امارة المؤمنين وحماية الملة والدين
عبد القادر بِطَار *
اهتم علماء الـمغرب، ومعهم عامة الـمغاربة عبر تاريخ الـمغرب الباهر، ومنذ قيام الدولة الإدريسية السنية ببلاد الـمغرب، إلى عهد الدولة العلوية الشريفة، بالإمامة العظمى، اهتمامهم بأمور دينهم، وضروريات معاشهم، نظراً للمكانة المركزية التي يُحظَى بها هذا المنصب العظيم، في حماية الـملة والدين، وترسيخ القيم الوطنية الـمغربية، والسهر على توحيد الأمة الـمغربية على كلمة سواء.
إنَّ الاهتمام بهذا المنصب الشرعيِّ العظيم، منصب إمارة المؤمنين، نابع من جوهر الدين الإسلامي الحنيف، الذي يجعل الإمامة العظمى ركناً أساساً في قيام مصالح الدنيا، وانتظام أمور الدين، وذلك على قواعد شرعية ثابتة، لا تختلف ولا تتخلف.
لقد نهضت إمارة المؤمنين، منذ قيامها بمغربنا العزيز، إلى يوم الناس هذا، حيث رسخت واستقرت، بوظائف عديدة، ومبادرات كريمة، همت مجال الاقتصاد والاجتماع والعلم والثقافة والعمران… تستجيب لطموحات الأمة الـمغربية وتطلعاتها، وهي ترتكز على ركنين مهمين:
الأول: حماية الـملة والدين، وضمان ممارسة الشعائر الدينية للمواطنين.
الثاني: تدبير شؤون الدنيا، برؤى متبصِّرة، وخِطَطٍ مستقبلية، تحقق استقرار البلد وازدهاره، وتضمن رقيه وإسعاد أهله.
وقد قال علماؤنا –رحمهم الله-: الدين أسٌّ، والسلطان حارسٌ، والدين والسلطان تَوأمان.
كما ورد في الأثر:” إنَّ اللهَ يَزَعَ بالسلطان ما لا يَزع بالقرآن”.
وفي الحديث النبوي الشريف: “السلطان ظِلُّ الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله “.
تقوم إمارة الـمؤمنين في المملكة الـمغربية الشريفة، على عقد البيعة الشرعية المتجددة.
والبيعة والمبايعة ترادف كلمة العهد، فإنَّ المبايع إنما يعاهد أميره على أنه يسلم له النظر في أمر نفسه، وأمور المسلمين، لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يُكلِّفه به من الأمر، على المنشط والمكره، كما هي مقتضيات عقد البيعة في الشريعة الإسلامية السمحة.
وقد ورد مصطلح البيعة في القرآن الكريم في قوله عَزَّ وجَلَّ ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 10].
وقولــه أيضاً ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].
ولما كان مقصود الشارعِ من وضع التكاليف الشرعية، وما شرعه للناس من عقود وأحكام تحقيق مصالح الخلق وإسعادهم، والحرص على شؤون الأمة معاشاً ومعاداً، في حفظ بيضتهم، وتوحيد كلمتهم، فإنَّ ذلك كله يستوجب شرعا طاعة وليِّ الأمر.
وقد أوجب الشرع الحكيم السمع والطاعة لوليِّ الأمر، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: 58]
وقال أيضاً ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمـــْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 82].
وقد حثَّ رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، على طاعة وليِّ الأمر، جاء في الحديث الصحيح قولـه صلى الله عليه وسلم:” من فارق الجماعة قيد شبر مات ميتة جاهلية”.
وقوله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعة من ولي الأمر”فاسمعوا له وأطيعوا.”
إنَّ طاعة وليِّ الأمر، من الأمور المجمع عليها عند علمائنا -رحمهم الله- كما أنَّ طاعتهم، من طاعة الله عزَّ وجلَّ، ندعو لهم بالصلاح والفلاح والنجاح والمعافاة.
الإمام إدريس الأكبر وتأسيس دولة إمارة المؤمنين بالمغرب:
لقد مضى أهل الـمغرب على نهج سلفهم الصالح، في اختيار الإمام الأعظم، منذ قيام الدولة الإدريسية، إلى عهد الدولة العلوية الشريفة.
