البقاء للأنقى ..
سامح درويش
قبل حوالي سنة ونصف وبالضبط مساء يوم 7 دجنبر 2018 هبت جماهير وجدة وباقي المدن والقرى بجهة الشرق لاحتضان المناضل الوطني الكبير عبد الرحمان اليوسفي في تعبير شعبي تلقائي مفاده أن البقاء للأنقى وأن توق المغاربة إلى مثل هذه الرموز مستمر ، ولعل ما قاد أيضا تلك الجماهير بتلك الكثافة ذلك المساء إلى مسرح محمد السادس هو تنظيم مهرجان حول فكرة بناء الوحدة المغاربية وفي صلبها العلاقات بين البلدين الشقيقين بل السياميين المغرب والجزائر اللذين لا يمكن لتقلبات السياسة مهما كان نكوصها في مرحلة تاريخية ما ان تكبح مشاعر الحب بين الشعبين أو أن تفك عرى الوحدة والتضامن بينهما والتاريخ على ذلك شاهد .. لم يكن الرجل الذي أطلق فكرة مهرجان الوحدة بوجدة سوى ذلك الرمز الوحدوي المغاربي عبد الرحمان اليوسفي رفيق درب رموز حركة التحرير في الجزائر وباقي الأقطار المغاربية .. اليوسفي الذي أصر ذلك المساء أن يقرأ نداء المحبة والوحدة من وجدة بنفسه من غير أن يستعمل اي نظارات وقد تجاوز التسعين من عمره دليلا على أن بصره وبصيرته الوحدويين لا زالا يمنحانه القوة للتعبير عن حلمه في بناء المشروع الوحدوي المغاربي .. ها هو عبد الرحمان اليوسفي المغاربي يرحل الآن فهل ستتصادى وتتفاعل الاحزاب والقوى التقليدية والجديدة الوريثة لحركة التحرير بالأقطار المغاربية إيجابا مع ذلك النداء الوحدوي الصادق .. هل ستتحرك تعبيرات المجتمع المدني عبر الفضاء المغاربي من أجل الدفع في اتجاه تحقيق الحلم المغاربي الذي لا يفتر ..
لروحك السلام السي عبد الرحمان .. لروحك السلام ….