ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: عبد الرحمن الشفشاوني (1888-1967) – الحلقة 61
بدر المقري
مما أعنى به في توثيق أعلام مدينة وجدة في العلم والمعرفة والفكر والثقافة، بيان أخبارهم الدالة على صلاتهم بهذا الحيز المسمى: وجدة. ومن أشراط ذلك ما روي عن قاضي وجدة، العلامة سيدي عبد الرحمن الشفشاوني رحمه الله، قوله: (ألا إن وجدة بلاد لا إله إلا الله).
ولد الفقيه العلامة الموسوعي سيدي عبد الرحمن الشفشاوني بمدينة فاس، سنة 1888. وارتقى بعد التحاقه للدراسة في جامع القرويين سنة 1902، إلى دروس المرحلة الثانية. وقد اشتهر من شيوخه في الطبقة الأولى من علماء القرويين في هذه المرحلة: سيدي الراضي السناني ومولاي عبد الله الفضيلي وسيدي محمد بن رشيد العراقي وسيدي أحمد بن الخياط الزكاري وسيدي محمد بن العربي العلوي وسيدي التهامي كنون وسيدي محمد بن جعفر الكتاني.
وقد عين العلامة سيدي عبد الرحمن الشفشاوني قاضيا بوجدة يوم الإثنين 31 يوليوز 1933، وأعفي يوم الجمعة 30 شتنبر 1938.
وقد بلغنا أن سيدي عبد الرحمن الشفشاوني ترك في خزانته مخطوطا مجلدا بعنوان (الفتاوى الوجدية)، جمع فيه الأحكام والنوازل التي فصل فيها عندما كان قاضيا بوجدة. وقد زرت مع الأستاذ محمد علال سيناصر منزل أحد أولاده بالرباط حوالي سنة 2000 بحثا عن ذلك المخطوط، ولكن دون طائل.
وأضيف إلى العلامة سيدي عبد الرحمن الشفشاوني التدريس في المدرسة العلمية بالجامع الكبير في وجدة. وقد اشتهر بتجريد العناية في تدريس (العاصمية)، أي أرجوزة (تحفة الحكام في نكت العقود والأحكام) لابن عاصم الأندلسي (توفي سنة 829 هجرية- 1426 ميلادية).
ومما اشتهر به العلامة سيدي عبد الرحمن الشفشاوني، مجالس العلم التي كان يعقدها كلما زاره بوجدة بعض شيوخه، وعلى الأخص سيدي الراضي السناني ومولاي عبد الله الفضيلي.
وقد توفي سيدي عبد الرحمن الشفشاوني بالرباط، ليلة الأحد 16 دجنبر 1967.