فبعد أن استقر المولى إدريس بن عبد الله -رضي الله عنه- بمدينة وليلي بايعته القبائل المغربية إماماً عليهم، بعد ما عرفوا نسبه الشريف، وقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضله ودينه وعلمه وخلقه واجتماع خصال الخير فيه.
وقد تـَمَّ له هذا الأمر يوم الجمعة رابع رمضان المعظم، من سنة 172هـ
لقد أسس الإمام إدريس -رضي الله عنه- أول دولة إسلامية في الـمغرب مستقلة عن المشرق العربي، وكانت دعوته تقوم على أسس دينية سنية متينة، تتمثل في الدعوة إلى كتاب الله عزَّ وجَلِّ، وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، يقول -رضي الله عنه- في كلمة عظيمة الشأن، جليلة القدر، خاطب بها أهل الـمغرب قائلا:
“بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عانده، ولا إله إلاَّ الله المتفرد بالوحدانية، الدَّال على ذلك بما أظهره من عجب حكمته، ولُطْف تدبيره … أما بعد، فإني أدعوكم إلى كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم، وإحياء السنة، وإماتة البدعة، وإنفاذ حكم الكتاب على القريب والبعيد.”
وقد استنتج علماؤنا -رحمهم الله- من تلك الخطبة المحكمة الـمبنى والـمعنى، أنَّ أول ما تدل عليه هي قيمة الـمولى إدريس الأكبر العلمية، واتجاهه العقديُّ السنيُّ الراسخ، فالمولى إدريس إمامٌ من أئمة أهل السنة، وعالمٌ من أعلام آل البيت الأشراف، بدأ دعوته بخطبة فيها عقيدته السنية في توحيد الله عزَّ وجَلَّ.
وقد توفي المولى إدريس-رضي الله عنه- سنة 177 هجرية، وبايعت القبائل ابنه الأصغر لحمل أنوار الإمامة العظمى في هذا البلد الأمين.
وتذكر كتب التراجم أنه لـما تمت البيعة للمولى إدريس الأصغر -رضي الله عنه- صعد الـمنبر وخطب في الناس على نهج سلفه وملهمه الإمام إدريس الأكبر قائلا:
“الحمد لله أحمده، وأستغفره وأستعين به، وأتوكل عليه، وأعوذ به من شر نفسي، ومن شر كـل ذي شَرٍّ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، المبعوث إلى الثقلين بشيراً ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، أيها الناس، إنَّـا قد ولينا هذا الأمر الذي يضاعف للمحسن فيه الأجر، وللمسيء الوزر، ونحن والحمد لله على قَصْدٍ جميل، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإنَّ الذي تطلبونه من إقامة الحق إنما تجدونه عندنا.”
ثم دعا الناس إلى بيعته، وحضهم على التمسك بطاعته، فعجب الناس من فصاحته، وقوة جأشه، على صغر سنه، وأيقنوا أنَّه أحقُّ بها وأهلها.
لقد أنعم الله على أهل الـمغرب بنعمة الأمن والاستقرار، في ظل البيعة الشرعية المتجددة لإمارة المؤمنين، بوصفها دعامةً أساسيةً لقيام مصالح الدين والدنيا، وضمان إسعاد الأمة، حاضراً ومستقبلاً، معاشاً ومعاداً.
إمارة المؤمنين في السياق المغربي المعاصر:
إذا كان علماء الـمغرب وعموم الـمغاربة مجمعين على وجوب الإمامة العظمى، وكان هذا الوجوب مستنداً إلى الشرع الحكيم، فإنَّ نظام الحكم في المملكة الـمغربية الشريفة يترجم هذا الوجوب الشرعيَّ الراسخ، انطلاقا من مقام إمارة المؤمنين، الذي يستمد مشروعيته من الدين الإسلامي الحنيف، ويتحقق بعقد البيعة الشرعية المتجددة على الدوام، والإجماعِ الذي رسخه دستور المملكة الـمغربية الشريفة، حيث إنَّ جلالة الملك -حفظه الله- أمير المؤمنين، وحامي حمى الـملة والدين.
