جلالة الملك محمد السادس والإنسانية المفعمة بالأمل
الأستاذ منير الحردول
منذ أن بدأت أزمة وباء كورونا تجتاح دول المعمور، أصبحت تظهر بوضوح بعض ملامح التبصر والوعي بأهمية الأنسان في منظومة الدول، ومدى ارتباط مختلق الأقطار بهموم الشعوب بمختلف مكوناتها وميولاتها، وظروف عيشها الاقتصادية والسياسية والثقافية الدينية.
ولعل النموذج المغربي الخالص والخاص، لدليل على الفطنة والذكاء والجرأة اللامحدودة و المنقطعة النظير التي طفت في القرارات الصعبة، والمؤلمة التي اتخذها ملك المغرب والمغاربة جلالة الملك محمد السادس، في طريقة وطرق تدبيره لجائة لا تعترف لا بالحدود ولا بأنواع الشعوب.
ولعل أبرز ما يمكن أن أن يقال في هذا الصدد، بروز مواقف النبل والتضحية بكل شيء، من أجل شيء واحد، يقتصر على سلامة شعب هذا الوطن(المغرب).
بحيث اتخذ ملك المملكة المغربية محمد السادس المحبوب عند جميع المغاربة قرارات صعبة وجريئة جدا، تمثلت في وقف وإغلاق جميع الحدود البرية والبحرية والجوية، رغم ما لهذا القرار من ضرر كبير على الاقتصاد المغربي الذي تعد فيه السياحة من ركائز الخطط التنموية للبلاد، بيد أن قرار الإغلاق رغم صعوبته فقد لقي استحسانا كبيرا من قبل الشعب المغربي، خصوصا وأن جغرافية المغرب تعد الأقرب إلى بؤر الوباء الجديدة بالنسبة لجارتها أوروبا كإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانياو..
علاوة على ذلك أمر بإنشاء صندوق خاص لمجابهة الوباء والنتائج المترتبة عنه، هذا الصندوق الذي لا زالت المساهمات تتقاطر عليه لحد الآن من مختلف الشرائح الاجتماعية والمؤسسات العمومية والخصوصية والتطوعية المتعددة التي لا حصر لها، لدرجة فاقت مداخيل الصندوق كل التوقعات وقاربت أو زادت مداخيله عن ثلاث مليارات دولار.
وفي خضم ذلك، أمر جلالته باستهداف كل المواطنين الذين تضرروا من هذا الوباء، سواء من فقدو عملهم أو من توقفت موارد رزقهم، كما أصدر قرارات توصف هنا في المغرب بأنها من نبل الإنسانية الخالصة، حيت تم اطلاق الآلاف من السجناء لدوافع إنسانية محضة، وأمر بالاهتمام بمرضى كورونا، وأصد أمرا عاجلا بتحسيين تغذيتهم وتحسين ظروف علاجهم ومواكبتهم نفسيا ومعنويا طيلة فترة التطبيب، بغية المساهمة في تحسين و تحسن وضعيتهم العلاجية.
كما وجه مصانع النسيج المغربية لصناعة الكمامات الطبية في حدود 2.5 مليون كمامة في اليوم، ليرتفع العدد إلى خمسم ملايين كمامة في اليوم، وأعطى تعليماته لكي تباع الكمامات بأثمان رمزية وتعميمها على جميع المحلات التجارية بهدف سهولة اقتنائها والحصول عليها.
كما أمر ملك المغرب بانخراط الجيش في عملية المساعدة الطبية للمرضى والمواطنين، هذا و أصدر قرارا مهما بموجبه تم وقف جميع الواجبات الكرائية للمنازل والمحلات التجارية للأسر والفئات الفقيرة، وعمل على الحث على تأجيل كل القروض السكنية والاستهلاكية لدى الأبناك لفائدة كل المتضررين من هاته الجائحة.
وفي القطاع الصحي، وبخصوص الأطباء والممرضون والممرضات بمختلف رتبهم، فتم إصدار أمر بتخصيص فنادق وأمكنة خاصة لاقامتهم بعيدا عن أسرهم تجنبا لانتقال العدوى لأفراد من عائلتهم، كا تم توفير كل ما يحتاجون إليه من أمور معيشية متوازنة، نظرا لتضحياتهم الجسيمة في مواجهتهم المباشرة مع هذا الفيروس القاتل والمرعب في آن واخد.
ناهيك عن القرارات التي اتخذت وهمت الاهتمام بكل الأجانب والمقيمين الذين انقطعت بهم السبل، أفارقة وأوربيون ومختلف الجنسيات بحيث تمت معاملتهم كما هو الحال في وطنهم الأصلي، من حيث حصولهم على جميع الحاجيات الغذائية و توفير أماكن الإقامة والسكن، و تتبع وضعيتهم من الناحية الصحية في هذه الفترة التي تعد في المغرب فترة للتضامن الفعال في كل شيء.
فجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب ينظر إليه في بلاد المغرب كرمز من رموز الأخوة الإنسانية المتشبعة بالتضامن والتعايش، وحب الخير والوقوف مع الشعب في الاوقات الحرجة.
عاهل المغرب، الملك محمد السادس كما ينظر إليه المغاربة، شخصية إنسانية مفعة بالأمل، الأمل في زوال الجائحة، الأمل في تعافي الاقتصاد، الأمل في النهوض بقم المواطنة والتسامح، الأمل في اللحاق بمصاف الدول الصاعدة. فالامل سر الحب والود الذي يربط الشعب المغربي بقيادته.
كما هو حال وأمل ملايين البشر على وجه الأرض، والرغبة الجامحة بأن تعود الحياة لطبيعتها، ويسود الخير، والحب، والأخوة بين جميع الأعراق، والثقافات القاطنة فوق هذا الكوكب الجميل.