المنسق الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي سعيد بعزيز في كلمة حول الراحل سي عبد الرحمن اليوسفي : لقد ودعنا مناضلا وطنيا، تحمل مسؤوليته بكل شجاعة، وقاد حكومة التناوب التوافقي بكل حنكة وتبصر، مجنبا بلادنا السكتة القلبية
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
لجنة التنسيق الجهوية
جهة الشرق
كلمة المنسق الجهوي سعيد بعزيز في وقفة الإخلاص والوفاء
يوم الجمعة 05 يونيو 2020
بداية تحية خاصة للأخوات والإخوة، أعضاء لجنة التنسيق الجهوية بجهة الشرق؛
نقف اليوم، وقفة إخلاص ووفاء، لروح أخينا وأستاذنا عبد الرحمان اليوسفي، الذي فقده الوطن والشعب المغربي قاطبة، وكل الحركات التقدمية والحقوقية على المستوى العالمي، المقاوم والمناضل النقابي والسياسي والحقوقي الذي وهب حياته خدمة للوطن والإنسانية جمعاء، بإخلاص تام لمبادئ الاشتراكية الديمقراطية، التي تستند عليها مرجعيتنا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
نعم، لقد حالت حالة الطوارئ الصحية، وما ترتب عنها من ظروف استثنائية، دون توديع قائدنا الملهم، ومنعتنا من التنقل والتجمع والسير في موكب جنائزي مهيب وإلقاء آخر نظرة على جثمانه الطاهر، هي ظروف جهاد المغاربة من أجل الحد من تفشي جائحة فيروس كورنا ـ كوفيد 19، ظروف شكلت محطة هامة في تاريخ المغرب، عمادها التلاحم الوثيق بين الملك والشعب، بعدما جسدت الدولة دورها الاجتماعي بقيادة جلالة الملك، وتحولت التطلعات الشعبية إلى قوة تعبوية كشفت عن استمرارية الالتفاف الشعبي في كل المحطات والمنعطفات التاريخية الحاسمة في البلاد.
لقد ودعنا رمزا من رموز النضال العالمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ناصرا للقضية الفلسطينية، ولكل القضايا الدولية العادلة، مؤمنا بالسلم والتحرر.
لقد ودعنا رمزا من رموز الوحدة المغاربية، والذي يشهد التاريخ على مساهمته الفعالة والمستمرة من أجل التحرير، وبقي وفيا لمساره المغاربي، إلى أن سجل التاريخ مرة أخرى، بمداد الفخر والاعتزاز لجهة الشرق وساكنتها، نداء الوحدة المغربية الجزائرية، الذي أطلقه المجاهد والمقاوم عبد الرحمان اليوسفي من مدينة وجدة يوم الجمعة 07 دجنبر 2018 تحت شعار “المغرب والجزائر، قاطرة مستقبل البناء المغاربي”.
لقد ودعنا رمزا من رموز المقاومة والوطنية الحقة، ناضل وقاوم من أجل الحرية والاستقلال، وبقى على عهده زعيما وطنيا ومغاربيا وعالميا، يناصر قيم الحرية والعدالة أينما حل وارتحل، ومناضلا مستميتا من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان رغم المحن التي عاشها جراء الاعتقال والاغتراب.
ودعنا مناضلا وطنيا، تحمل مسؤوليته بكل شجاعة، وقاد حكومة التناوب التوافقي بكل حنكة وتبصر، مجنبا بلادنا السكتة القلبية.
لابد، وفي هذه الوقفة التاريخية، أن نقول لأستاذنا وقائدنا الراحل عبد الرحمان اليوسفي، إننا نستحضر اليوم، ما جاء على لسانكم في كلمتكم التأبينية للقائد التاريخي عبد الرحيم بوعبيد، لما قلتم وأوفيتم “قسما يا أخي عبد الرحيم، إننا لجهادك لمواصلون، وبما ضحيت من أجله لمتشبثون، ولتراثك النضالي لحافظون”، ولنؤكد لكم أننا على نهجكم لسائرون.
فإخلاصا ووفاء لروح أخينا عبد الرحمان اليوسفي، القائد التاريخي والإنسان الصادق والمخلص، أدعوكم جميعا للوقوف، وقراءة الفاتحة، بشكل جماعي.
ـ قراءة الفاتحة.
رحم الله أخانا عبد الرحمان اليوسفي وأسكنه فسيح جناته.
وإننا في ختام وقفة الإخلاص والوفاء لروحه الطاهرة، نؤكد، اتحاديات واتحاديين، على أن ذاكرتنا الجماعية تحفظ وتصون القيم والمبادئ التي ناضل من أجلها المجاهد والأستاذ الحكيم والقيدوم، عبد الرحمان اليوسفي، فقد ترك لنا وراءه، مسارا حافلا بالدفاع عن الوطن والطبقة العاملة وعموم القوات الشعبية، رسالة لنا وللأجيال القادمة، بمقدار شغفنا بتاريخ ومستقبل وطننا، رسالة تنطق بالمسؤولية والالتزام الواضح بالمبادئ وقيم الديمقراطية والحداثة والمساواة.
فسيرا على نهجه، وحتى لا يبقى الأمر مجرد خطاب مرحلي، وارتباطا بما جاء في الأرضية التوجيهية للأخ الكاتب الأول، بشأن تدبير النقاش الاتحادي حول تدبير الوضعية الراهنة، وكذا البيان الأخير للمكتب السياسي، أدعو الأخوات والإخوة في لجنة التنسيق الجهوية لجهة الشرق، والكتابات الإقليمية التابعة لها، إلى عقد لقاءات محلية، عبر اعتماد تقنيات التواصل عن بعد، من أجل الانخراط والمساهمة بشكل واسع في نقاش حزبي جهوي وإقليمي في سياق إغناء هذه الأرضية وطرح كل المواضيع والقضايا ذات الأولوية، وفي مقدمتها ذات البعد الجهوي والتمثيلي.
دمتم لروح أخينا عبد الرحمان اليوسفي أوفياء ومخلصين.
والسلام عليكم ورحمة الله.