وهذا المدلول يعني على سبيل القطع أنَّ منصب الإمامة العظمى، الذي أفرد له علماؤنا الأجلاء حيزاً مهما في مصنفاتهم العقدية والفقهية والأحكام السلطانية، فإنَّ ذلك كله تترجمه في الـمملكة الـمغربية الشريفة إمارة المؤمنين، باعتبارها ميثاقا شرعياً متجدداً على الدوام، واختياراً راسخاً في النظام الـمغربي العريق، منذ قيام الدولة الإدريسية السُّنية المنيفة، إلى عهد الدولة العلوية الشريفة.
ومن مفاخر أهل الـمغرب، واعتزازهم، أنَّ إمارة المؤمنين سطعت عليهم كالصبح إذا أسْفَرَ، والروض إذا أزْهَرَ، فحفظت لهم اختياراتهم الدينية، وهي اختياراتٌ متناسقةٌ منسجمة متكاملةٌ، كانتْ وما زالت حصنا منيعا، ضد التيارات المنحرفة، عن مذاهب السلف، وإجماع الأمة، وهي من أسباب استقرار العمران وازدهاره في مغربنا العزيز.
إمارة المؤمنين وحماية الثوابت الدينية للأمة المغربية:
لقد وفــق الله أهل الـمغرب الأقصى في ظل إمارة المؤمنين إلى اختيارات دينية منسجمة تناسب طبيعتهم وفطرتهم، واعتدالهم، حتى أصبح الـمغرب -والحمد لله- في إطار تلك الاختيارات الدينية الحكيمة، التي ترعاها إمارة المؤمنين، رائداً روحيا بلا منازع.
نشير في ثنايا هذه المقالة العلمية إلى جوهر تلك الاختيارات السديدة، التي ميزت أهل الـمغرب عبر تاريخهم المجيد، وإرثهم التليد، حيث أقاموا سوق الـمعارف على ساقها، وأبدعوا في انتظامها واتساقها، وإظهار جمالها ومحاسنها.
محاسن العقيدة الأشعرية السنية:
لقد عرف المغاربة منذ عهد المرابطين قَـــدْرَ الإمام المجدد، أبي الحسن الأشعري ومكانته العلمية، وأمانته في الحفاظ على عقائد أهل السنة والجماعة، فأقبلوا على دراسة عقيدته وتدريسها، وتفننوا في شرحها ونظمها، فكانت وما زالت هذه العقيدة السنية الجماعية حاضرةً بقوة في عقل الأمة ووجدانها وضميرها، وهي من أقوى المدارس الكلامية السنية يومئذ، بما تتوفر عليه من قدرة على التوفيق بين الآراء والاجتهادات، واختيار أوسطها وأنفعها وأعدلها للأمة.
يقول العلامة المغربيُّ القاضي عياض -رحمه الله – وهو واحد من أعلام المدرسة الأشعرية السنية، الوفي لمنهجها الوسطي- في ترجمته للإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله- :” … فكذلك أبو الحسن، فأهل الـمشرق والـمغرب بـحججه يـحتجون، وعلى منهاجه يذهبون، وقد أثنى عليه غير واحد منهم، وأثنوا على مذهبه وطريقته…”
لقد أسهم المذهب الأشعريُّ السنيُّ في جمع كلمة الأمة المغربية عقدياً، وتوحيد تصوراتهم عملياً، بوصفه مذهبا توفيقيا تنويريا متجدداً على الدوام، كان ولا يزال الضابط المنهجيَّ الأمثل لتدبير أمور العقيدة تدبيراً حكيماً، يستجيب لتطلعات الأمة الإسلامية العظيمة في مشارق الأرض ومغاربها، ومن ثَـمَّ الإجابة عن كثير من الأسئلة العقدية والوجودية التي تواجه المسلمين اليوم، وفي مقدمتها أسئلة التكفير والإرهاب والغلوِّ والتطرف التي لا مكان لها في النظام العقدي الأشعري السني.
