر اصطناع الأكاذيب والأراجيف والتأويلات المغرضة، التي سرعان ما يظهر زيفها وزيغها وابتعادها عن الحقيقة والواقع، كما حدث مع تقرير لجنة البوندستاغ حول الصحراء المغربية، الذي يروج له خصوم المغرب، رغم من كونه مجردَ كلام عادي، لا تأثير له من الناحية السياسية والقانونية.
من الواضح جداً أن التقرير المنسوب إلى لجنة بالبوندستاغ (البرلمان الألماني) الذي ركبت عليه بعض الأطراف المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية بالجارة الجزائر، كعادتها القديمة، حتى ولو كان مجرد مذكرة داخلية، كما هو الشأن بالنسبة لما يسمى بتقرير أو وثيقة لجنة البوندستاغ، فإنه في الواقع ليس وثيقة بالمعنى الدقيق للكلمة، ولا تقريراً رسميا صادراً عن البرلمان الألماني، وإنما هو مجرد كلام عادي كما سلف القول، يعبر عن رأي شخصي، لا يُعرف اسم كاتبه، ولا صفته، ولا يتبناه رسميا البرلمان الألماني.
نسجل بكل أسف شديد، أنه في ظل هذه الفترة الحرجة التي يمر بها العالم في مواجهة وباء فيروس كورونا، (كوفيد-19) والإشادة بالتدابير الاستباقية التي اتخذتها المملكة المغربية في هذا الصدد، ومع نفحات شهر رمضان الأبرك، وظروف الحجر الصحي، وهي كلها فُرَصٌ من شأنها أن تقوي روح التضامن والتسامح بين الشعوب والأمم، إلاَّ أن أطرافا نشازاً بالجارة الجزائر اختارت كعادتها القديمة، وبأسلوب أكثرَ مكراً وكذباً، الترويجَ لكلام غير ذي جدوى، يرجع إلى شهر مارس من سنة 2019 أطلق عليه إعلاميا تقرير لجنة البوندستاغ.
ومن خلال ما استنتجه الأستاذ عز الدين قريوح، محامي بألمانيا، وفاعل جمعوي، ومهتم بقضية الصحراء المغربية، ومؤلف كتاب: “النزع في الصحراء: الحكم الذاتي كحل رشيد” الصادر عن دار النشر الألمانية tredition بمدينة هامبورك الألمانية سنة 2015، أن هذا الإنشاء -كما فضل أن يطلق عليه- وليس تقريراً ولا وثيقة رسمية ،كما يروج له الإعلام الموجه من طرف لجارة الجزائر، ليست له أي قيمة تذكر، لا سياسيا ولا قانونيا، بل هو مجرد تقرير عادي، كما يظهر من خلال المعطيات الآتيــة:
أولا: أن كاتب هذا التقرير/الإنشاء، شخص مجهول الهوية، حيث لم تتم الإشارة إلى اسمه على غلاف التقرير ولا صفته.
وحسب ما توفر لدينا من معلومات فإن كاتب التقرير ينتمي إلى فريق مكون من باحثين خارج البرلمان الألماني، يشتغل تحت مظلة ما يسمى (بالخدمات العلمية).
ثانيا: كاتب التقرير/الإنشاء، وعلى الرغم من كونه مجهول الهوية، فإنه يساند الاستفتاء، الذي تجاوزه المغرب، وذلك باعتماد مبدأ الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي ووحيد، في ظل الاحترام التام للوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية.
علما أن جميع المبعوثين الشخصيين للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ومنذ سنة 2001 يعتبرون الاستفتاء مستحيل التطبيق، وبعيداً كل البعد عن الواقع.
ثالثا: من العلوم أنه في البرلمان الألماني أن لكل نائب الحق في أن يستعين ببعض الطلبة الباحثين بالجامعة في سلك الدكتوراه أو الماستر في إعداد تقارير حول موضوعات معينة.
رابعا: جاء في الصفحة الأولى من غلاف هذا التقرير/ الإنشاء، أن هذا التقرير لا يعبر عن رأي البرلمان الألماني، ولا عن إدارة تسيير البرلمان، ولا عن أي مؤسسة دستورية أو جهة رسمية أخرى.
خامسا: أن هناك أجماعا رسميا من طرف البرلمان الألماني بشأن ملف الصحراء المغربية، وأنه شأن موكول إلى منظمة الأمم المتحدة، في أفق إيجاد حل واقعي وتوافقي، وهو ما تسعى إلى تحقيقه مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب.
سادسا: أن الدولة الألمانية بجميع مؤسساتها وأحزابها الممثلة في البرلمان لا تعترف بما يسمى بالجمهورية الوهمية لمرتزقة البوليساريو.
سابعا: قد يكون وراء كتابة هذا التقرير/الإنشاء، بعض البرلمانيين الشيوعيين من ألمانيا الشرقية سابقا، والذين لا يخفون مساندتهم لمرتزقة البوليساريو لحاجة في نفوسهم.
ثامنا: أن هذا التقرير/الإنشاء، ليس صادراً عن البرلمان الألماني كمؤسسة تشريعية رسمية، وإنما هو تقرير/أنشاء، للجنة خارج البرلمان الألماني.
تاسعا: بتاريخ: 21 /12/2017 أن نفس اللجنة أصدرت تقريراً أعده أحد الباحثين بطلب منها، يقارن فيه الوضع الديمقراطي بمنطقة مينا (MENA) (منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تضم 24 دولة) حيث جاء في الصحة 10 من هذا التقرير بأن الوضع في الجزائر غير ديمقراطي.
عاشرا: أن نفس التقرير السالف الذكر في الصفحة 17 بـــــوَّأَ المملكة المغربية مكانة الصادرة، حيث جعلها على رأس دول منطقة مينا (MENA) في مجال الخيار الديمقراطية وحريــة التعبير.
الحادي عشر: نقول لتلك الأطراف النشاز في الجارة الجزائر: إن حَبْلَ الكذبِ قَصِيرٌ، وإنَّ الكذبَ عارٌ لازمٌ، وذُلٌّ دائمٌ.