محاسن المذهب المالكي:
لقد أخذ الـمغاربة بالمذهب المالكي، في مجال الممارسة الفقهية، لأنَّ سنده موصولٌ بأنوار النبوة، وأسرار الرسالة، وهو الذي يعبر عنه بعمل أهل المدينة، لأنَّ من أصول مذهب الإمام مالك –رضي الله عنه- الأخذ بعمل أهل المدينة، لأنه أقوى في الاستدلال وأقوم، إذ هو بمنزلة روايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إلى الحديث المتواتر المتوارث أقرب وأحكم، خصوصا إذا كان هذا الأمر مجمعا عليه، لا يخالفهم فيه غيرهم، وأهل المدينة الـمنورة يومئذٍ هم التابعون وأتباع التابعين، الذين يصدق عليهم قول الإمام البصيري -رحمه الله-:
وَكُلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِس * غَرْفًا مِنَ البَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ
كما أنَّ تعلق الـمغاربة بالهدي النبوي الشريف، وحبهم الشديد لرسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وتعظيمهم لمدينته المنورة بوجوده صلى الله عليه وسلم، يفوق كل وَصْفٍ.
لقد اختار الـمغاربة، ومعهم جمهور علماء الأمة الإسلامية المذهب المالكيَّ السنيَّ لأسباب عديدة، منها:
أولا: باعتبار شخصية صاحب المذهب نفسه، الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه- لِمَا عُرف عنه من تـمسكه بالسنة، ومحاربته للبدع، وتشبثه التام بآثار الصحابة والتابعين، واستجماعه أدوات الإمامة في الفقه الإسلامي.
ثانيا: بالنظر إلى موافقة الـمذهب المالكي لطبيعة الـمغاربة وقيمهم الموروثة التي يقرها العرف كأصل من أصول الـمذهب المالكي، إذْ هو مذهب عمليٌّ، يعتمد الواقع، ويأخذ بأعراف الناس، وعاداتهم، وأصوله تنسجم مع الفطرة في بساطتها ووضوحها دون تَكلُّفٍ أو تعقيد، وأهل المغرب يميلون بطبعهم إلى البساطة والوضوح.
هذان العاملان هما من أقوى الأسباب التي ساعدت على انتشار المذهب المالكي واستقراره بالمغرب الأقصى.
محاسن التصوف السني:
التصوف علم من العلوم الشرعية، وهو تجربة روحية، ومنظومة أخلاقية سامية، له قواعده ومبادئه الراسخة، وهناك ارتباط وثيق، بين التصوف السني، الذي اختاره الـمغاربة، وصنوه المذهب الأشعريِّ في مجال الاشتغال العقدي السنيِّ، فإذا كان علم التوحيد يتضمن جملة من الحقائق الإيمانية المتعلقة بذات الله عَزَّ وجَلَّ وذوات رسله عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فإنَّ التصوف السنيَّ في عمقه الروحي والأخلاقي، يترجم تلك الحقائق الإيمانية التجريدية إلى عمل وسلوك حيٍّ، أو بعبارة أوضح: فإنَّ لُبَّ التوحيد هو التصوف، وسِرَّ التصوف هو التوحيد، فلا توحيد بدون تصوف، ولا تصوف بدون توحيد.
لقد نظر علماء الـمغرب إلى علم التصوف نظرة علمية وعملية معاً، حيث اعتبروه من جملة العلوم الشرعية الـملازمة للعمران، غايته إدراك مقام الإحسان، وثـماره سعادة الإنسان، وأساسه رسوخ الإيمان، وأصله العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها.
بهذا كله تظهر مكانة إمارة المؤمنين عبر تاريخ المغرب الـمجيد، ودورها في حماية الملة والدين، عقيدةً وفقهاً وسلوكا، وهي التي جمعها العلامة المغربيُّ سيدي عبد الواحد بن عاشر -رحمه الله- في منظومته الشهيرة، المسماة: المرشد الـمعين على الضروري من علوم الدين بقوله:
في عَقْدِ الاَشْعَرِي وفقهِ مالكْ * وفي طَريقةِ الجُنَيْدِ السَّالِكْ
وهذه المنظومة الدينية والأخلاقية المتجددة المنسجمة المنفتحة على القيم الإنسانية السامية، والحضارات العالمية، التي ترعاها إمارة المؤمنين، رمز الفخر والمجد، والصولة والسؤدد، هي التي حافظت على الشخصية الـمغربية على الدوام، وميزتها عبر تاريخها الـمجيد، وإرثها التليد، وجعلتها تتربع على عرش ثقافات وحضارات الأمم والشعوب إلى يوم الدين.
* أستاذ التعليم العالي في جامعة محمد الأول بوجدة.
الهوامش:
الاستقصا لأخبار دول الـمغرب الأقصى، لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن خالد بن حماد الناصري الدرعي السلاوي، اعتنى به محمد عثمان، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة الثانية: 2010.
الأجوبة الحسان في الخليفة والسلطان، أو رسالة في الإمامة العظمى، تأليف الشيخ أبي السعود عبد القادر بن علي يوسف القصري الفاسي الفهري، تحقيق ذ. المهدي المصباحي، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية –المملكة المغربية، الطبعة الأولى: 1435 هـ 2014مـ.
الإمام إدريس مؤسس الدولة الـمغربية، إعداد وتنسيق عبد الرحيم بن سلامة، صدر بناسبة ذكرى مرور اثني عشر قرنا على تأسيس مدينة فاس، 1429،1429هـ/2008مـ الطبعة الثانية، مطبوعات الجمعية المغربية للتضامن الإسلامي الرباط.
أنجم السياسة وقصائد أخرى، تأليف عبد الله كنون، دار الثقافة ، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 1410هـ/1989ـ.
تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء الـمغرب، تأليف أبي القاسم الزياني، تحقيق ذ.رشيد الزاوية، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية 1429هـ /2008م.
خطب إمارة المؤمنين في الشأن الديني والنصوص المنظمة للمؤسسة العلمية، منشورات المجلس العلمي الأعلى،1427هـ/2006مـ.
في تاريخ المغرب، تأليف الأستاذ أحمد التوفيق، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى: 1440هـ/2019مـ.
كتاب السياسة أو الإشارة في تدبير الإمارة، لأبي بكر محمد بن الحسن المرادي الحضرمي، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، طبعة دار الثقافة، الدار البيضاء- المغرب، الطبعة الأولى 1401هـ 1981مـ.
العز والصولة في معالم نظم الدولة، لـمؤرخ الدولة العلوية مولاي عبد الرحمن بن زيدان، نقيب الشرفاء العلويين بمكناس، المطبعة الملكية، الرباط، 1381هـ/1961م.
الحلل البهية، في ملوك الدولة العلوية، وعد بعض مفاخرها غير المتناهية، تأليف محمد بن محمد بن مصطفى المشرفي، تحقيق إدريس بوهليلة،، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، الطبعة الثانية: 1440هـ/2018مـ.
بدائع السلك في طبائع الملك، لأبي عبد الله بن الأزرق، تحقيق أ.د. علي سامي النشار، دار السلام مصر،الطبعة الأولى 1429هـ/2008مـ.
الشهب اللامعة في السياسة النافعة، لأبي القسم ابن رضوان، المالقي، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، طبعة دار السلام بمصر-القاهرة، الطبعة الأولى 1429هـ/2007م.
كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار، وصف مكة والمدينة ومصر وبلاد الـمغرب، لعالم مراكشي من أهل القرن السادس الهجري، تحقيق د. سعد زغلول عبد الحميد، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1958.
مقدمة ابن خلدون، تأليف العلامة عبد الرحمن بن خلدون، تحقيق د. عبد الواحد وافي، طبعة نهضة مصر 2004.
الـمعجب في تلخيص إخبار الـمغرب، لأبي محمد عبد الواحد المراكشي، اعتنى به د.صلاح الدين الهواري، المكتبة العصرية، بيروت-صيدا، الطبعة الأولى 1426هـ/2006م.
محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي، تأليف الدكتور عمر الجيدي، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1987.
محاضرات في المذهب الأشعري، تأليف الدكتور عبد القادر بطار، مطبعة دار الأمان، الرباط، الطبعة الثانية: 1440هـ/2019مـ.